دمشق: ملت دمشق الاربعاء الامم المتحدة ومبعوثها الاخضر الابراهيمي مسؤولية عرقلة مفاوضات جنيف 2 بين الحكومة والمعارضة، ورفضت تدخل اي quot;جهة خارجيةquot; في اجراء الانتخابات الرئاسية السورية الذي وصفته بquot;القرار السياديquot;، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية.

وبدا واضحا ان الخارجية ترد على انتقادات الامم المتحدة ودول غربية لقرار تحديد موعد لاجراء انتخابات رئاسية في سوريا في الثالث من حزيران/يونيو يتوقع ان يفوز فيها الرئيس بشار الاسد بولاية جديدة.

وجاء في البيان الذي اوردته وكالة الانباء الرسمية (سانا) quot;ان الجمهورية العربية السورية تؤكد ان قرار اجرائها الانتخابات الرئاسية في سوريا هو قرار سيادي سوري بحت لا يسمح لاي جهة التدخل فيهquot;.

واضاف quot;اذا كانت هذه الدول وعلى رأسها الدول الغربية تدعي الديموقراطية والحرية والشفافية، فان عليها ان تستمع الى رأى السوريين ومن سيختارون عبر صناديق الاقتراع، ما يمثل اعلى درجات الديموقراطية والحريةquot;.

وتابعت الخارجية quot;من رأى ان اجراء الانتخابات وفقا للدستور والقوانين المرعية سينسف الجهود الرامية الى انجاح مؤتمر جنيف، عليه ان يتأكد ان من يتحمل مسؤولية عرقلة جنيف2- هو الامم المتحدة ووسيطها الاخضر الابراهيمي الذي جعل من نفسه طرفا متحيزا لا وسيطا ولا نزيهاquot;.

واضاف بيان الخارجية السورية quot;كما ان الدول التي ترسل السلاح للارهابيين في سوريا وتدعم اجرامهم وترفض سماع صوت الشعب السوري عبر الانتخابات هي التي تقوض بذلك كل الحلول السياسيةquot;.

وفي منتصف اذار/مارس الماضي، اعلن الوسيط الدولي في الملف السوري الاخضر الابراهيمي امام مجلس الامن ان الانتخابات الرئاسية في حال اجرائها في سوريا ستنهي عملية التفاوض لوقف نزاع تجاوز السنوات الثلاث. واعتبر ان المعارضة سترفض العودة الى طاولة المفاوضات في حال اعادة انتخاب الاسد.

وجرت في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير جولتا تفاوض في جنيف باشراف الابراهيمي بين وفدين من الحكومة والمعارضة السوريتين بهدف ايجاد حل للنزاع، من دون ان تفضيا الى نتيجة.

وتمحور الخلاف خصوصا حول اصرار المعارضة على البدء بعملية انتقالية تتولاها هيئة حكم لا يكون الاسد جزءا منها، بينما يرفض النظام اي بحث في مصير الاسد، معتبرا ان هوية الرئيس يحددها الشعب من خلال صناديق الاقتراع.

ووجهت الامم المتحدة انتقادات شديدة الاثنين الى اعلان دمشق حول الانتخابات الرئاسية، واعتبرت ان هذا القرار سينسف الجهود الرامية للتوصل الى حل سياسي.

واعرب الاتحاد الاوروبي الثلاثاء عن الاسف الشديد للاعلان، معتبرا ان الانتخابات ستفتقد الى ادنى مصداقية مع استمرار الحرب الدامية.

ورأت الولايات المتحدة الاثنين في الانتخابات الرئاسية المقررة quot;محاكاة ساخرة للديموقراطيةquot;، مؤكدة انه quot;لن تكون لها اي مصداقية او شرعية سواء في داخل سوريا او خارجهاquot;.

وشددت الخارجية في بيانها على ان quot;الشرعية الحقيقية ستحددها صناديق الاقتراع وسيحدد الشعب السوري بكامل حريته وارادته من سيقوده في المرحلة المقبلة عبر انتخابات تعددية لاول مرة في تاريخها الحديث غير ابهة بكل العقبات التي يحاول البعض وضعها فى طريق الشعب السوري الذي صمد ثلاث سنوات وها هو اليوم سيسمع قراره للعالم عبر تصويته لمن يريد ولن يستمع الى من يريدون التشويشquot;.

ولم تشهد سوريا منذ وصول حافظ الاسد الى الحكم انتخابات رئاسية تعددية، بل كان يقام في نهاية كل ولاية، استفتاء حول التجديد للرئيس.

ويفترض، بموجب قانون الانتخابات ان يكون المرشح الرئاسي اقام في سوريا بشكل متواصل خلال الاعوام العشرة الماضية.

وتقدم العضو في مجلس الشعب السوري ماهر عبد الحفيظ حجار الاربعاء باول طلب للترشح الى الانتخابات الرئاسية.

ولم يعلن الرئيس بشار الاسد حتى الآن رسميا ترشحه الى الانتخابات، الا انه قال في مقابلة مع وكالة فرانس برس في كانون الثاني/يناير ان فرص قيامه بذلك quot;كبيرةquot;.