تونس: دعا رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة الثلاثاء النواب الى ترك السجال حول مسألة التطبيع مع اسرائيل والتركيز على انقاذ الموسم السياحي، وذلك مع اقتراب موعد الحج اليهودي السنوي الى كنيس الغريبة الذي اكد انه اساسي لاعادة اطلاق عجلة السياحة.

وكان نواب اعلنوا مؤخرا انهم يريدون مساءلة وزيرة السياحة آمال كربول وكاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالامن رضا صفر في قضية دخول سياح اسرائيليين الى تونس، وذلك قبل شهر تقريبا من بدء موسم حج اليهود السنوي الى كنيس الغريبة (اقدم معبد يهودي في افريقيا) والذي يقع بجزيرة جربة (جنوب شرق).
ويعتبر دخول اسرائيليين الى تونس من المسائل الحساسة على غرار غالبية الدول العربية التي ليس هناك تطبيع في العلاقات بينها وبين اسرائيل.
وقال جمعة الذي تمر بلاده بازمة اقتصادية خانقة منذ ثورة كانون الثاني/يناير 2011 انه quot;يجب انجاح الموسم السياحي لان (..) السياحة هي احد الانشطة التي تدر اموالا نقدية فوراquot;.
واضاف في افتتاح مؤتمر اقتصادي quot;فلنكن صريحين، تطبيع، لا تطبيع، فلندع جانبا هذه القضايا الكبيرةquot;، داعيا النواب الى ترك quot;المزايداتquot; جانبا.
وتابع جمعة quot;عندنا موعد الغريبة (موسم الحج الى الكنيس اليهودي)، وكما تعرفون فان موعد الغريبة يعطي مؤشرا باتفاق كل المهنيينquot; في قطاع السياحة الى السياح الاجانب للمجيء الى تونس.
واضاف ان هؤلاء المهنيين في القطاع السياحي اكدوا له خلال لقاءاته بهم انه quot;لكي ينجح الموسم السياحي يجب ان ينجح موعد الغريبة، وهذا تقليد معروف عندنا وهناك اجراءات متوارثة معمول بها منذ سنوات من قبل كل الحكوماتquot; المتعاقبة.
وفي آذار/مارس منعت تونس دخول سياح اسرائيليين خلال توقف الباخرة السياحية التي كانوا على متنها في ميناء حلق الوادي في شمال البلاد. وعلى الاثر أعلنت شركة السفريات التي كانت تنظم تلك الرحلة عن إلغاء كل رحلاتها المتبقية لهذا العام نحو تونس، واصفة القرار التونسي بquot;الممارسة التمييزيةquot;.
غير ان وزيرة السياحة التونسية آمال كربول نفت اي معاملة quot;تمييزيةquot; بحق السياح الاسرائيليين، مؤكدة أن الأمر يتعلق بـquot;مشكلة إجرائيةquot;.
وتعهد جمعة في تصريحه الثلاثاء باعتماد quot;الشفافيةquot; في اجراءات دخول السياح، واعدا باصدار تعليمات خطية بهذا الشأن تزيل اي التباس.
كما رحب رئيس الوزراء برغبة النواب في مساءلة وزيريه، بشرط ان تكون هذه المساءلة quot;بناءةquot;.
وتقيم تونس علاقات وثيقة مع الفلسطينيين، وكانت مقرا بين 1982 و1994 لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ولياسر عرفات الرئيس الفلسطيني الراحل.
وفي 1996 تبادلت تونس واسرائيل مكتبين لرعاية المصالح. ولكن في تشرين الاول/أكتوبر 2000 اغلقت تونس هذين المكتبين احتجاجا على قمع اسرائيل الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
ورفض المجلس التأسيسي (البرلمان) مقترحات من المعارضة القومية العربية بالتنصيص على quot;تجريم التطبيعquot; مع اسرائيل في الدستور الجديد للبلاد الذي تم إقراره في كانون الثاني/يناير الماضي.
ونهاية كانون الثاني/يناير الماضي، واجهت وزيرة السياحة التونسية، عند عرض تشكيلة الحكومة الجديدة على البرلمان، انتقادات كبيرة من نواب المعارضة بسبب زيارة أدتها في 2006 الى اسرائيل لأسباب مهنيّة.
وكانت كربول اعلنت ان مراسم الحج اليهودي السنوي الى كنيس الغريبة ستُقام هذا العام بين 13 و18 أيار/مايو، داعية quot;الجالية اليهودية الى القدوم بأعداد كبيرة، مثل كل عام، الى الغريبة (..) وخصوصا مع الشبابquot;.
وفي 2002، تعرض كنيس الغريبة إلى هجوم انتحاري بشاحنة غاز، تبنته quot;القاعدةquot;، وأسفر عن مقتل 21 شخصا.