ساد هدوء حذر، الخميس، مدينة معان الجنوبية الأردنية، بعد مقتل مواطن في مواجهات بين الأهالي والأمن، وكان مصدر أمني قال إن أعمال الشغب تجددت في وقت متأخر من مساء الأربعاء.
ونفى المصدر الأمني الأردني حصول تبادل لإطلاق النار مساء الأربعاء، لكنه أكد وقوع اعتداءات على الممتلكات العامة، وتكسير وحرق واجهات بنكين تجاريين هما (الإسكان والإسلامي الأردني) ومبنى ضريبة الدخل.
ولفت إلى أن الدرك تدخل لتطويق تداعيات الشغب الذي تجدد احتجاجًا على الحملة الأمنية التي نفذها الامن الثلاثاء، وأدت إلى وقوع قتيل اثر اشتباك مسلح بين الدرك ومطلوبين.
واتهمت بلدية معان وزير الداخلية ومدير المخابرات العامة وكبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية بتدبير ما أسمته quot;مؤامرة دنيئةquot; على سكان المدينة، وطالبت في بيان لها الملك عبدالله الثاني بـquot;إنقاذ مدينة معان من الحاقدين والمتآمرين عليها وعلى الوطن الغاليquot;.
وتشهد مدينة معان بين حين وآخر اعمال شغب ومصادمات مع قوات الأمن منذ سنوات، وإلى اللحظة لا توجد حلول ناجزة من جانب الحكومة التي دأبت على اتهام عناصر متشددة بزعزعة الأمن والسلم الاجتماعيين في المدينة التي تعتبر من أفقر المدن في المملكة الهاشمية.
الأمن الخشن
ويُرجع أهالي مدينة معان المواجهات الجديدة إلى ما وصفوه بتعامل الأمن quot;الخشنquot;، على الرغم من تأكيدهم على ضرورة الحفاظ على كرامة المواطن وهيبة الدولة، وعدم إنكارهم وجود بعض الخارجين على القانون.
وبعد المواجهات، قام أشخاص بحرق فرع أحد البنوك في المدينة، والاعتداء على بعض الممتلكات، حسب ما ذكر مراسلنا.
كما أفاد شهود عيان بسماع أصوات إطلاق عيارات نارية أحياناً ومتقطعة، وبحسب المعلومات فإن قوات الأمن تكثف تواجدها في المدينة مع حلول ساعات المساء.
وشُيع يوم الاربعاء في معان جثمان الشاب قصي الامامي (20 عاماً) الذي قُتل مساء الثلاثاء، وكان شهود عيان قالوا إنه تواجد بالصدفة في منطقة الاشتباك بالقرب من (دوار اسماء الله الحسنى)، حيث أصيب بعدة عيارات نارية نقل على اثرها إلى مستشفى الملكة رانيا قبل أن يفارق الحياة.
وعلى الفور، قام أبناء عشيرة الشاب الذي قضى خلال الأحداث باغلاق الطرق وحرق الإطارات في الشوارع احتجاجًا على وفاته، ولا تزال اجواء التوتر تخيم على مدينة معان.
وأشار الشهود إلى أن ثلاثة أشخاص أصيبوا بالرصاص ونقلوا إلى مستشفى معان الحكومي لتلقي العلاج اللازم.
وعلم أن الأجهزة الأمنية اعتقلت سبعة من أبناء المدينة، خلال حملة المداهمات التي نفذتها قوة أمنية بدعم واسناد من قوات الدرك بدءًا من الاثنين.
كما ذكر شهود عيان أنمبنى لأحد المستثمرين بالقرب من سكن الجامعة القديم تم استهدافه بالرصاص، كما تم الاعتداء على سبع مركبات، وإحراق برج اتصالات.
بيان رسمي
وكانت الحكومة الأردنية، أصدرت بيانًا رسميًا ضمنته تصريحًا لمصدر أمني مسؤول، قال فيه إنه وفي حوالي الساعة السادسة من مساء الثلاثاء، وأثناء قيام بعض الدوريات الأمنية بالواجب الرسمي في وسط مدينة معان، عمد عدد من الأشخاص بإغلاق الطريق العام حيث تعاملت القوة الأمنية معهم من أجل فتح الطريق امام المارة، وفي تلك الأثناء بادر أشخاص بإطلاق النار من اسلحة كانت بحوزتهم باتجاه القوة الأمنية من مركبة كانوا يستقلونها، ما اضطر القوة للرد بالمثل على مصادر تلك النيران.
وتابع المصدر الأمني أنه نتجت عن الحادثة إصابة أحد الأشخاص بعيار ناري وجرى إسعافه إلى المستشفى، وما لبث أن فارق الحياة، كما القي القبض على عدد من الأشخاص ممن تورطوا في تلك الحادثة، وجرى ضبط المركبة التي شارك من بداخلها بالاعتداء، وضبط بداخلها على سلاح ناري، وبوشرت التحقيقات.
بلدية معان
ومن جهتها،اعلنت بلدية معان في بيان صحفي صادر عنها ليل الثلاثاء، quot;عن حالة الحداد العام لمده ثلاثة ايام تبدأ من صباح يوم الأربعاء الموافق ٢٣ نيسان ٢٠١٤ وحتى مساء يوم الجمعة، وتعليق الدوام الرسمي بعد مقتل الشاب قصي سليمان الأمامي احتجاجاً ورفضاً للإجراءات الهمجية البربرية الوحشية التي ترتكب من قبل الأجهزة الأمنيةquot;.
واتهم البيان الموقع من قبل رئيس بلدية معان الكبرى ماجد الشراري آل خطاب، وزير الداخلية حسين المجالي، ومدير دائرة المخابرات العامة الجنرال فيصل الشوبكي، وكبار المسؤولين في أجهزة الدولة الرسمية بقيادة quot;المؤامرة المحاكة ضد معان وأهلهاquot;، مضيفاً: quot;هنالك مؤامرة دنيئة على معان العز والصمود والإباءquot;.
وتابع: quot;المبتغى من هذه المؤامرة أن تبدأ وتنطلق الشرارة من معان، لتكون ذريعة لجعل الوطن على صفيح ساخن، ويموج لوضع من الانفلات الأمني والفوضىquot;.
وفي الختام، طالب البيان الملك عبدالله الثاني بـquot;إنقاذ مدينة معان من الحاقدين والمتآمرين عليها وعلى الوطن الغاليquot;، مؤكدين له أن الصورة تصله quot;مجتزأة ومبتورةquot;، على حد تعبيره.