في وفاء قلّ نظيره، التحق أستاذ الطلاب الكوريين الذين غرقت سفينتهم بهم شنقًا بعدما شعر بذنب لم يحتمله لكونه هو من أصرّ على تنظيم هذه الرحلة المدرسية البحرية، وأوصى أن ينثر رماده في مكان غرق طلاب قال إنه يريد أن يظل أستاذهم حتى في الآخرة.


أقدم معلم على الانتحار بعدما وجد نفسه الناجي الوحيد من بين طلابه، الذين كانوا على متن العبارة الكورية الغارقة، تاركًا رسالة مؤلمة يوصي فيها بنثر رماده في موقع غرق تلاميذه، علّه يعود ويجتمع بهم في الحياة الأخرى.

تستمر مأساة العبارة الكورية quot;سيولquot;، التي كانت تحمل 476 راكبًا على متنها، بعدما انقلبت الأربعاء الماضي أثناء رحلتها من ميناء أنشيون إلى جزيرة جيجو الجنوبية.

مأساة مضافة
في فصل مؤلم جديد، أقدم نائب مدير مدرسة دانون الثانوية، على الانتحار بشنق نفسه، بعدما عجز عن تقبل فكرة أن يكون الناجي الوحيد من الرحلة المدرسية، التي أصرّ على تنظيمها، وانتهت بمأساة، في حين أن معظم تلاميذه، إما لقوا حتفهم، أو ما زالوا في عداد المفقودين في حادثة العبارة.

في الوقت الذي كان في الأهالي يتجمعون في إحدى صالات المدرسة بانتظار أي نبأ يكشف مصير أبنائهم، خرج كانغ مين جيو (52 عامًا) إلى الباحة، ليربط حزامه بشجرة قريبة، وينهي حياته، لأنه لم يحتمل أن يكون الناجي الوحيد من بين تلاميذه.

وعثر الأهالي على الأستاذ كانغ مين جيو (52 عامًا) وهو يتدلى من الشجرة، بعدما شنق نفسه بحزامه خارج الصالة الرياضية.
وبعدما حضرت الشرطة إلى المدرسة، وجدت رسالة مؤلمة في محفظة المعلم تقول: إن quot;البقاء على قيد الحياة وحيدًا أمر مؤلم جدًا. أن أنجو وحدي.. أمر لا يحتمل، في حين أن 200 من تلاميذي في عداد المفقودينquot;.

وفي إشارة إلى شعوره بالذنب، أضاف جيو في رسالته: quot;أنا أتحمّل المسؤولية كاملة. أنا الذي أصررت على هذه الرحلة المدرسيةquot;.
وتابع المعلم: quot;أحرقوا جسدي، وانثروا رمادي في موقع غرق العبارة. ربما أستطيع أن أصبح معلمًا لطلابي المفقودين في الحياة الأخرى. أريد أن أعلم تلاميذي الذين لم يتم العثور على جثثهمquot;.

اشتباكات مع الأهالي
وارتفعت الحصيلة المؤكدة لضحايا كارثة غرق العبارة الكورية الجنوبية لتتجاوز خمسين شخصًا اليوم الأحد، بعد انتشال الغواصين أكثر من عشر جثث. ولا يزال 250 شخصًا في عداد المفقودين على متن العبارة المكتظة بالتلاميذ الذين كانوا في رحلة بحرية.

وأفادت وكالة أنباء quot;يونهابquot; الكورية الجنوبية بأن غواصين من فريق الإنقاذ تمكنوا للمرة الأولى - بعد مرور خمسة أيام على الحادث - من دخول غرف في الطبقة الرابعة في العبارة المنكوبة، واستمروا في عملية البحث داخلها، حيث يتوقع أن يوجد فيها العديد من الركاب الغرقى.

واشتبك العشرات من أقارب الركاب الغاضبين مع الشرطة في جزيرة جيجو جنوب غرب البلاد، بالقرب من موقع غرق العبارة. واتهم أقارب الضحايا الحكومة بسوء الاستجابة في التعاطي مع الكارثة.

يشار إلى أن العبارة كانت تقلّ 476 مسافرًا وأفراد طاقمها، وكان من بين المسافرين 339 من الطلاب والمدرسين من مدرسة دانون الثانوية. وتعتبر مأساة غرق العبارة أسوأ كارثة بحرية تشهدها البلاد منذ 21 عامًا من حيث أعداد الخسائر في الأرواح.