الختان عادة قديمة منتشرة في مصر تلاقي معارضة واسعة، خصوصًا بعد وفاة الطفلة سهير بتاع بسبب عملية ختان فاشلة.


بيروت: تشهد مصر اليوم محاكمة غير مسبوقة، ترتبط بوفاة الطفلة المصرية سهير بتاع (13 عامًا) بعد خضوعها لعملية ختان أودت بحياتها. أثار هذا النبأ المؤسف موجة من الغضب والمطالبة بوضع حد لهذه الممارسة الشائعة، التي قتلت سهير وغيرها من القاصرات.

للمرة الاولى

قررت عائلة الطفلة سهير أخذها إلى عيادة مجاورة في منزل متهالك وسط الأحياء الشعبية، حيث يسكن صاحب العيادة رسلان حلاوة - وهو طبيب وإمام مسجد - اشتهر بإجرائه عمليات الختان. وعلى الرغم من وجود قرار يحظر ختان الإناث منذ العام 2008، خضعت سهير للعملية وخسرت حياتها.

اليوم، يقف هذا الطبيب للمرة الأولى أمام المحكمة في مدينة أجا، حيث تبذل المنظمات الحقوقية جهودًا مضنية للمضي قدمًا في القضية، آملين أن تكون وفاة سهير في حزيران (يونيو) الماضي فرصة للتوصل إلى حكم غير مسبوق.

وفقًا لمنظمة يونيسيف في تقرير أصدرته العام الماضي، خضعت 96 بالمئة من نساء مصر في أواخر الأربعينيات للختان بشكل أو بآخر، بالإضافة إلى أن 81 بالمئة من الفتيات تحت سن 19 سنة خضعن لتلك الجراحة. لكن المنظمات الحقوقية أشارت إلى أن هذه الأرقام انخفضت في السنوات الأخيرة، وصارت نادرة في المدن، لا سيما بين الطبقات المثقفة.

ما زال شائعًا

على الرغم من ذلك، يبقى الختان شائعًا في القرى والاحياء الريفية. فشقيقة سهير خضعت للختان منذ عامين مضطرة، وفقًا لما قالته ابنة عمها. ويبدو الطبيب رسلان حلاوة واثقًا من حصوله على البراءة، إذ يقول إنه كان ينفذ رغبات والدي الطفلة، مصرًا على أن الوفاة كانت بسبب الحساسية من دواء quot;بنسلينquot; وليست نتيجة عملية الختان.

يقول خبراء إن الحكومة الموقتة أظهرت رغبة في تطبيق قانون الختان أكثر من إدارة الرئيس الإسلامي محمد مرسي. لكن بعض الشيوخ في المناطق الريفية يدافعون عن الختان لأسباب دينية واجتماعية.

ويشار إلى أن الآثار السلبية لختان الإناث تمتد مع التقدم في السن، فهناك الكثير من النساء اللواتي خضعن لهذه الجراحة في طفولتهن، لكنها تسببت بأضرار صحية بالغة مع السنوات. وتعتبر مصر الدولة الأكثر ممارسة لختان الإناث مقارنة بالدول الأخرى في الشرق الأوسط، ربما باستثناء بعض الدول المحافظة كاليمن.