ملندن : قال مركز كردي عراقي للدفاع عن حقوق الصحافيين اليوم إن ظاهرة الإفلات من العقاب قد أدت إلى تراجع الحريات الصحافية في إقليم كردستان، وأكد أن حكومته ومسؤوليها يضربون القانون عرض الحائط في تعاملهم مع الصحافيين، واوضح أنه سجل خلال الاشهر الاربعة الاخيرة 72 انتهاكًا للحريات الصحافية.
واضاف مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحافيين لمناسبة الذكرى المائة والسادسة عشرة لعيد الصحافة الكردية الأربعاء، أنه في الوقت الذي يتم الإحتفال فيه بهذه المناسبة مازالت الكثير من المؤسسات الرسمية لحكومة اقليم كردستان، ومسؤوليها، تضرب القانون عرض الحائط في تعاملها مع الصحافيين، حيث يبدو أن الافلات من العقاب له الدور الأساسي في ذلك مما ادى إلى خلق بيئة كانت نتيجتها تراجع الحريات الصحافية.
وأشار المركز في بيان صحافي حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه إلى أنه في الوقت الذي يقف فيه الاعلاميون اليوم احتراماً وتقديراً لمواكب شهداء الصحافة الكردية الذين قضوا نحبهم من أجل ايصال الحقيقة لابناء شعبهم quot;تبرز العديد من الاسئلة التي تطرح نفسها: من هو المسؤول عن اغتيال سوران مامة؟ اين هم قتلة سردشت عثمان؟ لمصلحة من يتيتم الطفل (ئامةد) ابن الصحافي الشهيد كاوة كرمياني؟quot; في اشارة إلى ضحايا الصحافة في اقليم كردستان العراق الشمالي.
ولفت المركز لمناسبة الذكرى 116 لصدور اول صحيفة كردية، رئاسة اقليم كردستان ورئاسة الوزراء والبرلمان الكردستانيين إلى البيئة التي يعمل في ظلها صحافيو الاقليم، وهي بيئة تتسم بالعنف والعرقلة اليومية لعملهم ومنعهم من الوصول إلى المعلومة والتمييز والتفرقة في اعطاء المعلومات لوسائل الاعلام والافلات من العقاب عن الجرائم التي ترتكب ضد الصحافيين... وقال إن هذه هي اهم العلامات الاساسية للبيئة التي يعمل بها صحافيو اقليم كردستان.
وشدد المركز على أنه قد تم وضع العراقيل والمصدات لمنع الوصول إلى المعلومات، كما يتم في كثير من الاحيان تجاهل العمل بقانون العمل الصحافي الصادر من قبل حكومة الاقليم، ومصادقة البرلمان عليه، والكثير من التجاوزات على حرية العمل الصحافي تمر دون أي عقوبة بحق مرتكبيها.
وأضاف انه خلال الاشهر الاربعة الماضية استلم مركز ميترو (60) شكوى من صحافيين وقنوات اعلامية، حيث تم رصد (72) انتهاكاً في تلك الشكاوى . وأوضح أن هذه الانتهاكات توزعت على حجز الصحافيين وتحطيم آلات التصوير ومنعهم من التغطية والإمتناع عن تزويد الصحافيين بالمعلومات والتهديد وتعرضهم للزجر والإهانة والأكثر من ذلك تعرض بعض الفضائيات للتشويش المتعمد، اضافة إلى محاولات القرصنة على بعض المواقع الالكترونية المستقلة.
واشار المركز إلى أن هذه الانتهاكات كانت على الشكل التالي: (22) حالة ضرب و(12) حالة حجز آلات التصوير و(12) حالة منع التغطية و(9) حالات حجز لصحافيين و(6)حالات تهديد و(5)حالات تحطيم لآلات التصوير و(6)حالات تشويش على القنوات الفضائية ومحاولة للقرصنة على المواقع الالكترونية المستقلة.
ونوه مركز ميترو إلى أن الافلات من العقاب مستمر للمتجاوزين على القانون وبالذات من العناصر الأمنية، من الشرطة والبيشمركة والآسايش وعناصر الحمايات الخاصة للشركات وبشكل يدفع المواطنين العاديين إلى الشك في أهمية القانون وسطوته على الجميع مهما كان مركزه أو موقعه الوظيفي، كما أن الافلات من العقاب يعني عدم احترام وتنفيذ القوانين التي يصدرها برلمان الاقليم.
وأشار المركز الىأنه على الرغم من وجود قانوني العمل الصحافي وحق الحصول على المعلومة الا أنه مازالت تتوفر فيه البيئة المناسبة للافلات من العقاب عن الجرائم التي ترتكب ضد الصحافيين، وهذا ما جعل حكومة اقليم كردستان في موضع التساؤل والاتهام من قبل العشرات من المنظمات الداخلية والعالمية المعروفة والمختصة بهذا المجال.
وطالب مركز ميترو quot;بوضع حد ونهاية للعنف والتجاوز ووضع العراقيل امام الصحافيين والعمل الصحافي، وأن يتم اعتبار الاعتداء على الصحافيين جريمة يجب أن تخضع للعقوبة وفق القانونquot;.
وكان مركز ميترو وقع مؤخرًا على وثيقة تضمن آليات تنسيقية بين الصحافيين والمؤسسات الأمنية، وذلك في مؤتمر أقيم في بغداد تحت شعار quot;تنظيم آلية العلاقة بين الصحافيين ومنتسبي الأجهزة الأمنيةquot;، والذي نظمه مؤسسة برج بابل للتطوير الإعلامي. وقال منسق مركز ميترو رحمن غريبإن المبادرة تأتي بهدف اعادة تنظيم العلاقة بين الصحافي ورجل الامن وتأطير العلاقة بينهما، موضحًا أن مركز ميترو احد الموقعين على الوثيقة. وأشار إلى أن الوثيقة تتضمن بنوداً لترسيخ مبادئ حقوق الصحافيين وعدم الافلات من العقاب وتعميق مبدأ اللاعنف في العلاقة بين المؤسسات الامنية والاعلامية، فضلاً عن تشكيل لجان عمل مشتركة بينهما. وبحسب الوثيقة تلتزم الجهات الامنية الميدانية باصدار تعليمات لافرادها تسهل على وسائل الاعلام حرية الحركة والتنقل بين جميع انحاء البلاد.
يذكر أن مركز ميترو قد ساهم هذا العام في مشروع العمل على انهاء ظاهرة quot;الافلات من العقابquot; الذي تبنته، واعلنت عنه المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة التابعة للامم المتحدة quot;اليونيسكوquot;، كما أنه يساهم في المشروع بالتعاون مع المنظمة الدولية لدعم الاعلام العالمي.
ومركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحافيين تأسس عام 2009 من قبل معهد صحافة الحرب والسلامفي السليمانية، وهو منظمة مجازة من قبل حكومة الاقليم، وسبق أن اصدر ثلاثة تقارير سنوية حول اوضاع العمل الصحافي في اقليم كردستان. وللمركز ممثليات في جميع مدن الاقليم وهو يعمل حاليًا بشراكة مع منظمة دعم الاعلام العالمي لاعداد تقرير شامل حول اوضاع حرية الصحافة في اقليم كردستان لعام 2014.