عكرت زخات رصاص استهدفت مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني، في مدينة السليمانية، مقر حزب طالباني وقياداته، الاجواء بين الحزبين، ووترت الاوضاع في المدينة بشكل دفع رئيس الحكومة إلى مناشدة جميع الاطراف السياسية الى التهدئة، مؤكدًا السيطرة على الاوضاع الامنية.

ولاحظ مراقبون أن إطلاق الرصاص على مقر حزب طالباني في السليمانية الليلة الماضية جاء قبل ساعات من انطلاق مفاوضات بين رئيس وفد الحزب المفاوض برهم صالح ووفد الديمقراطي نجيرفان بارزاني اليوم في محاولة لحل خلافات الحزبين حول تشكيل حكومة الاقليم الجديدة التي يهدد حزب طالباني فيها بالتحول إلى المعارضة في حال عدم منحه منصبي رئيس البرلمان ونائب رئيس الوزراء ووزارتين سياديتين حيث يرفض الديمقراطي ذلك.
مشيرًا إلى أنها تتجاوز حصته التي يستحقها وفقًا للنتائج الضئيلة التي حصل عليها في انتخابات الإقليم الأخيرة في ايلول (سبتمبر) الماضي. وأشار المراقبون إلى أن إطلاق الرصاص هذا يبدو انه كان بمثابة تهديد أو محاولة ضغط من اجل حصول حزب طالباني على المناصب التي يطلبها.
وقد اعتبر نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، نيجرفان بارزاني، اليوم إطلاق النار على احد مقار حزبه في السليمانية محاولة لإحداث الفوضى في ظل الأجواء الديمقراطية في الاقليم. ودعا جميع الأطراف السياسية إلى التهدئة. وقال إن ما حدث في السليمانية هدفه تخريب الأجواء الديمقراطية التي تعيشها كردستان quot;وانه لا يعد عملاً مخططاً له من أية جهة سياسية كردستانيةquot;، بحسب قوله.
وشدد على أن الوضع الامني مسيطر عليه بشكل كامل وأن الأجهزة الأمنية من شرطة وآسايش السليمانية مكلفة بالتحقيق الجدي في هذه الحادثة.
وكان مقر الفرع الرابع للحزب الديمقراطي الكردستاني في شارع سالم وسط السليمانية قد تعرض مساء أمس لإطلاق نار من قبل مجهولين يستقلون ثلاث سيارات لاندكروز. وقال مسؤول الفرع هلو احمد كوردة في حديث متلفز إن الحادثة وقعت في التاسعة مساء عندما كان متواجداً في بيته لأن الحزب سيقيم اليوم احتفالاً جماهيريًا امام الفرع مجازًا من قبل قائمقامية السليمانية.
وأوضح ان ثلاث سيارات من نوع لاند كروزر تحمل اعلامًا خضراء (اعلام حزب طالباني) قام اشخاص يستقلونها باطلاق النار على المقر، فيما سارعت قوات الاسايش (الأمن) إلى المكان وقامت أيضًا باطلاق النار عندما كان هو متواجداً داخل المقر.
واتهم كوردة الاجهزة الامنية بالتقصير متسائلاً وإلا بأي حق تقوم ثلاث سيارات باطلاق النار على الفرع، مشيرًا إلى أن الليالي الماضية أيضاً شهدت التهجم على مناصري الحزب الديمقراطي الكردستاني موضحا أن رجال حمايات الفرع لم تصدر عنهم أية ردة فعل سلبية تجاه الامر.
وقد ادى الحادث إلى جرح شخص واحد بطلقة في ذراعه فيما القى رجال الحماية القبض على شخصين لم يكونا يحملان اية وثائق ثبوتية او اجهزة اتصال، وتم الافراج عنهما لاحقًا. وتأتي هذه الحوادث في وقت تقترب فيه الانتخابات النيابية وانتخابات مجالس محافظات الاقليم التي ستجرى في وقت واحد في 30 من الشهر الحالي.
وجاء حادث اطلاق النار هذا بعد ثلاثة ايام من توقيع اتفاق بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني وحركة التغيير الكردية حول تقاسم الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة لاقليم كردستان الأمر الذي اغضب حزب طالباني الذي لم تتم الاستجابة لمطالبه في الحصول على مناصب قيادية في الحكومة والبرلمان بعد.
وسبق لمقر الفرع الرابع للحزب الديمقراطي بالسليمانية قد شهد احداثاً دامية على خلفية قيام متظاهرين في 17 شباط (فبراير) عام 2011 برمي المقر بالحجارة وردّ مسلحو المقر بالرصاص على المتظاهرين مما اسفر عن مقتل شاب وجرح العشرات.
يذكر أن انتخابات برلمان إقليم كردستان التي جرت في ايلول الماضي حصل فيها الحزب الديمقراطي الكردستاني على 38 مقعداً من أصل 111 مقعداً هي مجموع مقاعد البرلمان فيما جاءت حركة التغيير في المرتبة الثانية بحصولها على 24 مقعداً والاتحاد الوطني الكردستاني في المرتبة الثالثة بحصوله على 18 مقعدًا فيما جاء الاتحاد الاسلامي رابعًا برصيد 10 مقاعد والجماعة الاسلامية خامسًا وله 6 مقاعد بينما حصلت الحركة الاسلامية على مقعد واحد.