طالبت مرشحة الرئاسة الأوكرانية يوليا تيموشينكو واشنطن بتقديم مساعدات عسكرية لبلادها، بينما ارسل الكرملين قوات إضافية إلى الحدود مع أوكرانيا.


نصر المجالي: قال متحدث باسم الكرملين إن القوات الروسية الإضافية قرب الحدود الأوكرانية أرسلت إلى المنطقة، ردًا على انعدام الاستقرار في أوكرانيا، في اختلاف عن تفسير سابق أعلنته موسكو، وهو مشاركتها في تدريبات روتينية.

وأوضح ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقناة روسيا 1 التلفزيونية: quot;لدينا قوات في منطقة الحدود الأوكرانية. تتمركز بعض هذه القوات بشكل دائم، وقوات أخرى موجودة هناك للتعزيز، على خلفية ما يحدث في أوكرانيا نفسهاquot;.

أضاف أن أوكرانيا دولة وقع فيها انقلاب quot;لذا فمن الطبيعي أن تتخذ أي دولة إجراءات احترازية خاصة لضمان أمنهاquot;. وتابع إن روسيا، بصفتها دولة ذات سيادة، حرة في نشر قوات في أي مكان على أراضيها من دون قيود. ورفض مزاعم تفيد بأن الجيش الروسي يتدخل في الأحداث على الأراضي الأوكرانية، مؤكدًا أن هذه المزاعم quot;خاطئة تمامًاquot;.

تيموشينكو تطالب بتسليح
إلى ذلك، طالبت مرشحة الرئاسة الأوكرانية يوليا تيموشينكو واشنطن بتقديم مساعدات عسكرية إلى بلادها، ودعت في الوقت نفسه إلى حوار وطني في دونيتسك في شرق أوكرانيا، بمشاركة شخصيات تمثل كل الأطياف والقوى السياسية والاجتماعية في البلاد.

وتوجّهت تيموشينكو أمس إلى أعضاء الكونغرس الأميركية طالبة quot;اتخاذ جميع الخطوات الممكنة لدعم أوكرانيا وحماية سيادتها ووحدة أراضيهاquot;.

وقالت زعيمة حزب quot;باتكيفشيناquot; إن quot;أوكرانيا بحاجة إلى كل أنواع الدعم، بما في ذلك التقني العسكري، الذي ينبغي أن يشمل تقديم تجهيزات مضادة للطائرات وللدبابات، والمساعدة على إجراء تدريبات عسكرية لأفراد الجيش الأوكرانيquot;.

اتفاق جنيف
على صعيد متصل، اعتبرت تيموشينكو أن اتفاق جنيف الرباعي quot;روسيا، الولايات المتحدة الأميركية، الاتحاد الأوروبي، أوكرانياquot; حول سبل حل الأزمة الأوكرانية quot;خطوة أولى في الاتجاه الصحيحquot;.

كذلك اقترحت تيموشينكو عقد طاولة حوار مستديرة في الأسبوع المقبل في دونيتسك بعد انتهاء احتفالات عيد الفصح بمشاركة ممثلي عن المحتجين وكل الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية في البلاد.

وقالت تيموشينكو إنها زارت أمس دونيتسك، وأجرت مباحثات مع المحتجين في هذه المنطقة، وأكدت أن quot;التوصل إلى توافق ممكنquot;.

بوتين يرحّب بأمين الناتو
هذا، ورحّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باختيار حلف شمال الأطلسي لرئيس الوزراء النروجي السابق ينس شتولتنبرغ أمينًا عامًا جديدًا له، وقال يوم السبت إن العلاقة بينهما quot;جيدة جدًاquot;، وإن تحسين العلاقات مع روسيا يتوقف على الغرب.

ووصلت العلاقات بين روسيا والحلف إلى أسوأ حالاتها منذ الحرب الباردة، بعدما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية، في خطوة قال بوتين يوم الخميس إنها ترجع جزئيًا إلى توسع حلف شمال الأطلسي في شرق أوروبا.

وفي مقابلة مع قناة روسيا التلفزيونية الرسمية، السبت، أشار بوتين إلى أن تعيين شتولتنبرج قد يساعد على تحسن العلاقات. ويتولى الأمين العام الجديد للحلف منصبه في أكتوبر/ تشرين الأول. أضاف في مقتطفات من المقابلة أتاحتها القناة للمؤسسات الإخبارية: إن quot;علاقتنا جيدة للغاية، بما في ذلك العلاقة الشخصية. إنه شخص جاد ومسؤول للغايةquot;.

وقال بوتين لبرنامج فستي مع سيرغي بريليوف: quot;ولكن دعونا نرى كيف سيطور العلاقات في إطار منصبه الجديدquot;. وفي إشارة إلى العلاقات المتأزمة مع الأمين العام الحالي للحلف أندرس فو راسموسن، كرر بوتين اتهامه إياه بتسجيل محادثة خاصة بينهما سرًا وتسريبها، وهو اتهام نفاه راسموسن.

العلاقات مع الغرب
وقال بوتين إنه لا يوجد ما لا يجعل علاقات روسيا بالغرب تتحسن، لكن الأمر يتوقف على الغرب. وأضاف quot;أعتقد أنه لا يوجد ما يعوق التطبيع والتعاون الطبيعيquot; مع الغرب. وقال quot;لا يعتمد هذا علينا.. أو ليس علينا فقط. ويعتمد على شركائناquot;.

ولم يحدد بوتين إجراءات يجب أن يتخذها الغرب لتحسين علاقته بروسيا. لكن متحدثًا باسم بوتين أشار أمس الجمعة إلى أن قلة الاحترام من جانب الغرب عامل مهم، وذكر أن الغرب يعامل روسيا وكأنها quot;تلميذ مذنبquot;.

وفي إشارة إلى صعوبة التوصل إلى تسوية بشأن وضع شبه جزيرة القرم، التي يعتبرها الغرب جزءًا من أوكرانيا، قال بوتين إنه سيمنح الروس الذين خدموا في الجيش أثناء فرض السيطرة على القرم أوسمة. وأضاف quot;بالطبع سيكون هناك تكريم رسميquot;.

استفتاء القرم
ورفض بوتين انتقاد استفتاء القرم الذي نص على الاستقلال عن روسيا، قائلًا إن 83 في المئة من الناخبين في المنطقة ذهبوا للتصويت. وأضاف أن هذه النسبة من الصعب ترتيبها.

ورفض بوتين تشبيه محللين غربيين لتصرفات الحكومة الأوكرانية ضد انفصاليين مواليين لموسكو بعمليات روسية quot;لمكافحة الإرهابquot; في الشيشان في التسعينيات. وقال quot;كانت تلك العمليات معدة جيدًا.. كانت جماعات مجهزة جيدًا تلقت تمويلًا وتسليحًا من الخارج. هناك فارق كبيرquot;.