نجحت مجموعة جهاديين، يتزعمها القيادي إبراهيم علي أبو بكر تنتوش، في فرض سيطرتها على قاعدة تدريب سرّية سبق أن أنشأتها قوات العمليات الخاصة الأميركية على الساحل الليبي للمساعدة على مطاردة المسلحين الإسلاميين.


هذه المعلومات أوردتها صحيفة ذا دايلي بيست نقلًا عن العديد من التقارير الإعلامية المحلية والمنتديات الإلكترونية الجهادية، وكذلك بعض المسؤولين الأميركيين.

معاون بن لادن
ذكرت الصحيفة في هذا الصدد أن ذلك المعسكر، الذي يعرف باسم quot;معسكر 27quot;، ويقع على الطريق بين طرابلس وتونس، يخضع الآن لقيادة تنتوش، وهو واحد من القادة الجهاديين، وكان واحدًا من أبرز معاوني زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن.

بات تنتوش يتحكم الآن - بحسب الصحيفة - في ذلك المعسكر التدريبي، الذي سبق أن أنشأته الحكومتان الأميركية والليبية، على أمل استخدامه في تدريب قوات العمليات الخاصة الليبية على ملاحقة المسلحين الإسلاميين المتشددين من أمثال تنتوش.

وفي حديث له مع الصحيفة، أشار أحد مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية إلى أن تلك التقارير الإعلامية تتماشى بالفعل مع المعلومات الاستخباراتية الأميركية الواردة من ليبيا.

فيما أوضح مسؤول أميركي آخر في واشنطن أن المحللين الاستخباراتيين كانوا على علم بتلك التقارير، لكنهم لم يتأكدوا منها بعد. ورفض ناطق باسم قيادة أفريقيا في الجيش الأميركي التعليق على تلك التفاصيل، التي تحمل بين طياتها كثيرًا من الأمور.

تنتوش ينفي
رغم ذلك، أكد تنتوش نفسه في مقابلة أجراها مع التلفزيون الليبي أول أمس أنه متواجد في ليبيا، لكن لا تربطه أية علاقة مباشرة أو غير مباشرة بذلك المعسكر. وأكد أيضًا في المقابلة نفسها أنه لم يسبق له أن شارك في أية هجمات إرهابية نفذتها القاعدة.

لكنّ أحد المسؤولين الأميركيين أشار في المقابل إلى أن المعسكر يعتبر اليوم quot;منطقة منفيةquot;، أو مكاناً سيتعيّن على القوات الأميركية أن تقاتل لكي تنجح في الوصول إليه. واللافت أن وسائل الإعلام الغربية لم تكشف حتى الآن عن حقيقة وقوع المعسكر لسيطرة الجهاديين المسلحين، المفترض أنهم مُطَارَدون من القوات الليبية.

من جانبه، قال سيث جونز، وهو خبير متخصص في شؤون القاعدة لدى مؤسسة راند البحثية، إن ليبيا باتت ملاذًا الآن للكثير من الجماعات التي تتبع القاعدة في شمال أفريقيا.

معسكرات قاعدية
أضاف: quot;هناك الآن عدد من المعسكرات التدريبية الخاصة بمجموعة كبيرة من الجماعات الجهادية والجماعات التابعة للقاعدة، التي ظهرت في جنوب غرب ليبيا، وشمال غرب ليبيا وفي وحول طرابلس وشمال شرق ليبيا وفي وحول بنغازيquot;.

كما لفت ديفيد غارتينشتاين روس، وهو زميل بارز لدى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إلى أنهم علموا منذ بعض الوقت أن الجماعات الجهادية نجحت في تأسيس معسكرات تدريب في أنحاء ليبيا كافة. لكنه استبعد إمكانية أن يبقى الجهاديون في معسكر 27 لمدة طويلة، نظرًا إلى قربه من طرابلس ومعرفة الحكومة الليبية بموقعه.