وضع اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس مسار مفاوضات التسوية مع إسرائيل أمام منعطف خطير قبل الموعد النهائي المحدد لتلك المفاوضات، وهو 29 نيسان (ابريل) الجاري.

قوبل إعلان المصالحة بين الحركتين الفلسطينيتين الحاكمتين في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالانتقاد من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل، واعتبرت واشنطن وتل أبيب المصالحة الفلسطينية عقبة في طريق السلام.
وعبّرت الخارجية الأميركية عن quot;خيبة الأملquot; بسبب اتفاق حماس وفتح على تشكيل حكومة ائتلافية موحدة وإجراء انتخابات. وقالت جين ساكي، المتحدثة باسم الخارجية إن هذه الخطوة quot;يمكن أن تعقد جهود السلام بشكل خطيرquot;.
وأضافت في مؤتمر صحفي الأربعاء quot;التوقيت مثير للمشاكل ونشعر بالتأكيد بخيبة أمل إزاء الإعلانquot;.
وكان مفاوضو حماس وفتح قد اتفقوا خلال زيارة لوفد فتح لغزة الثلاثاء على إنهاء الإنقسام والشروع في تشكيل حكومة قبل نهاية يونيو/ حزيران المقبل وإجراء انتخابات قبل نهاية العام.
وقالت ساكي إن هذا quot;يمكن أن يعقد جهودنا بشكل خطير. ليس فقط جهودنا وإنما جهود كل الأطراف لمواصلة مفاوضاتها.quot;
وكشفت عن أن المسؤولين الأميركيين عبّروا عن بواعث قلقهم للفلسطينيين، وأضافت: quot;يصعب تخيل كيف يمكن توقع أن تتفاوض إسرائيل مع حكومة لا تؤمن بحقها في الوجودquot;.
ودعت ساكي إلى الانتظار حتى تتضح الخطوات التي سيتخذها الفلسطينيون خلال الأيام المقبلة، وقالت إن ما نتوقعه من الفلسطينيين منذ فترة طويلة لم يتغيّر، وهو أن عليهم التعهد بشكل لا لبس فيه بنبذ العنف والاعتراف بوجود إسرائيل والوفاء بالاتفاقات السابقة.
وأضافت: quot;سنشاهد ونرى ما الذي سيحدث خلال الساعات والأيام القادمة لنرى ما هي الخطوات التي سيتخذها الفلسطينيونquot;.
quot;حماس الإرهابيةquot;
ويشار الى أنه بالإضافة إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ترى إسرائيل حماس منظمة إرهابية، وتقول إن جهود عباس للمصالحة معها تظهر أنه غير جاد بشأن تمديد المفاوضات.
ومن المقرر أن تختتم في 29 إبريل / نيسان الجاري المحادثات الرامية لإنهاء صراع مستمر منذ عقود بين اسرائيل والفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وعقب إعلان المصالحة الفلسطينية، أعلنت إسرائيل إلغاء جلسة مفاوضات كانت مقررة مع الفلسطينيين. ويعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الخميس، جلسة خاصة للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والامنية لمناقشة انعكاسات اتفاق المصالحة بين حماس وفتح.
وفي اتصال هاتفي جرى بينه وبين وزير الخارجية الاميركي جون كيري، قال نتنياهو إن عباس يتهرب كل مرة من اتخاذ القرارات المتعلقة بالعملية السلمية مع اسرائيل.
واتهم نتانياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه اختار حماس وليس السلام . واكد نتنياهو أن من يختار حركة حماس وهي حركة ارهابية تنادي بالقضاء على دولة اسرائيل لا يريد السلام .