أكدت بعثة الامم المتحدة في العراق أنها تقف على أهبة الاستعداد للتصدي للاحتياجات العاجلة لآلاف الأسر المتضررة جراء إغراق الأراضي في ابو غريب والفلوجة من قبل مسلحي تنظيم داعش، وأنها تتخذ الاجراءات المطلوبة لمنع وصول المياه الى العاصمة العراقية .. فيما حمل ائتلاف النجيفي الحكومة مسؤولية التصدي للمخاطر التي تهدد آلاف الأسر ومساكنها وأراضيها جراء اغراقها بالمياه.
وشدد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، نيكولاي ملادينوف، على أن الأمم المتحدة تقف على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة بالتنسيق مع حكومة العراق والسلطات المحلية للتصدي للاحتياجات العاجلة لآلاف الأسر المتضررة جراء إغراق الأراضي في ابو غريب والفلوجة . وقال ملادينوف خلال ترؤسه اليوم اجتماعاً موسعاً بين رئيس مجلس محافظة بغداد رياض العضاض وممثلي فريق الأمم المتحدة القطري في العراق، إن المنظمة الدولية تعد للتعامل مع الآثار المدمرة لإغراق الأراضي في منطقة أبو غريب والفلوجة غرب العاصمة، والتي تهدد بغداد الآن.
واضاف ميلادينوف قائلاً: quot;نحن نواجه وضعاً إنسانياً خطيراً ومثيراً للقلق، تسبب به الاستخدام غير المسبوق للموارد المائية من قبل المجموعات الإرهابية (دولة العراق والشام الاسلامية quot;داعشquot;) في منطقة يتواصل فيها القتال بين قوات الأمن العراقية والمجموعات المسلحة quot;.
وطلب ملادينوف من quot;الفريق القطري للامم المتحدة العمل معاً يداً بيد مع السلطات لتحديد تلك الاحتياجات، بما في ذلك المأوى، والغذاء، والماء والصرف الصحي، ومواد الإغاثة الأساسية، فضلاً عن المساعدات الطبية، والأدوية المنقذة للحياة واللقاحات لمنع ظهور أي مرض بسبب ركود المياه.
متحدون يستغرب صمت الحكومة ازاء تهديد الفيضان لبغداد
ومن جهته، قال ائتلاف quot;متحدون للاصلاحquot; بزعامة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي quot;إن مايثير علامات التعجب والإستياء هو اسلوب اللامبالاة والعجز المطلق في تعامل الحكومة بكل اجهزتها وقدراتها وامكاناتها العسكرية والمدنية وبكل وزاراتها ومؤسساتها العلمية والتقنية في التعامل مع ما حصل من غمر مياه الفرات لمناطق شاسعة من محافظة الانبار حتى باتت هذه الفيضانات تهدد العاصمة بغداد بعد أن اجتاحت ووصلت الى مناطق قريبة منها في ناحية النصر والسلام وابو غريب وخان ضاري ودمرت الزرع والضرع، وهجّرت بسببها آلاف العوائل من الفلاحين والمزارعين ودمرت الحقول والبيوت كل ذلك بسب انهيار جزء من اكتاف النهر بفعل فاعلquot;.
وتساءل الائتلاف في بيان صحافي الاربعاء قائلاً: quot;لماذا لم تتعامل الحكومة ومؤسساتها مع هذا الأمر بكل الجدية والحسم والمعالجة العلمية الواقعية المطلوبة..؟quot;.
واشار إلى أنه قد مرّ على هذا الأمر اكثر من شهر ولمنلمس أيمعالجة انسانيةأو موقف حكومي مطلوب وبأدنى صوره مع من اضطرتهم ظروف هذا الفيضان لهجرة بيوتهم ومزارعهم وقراهم وهم بالآلاف؟ ولماذا لم تستعن الحكومة بالخبرات المحلية والعربية والدولية لمعالجة هذا الامر الخطير حين شعرت بالعجز أمام كيفية معالجة هذا الخطر الانساني والاقتصادي الداهم؟ ولماذا لم نلمس اي جهد حكومي عسكري أو مدني هندسي للتعامل بعلمية وجدية فائقة لإيقاف هذا الفيضان وتحويل مساراته الى مسارات أخرى اقل تأثيرًا على المواطن وعلى المزارع والاراضي والقرى؟quot;.
وشدد الائتلاف أن هذه الحال تؤشر عجزًا حكوميًا مطلقًا في مواجهة مشكلة واحدة من كمّ المشاكل الهائلة التي يعاني منها العراق والعراقيون منذ ثماني سنوات، والحكومة لا تتعامل مع اوضاع البلاد المتردية بشكل يقنع المواطن البسيط، بأنها تمارس ما مطلوب منها، لذلك بات العراق في أسفل سلم البلدان الساعية للنهضة والتطور والتقدم في كافة مناحي الحياة.
ودعا ائتلاف متحدون للاصلاح المنظمات الدولية الى تقديم المشورة الفنية وجهود الاغاثة، والدعم الطبي لآلاف العوائل التي اضطرها الوضع لمغادرة مناطقها.
وكانت السلطات العراقية اشارت في السادس من الشهر الحالي الى أن تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية quot;داعشquot; قطع المياه عن وسط وجنوب العراق مؤكدة أن ذلك يهدد حياة الملايين من العراقيين ومزارعهم وممتلكاتهم للخطر.
وقالت وزارة الدفاع العراقية قبل ايام إن العناصر quot;الارهابيةquot;لا تزال تسيطر على الفلوجة، وفيما اشارت الى أن حسم الموضوع بانتظار قرار من المراجع العليا أكدت أنها تفضل حسم ازمة المدينة من قبل الاهالي. وكثف الجيش خلال الفترة الماضية قصفه على الفلوجة التي تتركز فيها مجموعات مسلحة يعتقد أنها مرتبطة بما يعرف الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
ويأتي الاعلان عن قطع داعش للمياه عن وسط وجنوب العراق في وقت يستعد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام فتح جبهة جديدة في مواجهة قوات الامن العراقية بهدف التقدم نحو بغداد لتخفيف الضغط الذي يواجهه في الفلوجة المحاصرة. وجاءت المواجهات الاخيرة قبل اسابيع من انتخابات تشريعية ستشهدها البلاد لتثير تساؤلات عن قدرات الجيش والشرطة على صد الهجمات التي يشنها مسلحون بسطوا سيطرتهم على مدينة الفلوجة التي لا تبعد سوى حوالى ستين كيلومترًا عن بغداد.
وخرجت الفلوجة واجزاء من الرمادي عن سلطة الدولة، وتقع المدينتان في محافظة الانبار (110 كم غرب بغداد) التي تتشاطر حدوداً مع سوريا. ويقوم الجيش الذي يحاصر الفلوجة حاليًا بحفر خنادق وتعزيز ثكناته.
وقد ادت الاحداث الاخيرة في الفلوجة والرمادي الى نزوح مئات الآلاف من هاتين المدينتين نحو محافظات أخرى في البلاد. وتشكل سيطرة داعش على مدينة الفلوجة خصوصًا حدثًا استثنائيًا نظرًا الى الرمزية الخاصة التي ترتديها هذه المدينة التي خاضت حربين شرستين مع القوات الاميركية في عام 2004 .