يناقش البيت الأبيض من جديد موضوع تزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات تحمل على الكتف، رغم دعوات التعقل والتشكيك التي تصدر بين الفينة والأخرى خوفًا من سوء استعمال هذا النوع من السلاح.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: يُجري مسؤولون في البيت الأبيض في الوقت الحالي محادثات بخصوص إمكانية إرسال صواريخ أرض- جو إلى فصائل المعارضة في سوريا مع تحمّل المجازفة الخاصة باحتمال تحول تلك الخطوة إلى quot;كابوسquot; إرهابي يهدد أمن أميركا قبل أي شيء.

مضادات الطيران

وذكرت مجلة quot;التايمquot; الأميركية أن تلك الصواريخ مضادة للطائرات وتطلق من على الكتف ويمكنها إسقاط المروحيات والطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض.

ونقلت المجلة عن ثوار سوريين ومسؤولين من حكومات عربية تدعمهم، تأكيدهم أن تلك الأسلحة قد تغيّر مجرى الأحداث بشكل حاسم في الحرب الأهلية المشتعلة بسوريا منذ ثلاثة أعوام، والتي بدأت تتحول دفتها لصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

تغيير قواعد اللعبة

وفي تصريحات خص بها المجلة، قال مسؤول عربي رفض الإفصاح عن هويته:quot; سيعمل إدخال منظومات الدفاع الجوي المحمولة على تغيير قواعد اللعب في سوريا، مثلما كان الحال في أفغانستان خلال ثمانينات القرن الماضي مع صواريخ ستينغر. وأنا أتصور أن إدارة الرئيس باراك أوباما بدأت تفكر في تلك الفكرة بشكل أكثر جديةquot;.

شكوك وتعقّل

وأشارت مصادر أخرى إلى أن الموضوع تجري مناقشته حالياً في البيت الأبيض، لكنلا تزال هناك شكوك قوية بشأن التعقل في تزويد الثوار السوريين بتلك الصواريخ.

مضت المجلة تنقل عن خبراء قولهم إنه من غير الوارد أن تصل تلك الأسلحة إلى سوريا من دون موافقة الولايات المتحدة، وأنه من غير الوارد أن تعمل تلك الأسلحة على تغيير التوازن العسكري في الصراع القائم بين قوات الأسد والمعارضين.

خوف على الطائرات المدنية

وكان مسؤولون كبار بالإدارة الأميركية قد أعربوا عن تخوفهم من وصول منظومات الدفاع الجوي المحمولة للمتطرفين الذين قد يستخدمونها في إسقاط الطائرات المدنية.

وسبق لدراسة أجرتها مؤسسة راند البحثية عام 2005 قد خلصت إلى أنّ إسقاط إحدى الطائرات المدنية قد يشل السفر الجوي في جميع أنحاء العالم بشكل موقت ويُسبِّب خسائر اقتصادية إجمالية تزيد قيمتها عن 15 مليار دولار.

مفاضلة في غير محلها

وقال أنطوني كوردسمان، وهو خبير عسكري لدى مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية، إن منظومات الدفاع الجوي المحمولة وحدها لن تلعب دوراً حاسماً.

وأضاف: quot;سوف تحد من حركة المروحيات ومن استخدام الطائرات، لكن ذلك قد يتسبب في استخدام المدفعية السورية. ومن غير الواضح الآن أن هذه مفاضلة جيدةquot;.