أيّدت بريطانيا المصالحة الفلسطينية داعية الإسرائيليين والفلسطينيين لانتهاز فرصة السلام، كما سخرت من الانتخابات الرئاسية السورية المنتظرة في حزيران (يونيو).


نصر المجالي: عرض مندوب بريطانيا السير ليال غرانت أمام مجلس الأمن الدولي مواقف المملكة المتحدة في نقاش مفتوح حول الشرق الأوسط، حيث ركز في مداخلته على عملية السلام في الشرق الأوسط وسورية.

وحول مستقبل عملية السلام، قال السفير البريطاني إنه يتعين على كل من القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية انتهاز الفرصة المتضائلة أمامهم والتركيز على الهدف النهائي: حل الدولتين بالتفاوض كنهاية للصراع - وهو حل كل من شعبيهما بحاجة ماسة له.

وأشار الى ما كان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أشار إليه في كلمة ألقاها مؤخرًا أمام الكنيست الإسرائيلي حول الفوائد التي يجلبها السلام، ومن بينها: دولة فلسطينية مزدهرة تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل تنعم بالأمن والأمان، وتطبيع العلاقات بين دول المنطقة، وشراكة خاصة متميزة بين الطرفين والاتحاد الأوروبي.

وقال السير ليال: لكن على النقيض من ذلك، ستكون عواقب تفويت هذه الفرصة وخيمة جدًا، على كلا الطرفين، والمنطقة أيضًا.

المصالحة الفلسطينية

وفي ما يتعلق بالإعلان مؤخرًا عن المصالحة الفلسطينية، قال المندوب البريطاني اسمحوا لي أن أعاود تأكيد اعتقاد المملكة المتحدة بأن التوصل إلى سلام دائم يتطلب إنهاء الانقسام بين غزة والضفة الغربية وتوحيدهما تحت السلطة الفلسطينية الملتزمة تمامًا بالسلام مع إسرائيل.

وأكد أنه لطالما أوضحت المملكة المتحدة بأننا سوف نعمل مع أي حكومة فلسطينية تبرهن بأفعالها بأنها ملتزمة بالمبادئ التي حددها الرئيس عباس في القاهرة شهر أيار (مايو) 2011. وقال السفير غرانت إن المملكة المتحدة قلقة جدًا تجاه زيادة التوترات وأعمال العنف التي تتسبب بسقوط الكثير من القتلى بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأكد مجدداً إدانة بريطانيا للتوسع ببناء المستوطنات الإسرائيلية واستمرارها بهدم بيوت الفلسطينيين، وكذلك استمرار إطلاق المسلحين المتطرفين في غزة للصواريخ إلى عمق الأراضي الإسرائيلية، فكلا هذين الفعلين مخالف للقانون الإنساني الدولي.

وقال: كما أن زيادة التوترات في المواقع المقدسة في مدينة القدس مثيرة للقلق. لابد من استمرار الوضع على ما هو عليه واحترامه، كما اننا نحث السلطات المسؤولة على الحفاظ على الهدوء وتجنب السماح لمن لديهم أهداف متطرفة بالتحكم بأجواء ما يحدث في المواقع المقدسة.

ورحب السير ليال بما قاله الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن الهولوكوست: quot;ويجب على المجتمع الدولي ككل الوقوف متحدين بمواجهة من ينكرون الحقيقة الفظيعة لوقوع الهولوكوستquot;.

الأزمة السورية

وفي الموضوع السوري، قال المندوب البريطاني ان الوضع يزداد سوءًا مع مرور الأيام، كما أن النظام يواصل أفعاله دون أي اعتبار لحياة المدنيين واحتياجاتهم الإنسانية وقرار مجلس الأمن رقم 2139. وقال إن الأمين العام للأمم المتحدة كان واضحاً تمامًا حين قال: يجب على مجلس الأمن اتخاذ إجراء في حال استمرار عدم الانصياع.

وأضاف السير ليال غرانت أن الأنباء الموثوقة التي وردت مؤخرًا بشأن استخدام النظام في سوريا للأسلحة الكيميائية مجددًا تثير الشكوك بإيفاء النظام بالتزاماته وبتفكيكه لبرنامجه بالكامل، quot;وقد أثرنا مخاوفنا مع دول أخرى في المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ونرحب بإعلانها اليوم عن التحقيق بهذه الأنباءquot;.

كما أشاد السفير البريطاني بجهود البعثة المشتركة من الأمم المتحدة- منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.لكنه قال إن الوضع على أرض الواقع مثير للقلق: تفويت المواعيد النهائية، وغموض بالتصريحات، ومزاعم باستخدام أسلحة كيميائية مؤخراً، وإحراز تقدم محدود في تدمير مرافق إنتاج الأسلحة الكيميائية.

واكد أنه بينما نقترب من انتهاء مرحلة إخراج المواد، سوف يستمر دور البعثة المشتركة المهم في ضمان إبقاء هذا المجلس على اطلاع تام بشأن الالتزام بالقرار رقم 2118.

الانتخابات وجرائم الحرب

وقال المندوب البريطاني لدى الامم المتحدة إن الشعب السوري يستحق السلام والعدل، وأنه يتوجب على المجتمع الدولي ضمان أن كل المسؤولين عن ارتكاب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية سوف يعاقبون على ما فعلوا.

وقال إن المملكة المتحدة تواصل المطالبة بإحالة الوضع في سوريا للمحكمة الجنائية الدولية، وستستمر بدعمها للمعارضة المعتدلة في جهودها لحماية السوريين من النظام، ومن الجماعات المتطرفة. وحول الانتخابات الرئاسية، قال السفير غرانت إن إعلان نظام الأسد عن إجراء انتخابات في 3 حزيران (يونيو) 2014 ما هو إلا محاولة ساخرة للاستمرار بدكتاتوريته القاتلة.

وأشار إلى أن الانتخابات ستجري في أجواء قصف النظام للمدنيين، بينما يعيش مئات الآلاف تحت حصار النظام في ظروف فظيعة. وقال: لا يمكن تكون لهذه الانتخابات أية قيمة أو مصداقية حين تجرى في أجواء من الخوف، بينما أن المعارضين السلميين للأسد تعرضوا للاعتقال أو أنهم اختفوا تمامًا، وملايين السوريين الذين يعيشون في الملاجئ ممنوعون من التصويت.

وأكد المندوب البريطاني أن السبيل الواضح لإجراء انتخابات ذات صدقية يكون عبر تشكيل هيئة حكم انتقالية، وفق ما ينص عليه إعلان جنيف. كما اننا ندعو نظام الأسد للعودة إلى مفاوضات جنيف والتفاوض على الأساس الذي اقترحه المبعوث الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي لشكل ومواضيع النقاش.

وفي الختام، حمل السفير غرانت أعضاء المجلس مسؤولية العمل لأجل التوصل لحل سياسي عبر التفاوض، وخصوصاً مسؤولية ممارسة الضغوط على الأسد للمشاركة في هذه العملية بحسن نية.