قدم أربعة مسلمين أميركيين دعوى قانونية ضد الحكومة الأميركية يتهمون فيها مكتب التحقيقات الفدرالي بوضعهم على القائمة السوداء للممنوعين من السفر جوا من أجل ترهيبهم للعمل مخبرين أو الانتقام منهم إذا رفضوا.


إعداد عبد الاله مجيد: تتهم دعوى قُدمت في 22 نيسان (أبريل) إلى محكمة في نيويورك وزير العدل اريك هولدر ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي ووزير الأمن الداخلي جيه جونسون و24 ضابطا في مكتب التحقيقات الفدرالي بإشاعة جو يُمنع فيه مسلمون لم يرتكبوا أي مخالفة ضد القانون من السفر جوا كوسيلة ضغط وابتزاز لدفعهم الى التجسّس على المسلمين الآخرين.

وتطالب الدعوى برفع أسماء المدعين من القائمة السوداء للممنوعين من السفر جوا واستحداث آلية قانونية اشد فاعلية للطعن باللائحة.

ونقلت صحيفة الغارديان عن داليا شماس عضو هيئة الدفاع عن المسلمين الأربعة quot;ان هذه السياسة وجملة ممارسات يعتمدها مكتب التحقيقات الفدرالي تشكل جزء من سياسات أوسع تعكس الرقابة المفرطة على المسلمين الأميركيينquot;.

شيطنة الإسلام!

ويقول قادة المسلمين في الولايات المتحدة إن الأجهزة الأمنية تستهدف المسلمين الأميركيين وخاصة عن طريق الاندساس في المساجد وغيرها من طرق المراقبة الأخرى. وان شيطنة الاسلام ماديا ممارسة حاضرة في تدريبات مكتب التحقيقات الفدرالي على مكافحة الارهاب.

واغلقت شرطة نيويورك مؤخرًا وحدة خاصة كانت مهمتها التجسس على مصالح المسلمين ومساجدهم ومراكزهم الاجتماعية في ولايتي نيويورك ونيو جرسي. وتختلف الحالات التي تعرض فيها المسلمون الأربعة الى ضغوط ولكنهم جميعا يتفقون على ان مكتب التحقيقات الفدرالي طلب منهم القيام بشيء مقابل شيء.

الاندساس في المساجد

وقال جميل الغيباهي احد المدعين على الحكومة الأميركية ان مكتب التحقيقات الفدرالي طلب منه بصراحة الاندساس في مسجد في منطقة كوينز في نيويورك والتظاهر بكونه اسلاميا متطرفا على منتديات الانترنت. واضاف الغيباهي ان عميلا في المكتب ابلغه بصراحة قائلا quot;نحن وحدنا الذين نستطيع ان نرفع اسمك عن قائمة الممنوعين من السفر جواquot; مقابل العمل كمخبر.

وتأتي دعوى المسلمين الأربعة بعد فترة قصيرة على دعوى مماثلة قدمها اتحاد الحريات المدنية الأميركي في ولاية اوريغون يتهم فيها مكتب التحقيقات الفدرالي بالضغط على اشخاص اسماؤهم مُدرجة على قائمة الممنوعين من السفر جوا من اجل حملهم على العمل مخبرين.

قائمة المراقبة

وتُعد قائمة الممنوعين من السفر بين اشد الاجراءات التي اتُخذت بعد هجمات 11 ايلول (سبتمبر) غموضًا. ويحتفظ مكتب التحقيقات الفدرالي بالقائمة فيما تتولى تنفيذها في المطارات وزارة الأمن الداخلي.

وقلة يعرفون ان اسماءهم مدرجة على القائمة والذين يعرفون يواجهون عملية بيروقراطية معقدة لرفع اسمائهم عنها. وتقول الدعوى الجديدة ان التكتم على القائمة يُسهم في اساءة استخدام عملية المراقبة التي يُفترض ان تستهدف المشتبه فيهم واصحاب السوابق.

وبحسب مركز مراقبة الارهابيين المسؤول عن القائمة في مكتب التحقيقات الفدرالي فان قائمة الممنوعين من السفر جوًا كانت حتى ايلول (سبتمبر) 2011 تضم 16 الف اسم أقل من 500 منهم أميركيون.

وتحوي قاعدة بيانية ترفد قائمة الممنوعين من السفر جوًا بالاسماء، ملفات 420 الف شخص كان بينهم القائد الجنوب افريقي الراحل نلسون مانديلا الذي لم يُغلق ملفه إلا في عام 2008. وتنتهج الحكومة الأميركية سياسة الامتناع عن تأكيد أو نفي وجود اسم احد على قائمة الخاضعين للمراقبة.

وحاولت عدة دعاوى قانونية رفع اسماء اشخاص عن قائمة الممنوعين من السفر جوًا. وفي شباط (فبراير) الماضي اصبحت الأميركية ريحانة ابراهيم أول شخص منذ هجمات 11 ايلول (سبتمبر) يربح دعوى كهذه. وكانت ابراهيم ممنوعة من السفر جوًا منذ عام 2004.