أسس سوريون معارضون متعددو التوجهات والمشارب الفكرية، في مدينة غازي عنتاب التركية، ملتقى ثقافياً سياسياً اجتماعياً، يخوض في الشأن العام، ويتباحث في سبل انتصار الثورة على نظام الأسد.


بهية مارديني: تعتبر مدينة غازي عنتاب التركية ملجأً لكل سوري مظلوم، سواء كان معارضًا مسلحًا مقاتلاً، أو ناشطًا سياسيًا معارضًا، أو لاجئًا مغلوبًا على أمره.

يقول المحامي نجيب ددم الناشط الحقوقي السوري في حديث مع quot;ايلافquot; إن مدينة غازي عنتاب التركية لم تعد مأوًى فقط لعشرات آلاف السوريين النازحين من بطش النظام السوري وتدميره، ومقراً موقتاً للحكومة الموقتة، ومكاناً لعقد المؤتمرات، بل أصبحت أيضاً، ملاذاً للعديد من الناشطين السياسيين من مختلف التيارات والأحزاب والمستقلين.

ملتقى ثقافي سياسي اجتماعي

يضيف ددم: quot;في الأسبوع الماضي، تداعى بعض منهم، ممن يؤمنون بالعمل السياسي، والذين يرون أن الوصول الى بناء سوريا الموحدة، ارضاً وشعباً، يتطلب العمل المنتج الذي يسمو على الاختلاف في الرؤى السياسية والآراء الفكرية أو الحزبية، وأن إنقاذها ووقف القتل والتدمير مطلب فوري عاجل، ومسؤولية أخلاقية ووطنية وإنسانية ملزمة، جميعهم تداعوا (وبصفاتهم الشخصية) إلى تشكيل ملتقى ثقافي سياسي اجتماعي، يحضره السوريون الفاعلون في الشأن العام، للحوار والتباحث وإعلان توصيات مشتركة توجه لجميع الفعاليات والاحزاب والتحالفات، تتعلق بالممارسات التي تدفع باتجاه وصول ثورة الشعب إلى غاياتهاquot;.

وأوضح الناشط السوري المعارض أن الدعوة معلنة منهم للتلاقي بين كافة التيارات السياسية القومية والاسلامية واليسارية والليبرالية، للعمل الجدي لإيجاد قيادة موحدة تعمل وفق رؤية مشتركة تخدم مطلب السوريين ببناء دولة الحرية والكرامة والوحدة الوطنيةquot;، على حد تعبيره.

في غازي عنتاب

صدر عن المؤسسين الاوائل، إعلان عن تشكيل ( ملتقى السوريين في غازي عنتاب)، حيث التقت في هذه المدينة التركية مجموعة من السوريين الناشطين في العمل المدني والسياسي وحقوق الانسان، من خلفيات ومرجعيات قومية واسلامية ويسارية وليبرالية متعددة ومستقلين.

وبعد نقاشات حول سبل تطوير النشاطات المدنية في المجال الثقافي والاجتماعي والسياسي، توافقت على تشكيل ملتقى يسمى (ملتقى السوريين في غازي عنتاب) يضم مجموعة من أبناء المجتمع السوري الذين يؤمنون بالوحدة الوطنية ويعملون على نشر المواقف المشتركة التي تدفع الفاعلين إلى العمل الجماعي والحراك السلمي، وتعميق الوعي الفكري والسياسي، وعضويته مفتوحة.

تبادل الرؤى من أجل سوريا

أشار البيان الى أن غاية الملتقى quot;تأمين لقاء نصف شهري بين الناشطين السوريين لتبادل المعلومات والرؤى حول ما يجري في سوريا، وطن الجميع، وأوضاع السوريين ومعاناتهم الانسانية الهائلة في داخل الوطن وخارجه، وسبل انتصار ثورة الشعب بكل فئاته، والتوصل إلى توصيات، تعلن باسم الملتقىquot;.

دولة مدنية ديمقراطية

ويعتبر أعضاء الملتقى أنفسهم متساوين في ما بينهم، ومع أي مواطن سوري آخر، مهما كانت مرجعيته الفكرية أو الحزبية أو السياسية و دون تمييز في القومية أو الدين أو الطائفة أو الجنس أو الطبقة الاقتصادية.

ويؤكدون أن الإنسان السوري ودولته المدنية الديمقراطية الحديثة الموحدة أرضاً وشعباً تمثل هدفاً مشتركاً يجب العمل من أجله والمحافظة عليه.

ويحتفظ أي عضو في الملتقى، بعضويته في حزبه أو تياره السياسي وبفكره، لأن الانتساب إلى الملتقى يكون شخصيًا، ولأن هدف الملتقى هو العمل لتكون سوريا المستقبل ملكًا للجميع، وما يصدر عن الملتقى إنما هو تحديد للمشتركات التي يتوافق عليها أعضاؤه، وتأكيد على أن مصلحة سوريا الوطن والشعب مقدمة على المصالح السياسية أو الفئوية وغيرها لأي كان.

وتوافق الحاضرون على تشكيل لجنة عمل موقتة برئاسة الدكتور مروان الخطيب وعضوية علي محمد شريف ونجيب ددم، مهمتها إدارة العمل اليومي وتحديد مكان اللقاء وتوجيه الدعوات، ونشر التوصيات ونتائج اللقاءات، بما في ذلك إعداد ندوات حول الشأن السوري يحاضر فيها فاعلون اجتماعيون وسياسيون بغض النظر عن مرجعيتهم ، ودعوة أشخاص ومشاركين جدد.

كما يسعى الملتقى لإصدار جريدة تنشر مقالات لسوريين من أية مرجعية كانت، تتعلق بالحال السوري والمستقبل.

ملتقى مستقل

وأكد المجتمعون على بذل كل جهد من اجل الحفاظ على استمرار نشاط الملتقى والحفاظ على استقلال الملتقى تجاه أي تيار أو حزب أو تحالف سياسي وطني والحفاظ على علاقة المواطنة الحقة والمتكافئة والديمقراطية بين أعضاء الملتقى، وعدم ممارسة أي إقصاء أو إساءة لأية جهة أو مواطن سوري، ونقل توصيات ونتائج أعمال الملتقى بدقة وصدق وشفافية إلى كافة المؤسسات الوطنية السياسية السورية والاعلامية.

ومن الموقعين الناشطين نذكر: سعد وفائي - علي السليمان - علي محمد شريف - فؤاد ايليا - قصي الهويدي - محمد زكي الهويدي - محمود حمام - محمود عادل بادنجكي - مروان الخطيب - نجيب ددم.