تهديدات حادة تتعرض لها الفتيات المسيحيات في مصر بشكل متزايد على يد المتشددين، وتتراوح تلك التهديدات بين عمليات الخطف، التعذيب وكذلك الإجبار على اعتناق الديانة الإسلامية، منذ اندلاع موجة الربيع العربي في مطلع العام 2011.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: استناداً إلى تقرير أصدرته مؤخراً منظمة quot;الإهتمام المسيحي الدوليquot;، غير الربحية، فقد شهد العام الجاري تزايداً بالفعل في عدد الحوادث ذات الصلة بموضوع تهديد الفتيات المسيحيات.

كما قدّرت المنظمة وجماعات معنية أخرى تعمل في المنطقة أن هناك حوالى 500 حالة مُبَلّغ عنها لفتيات تم الاعتداء عليهن من قبل أناس مسلمين منذ العام 2011، وأنه ارتكازاً للحالات التي لم يتم الإبلاغ عنها، فقد يزيد هذا الرقم بصورة كبيرة للغاية.

إغتصاب وخطف

وأشارت منظمة الإهتمام المسيحي الدولي إلى أن الفتيات غالباً ما كُنَّ يتعرضن للاعتداء، والاغتصاب، والخطف وكذلك الإجبار على تغيير ديانتهن وكُنَّ يقتلن في بعض الأحيان.

وأكد مسؤولون يعملون في المنظمة وفي مركز quot;مشروع كلاريونquot; البحثي أن ما يزيد الأمور سوءًا هو عدم فعل السلطات المحلية أي شيء من أجل منع حدوث مثل هذه العمليات المشينة بحق الفتيات المسيحيات في محافظات عدة في كافة أنحاء البلاد.

السلطات تغض الطرف

وفي تصريحات أدلى بها لمحطة فوكس نيوز الإخبارية الأميركية، قال إيساك سيكس، وهو متحدث باسم منظمة الإهتمام المسيحي الدولي، إن السلطات لا تغضّ الطرف فحسب، بل تساير ما يجري في غالب الأوقات.

ولفت إيساك لواقعة تعرض فيها أحد الآباء للضرب على يد ضابط بعد طرحه أسئلة كثيرة بخصوص الجهود التي يتم بذلها من جانب وزارة الداخلية من أجل استعادة ابنته التي تم اختطافها قبل فترة.

كما شدد إيساك على أن تلك المشكلة يتم تجاهلها بشكل كبير من جانب المجتمع الدولي، وطالب واشنطن بالعمل على فتح الموضوع في حوارها مع الحكومة المصرية.

إختطاف وتغيير ديانة

ولفتت فوكس نيوز في السياق نفسه لواقعة حدثت يوم 9 من شهر آذار/ مارس الماضي، حين اختطفت فتاة صغيرة من أمام مدرستها، وبعدها ببضعة أيام، تم توقيف والدها من قبل شخصين ملثمين على دراجة نارية في الشارع وطالباه بأن يتوقف عن البحث عن ابنته، وإلا سيقومان باختطاف باقي شقيقاتها.

ما زاد الطين بلة هو حينما توجه الأب إلى مصلحة الأحوال المدنية لكي يستخرج نسخة من شهادة ميلاد ابنته المختطفة، ليفاجأ بتغيير اسمها وكذلك تغيير ديانتها إلى الديانة الإسلامية.

إعتداءات أخرى ضد المسيحيين

كما تحدث تقرير منظمة الإهتمام المسيحي الدولي عن تزايد الحوادث الأقل حدة خلال الآونة الأخيرة، مثل نزع الصلبان التي ترتديها المسيحيات في العلن من حول رقابهن.

وأرجع خبراء الأسباب التي تقف وراء ذلك التزايد الحاصل في حوادث استهداف المسيحيات الى عدة أمور منها كره المجتمع للسيدات، التشدد الإسلامي والضربة التي تعرض لها الإخوان المسلمون إثر قيام الجيش بعزل الرئيس السابق محمد مرسي.