بغداد: خرج جواد سعيد كمال الدين (91 عاما) من مركز الاقتراع في غرب بغداد متكئا على عكازه بعدما ادلى بصوته في الانتخابات التشريعية العامة التي يامل العراقيون ان تقود نحو تغيير واقع بلاد يعصف بها العنف اليومي منذ اكثر من عقد.
وقال كمال الدين لوكالة فرانس برس متحدثا امام مركز الاقتراع الواقع في غرب بغداد quot;اتمنى ان يصبح العراق مستقرا امنا وتعالج البطالة وتعود الصناعة والزراعة والتجارة للاستعانة بموارد بديلة عن النفطquot; الذي يمثل المصدر الرئيسي لميزانية البلاد.
واضاف كمال الدين الذي هاجر 12 من احفاده الى دول اجنبية بينها المانيا والسويد والنمسا وبريطانيا quot;يجب تغيير كل السياسيين الحاليين والبرلمانيين لان الغالبية العظمى منهم سرقوا ونهبوا اموال البلادquot;.
ويدلي ملايين العراقيين منذ الساعة السابعة (04,00 تغ) باصواتهم في اول انتخابات تشريعية منذ الانسحاب الاميركي، وثالث انتخابات من نوعها منذ اجتياح العام 2003، وسط هجمات تستهدف مراكز الاقتراع في مناطق متفرقة قتل فيها 14 شخصا.
والقت الاحداث الامنية في اليومين الاخيرين شكوكا حيال قدرة القوات المسلحة على الحفاظ على امن الناخبين، حيث شهد العراق موجة تفجيرات انتحارية في يوم الاقتراع الخاص بهذه القوات الاثنين، وتفجيرات اضافية الثلاثاء، قتل واصيب فيها العشرات.
وقتل منذ بداية الشهر الحالي في اعمال العنف اليومية في العراق اكثر من 750 شخصا بحسب حصيلة اعدتها فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وطبية وعسكرية، في وقت لا تزال تخضع مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) منذ بداية العام لسيطرة مسلحين متطرفين.
غير ان العديد من العراقيين عبروا عن اصرارهم على التوجه الى صناديق الاقتراع.
وقالت ماري طوبيا يوسف (62 عاما) وهي تستعد للدخول الى مركز اقتراع اخر في غرب بغداد ايضا ان quot;تحسين اوضاع البلاد، وخصوصا الامنية منها، دفعنا للمجيء للتصويت املا بالتغييرquot;.
وفرضت قوات الشرطة اجراءات مشددة حول مركز النيل حيث ادلت ماري بصوتها، تمثلت بانتشار عشرات العناصر حول المبنى وفوق اسطح الابنية المجاورة، وقطع كامل الطرق المؤدية الى المركز وتخصيص ممر واحد للناخبين الذين جرى تفتيشهم بشكل دقيق قبل الدخول.
وبهدف السيطرة على الاوضاع الامنية وحماية الناخبين، اعلنت السلطات العراقية حظرا على تجول المركبات منذ الساعة العاشرة (19,00 تغ) من مساء امس الثلاثاء وحتى اشعار اخر في بغداد وعدد من المحافظات.
وبدت اليوم شوارع العاصمة التي عادة ما تكون مكتظة بالسيارات وبزبائن المطاعم الشعبية التي تحتل الارصفة مدينة اشباح، حيث خلت تماما من السيارات المدنية وانتشرت فيها دوريات الشرطة والجيش وحواجز التفتيش للجيش والشرطة.
ولم يجد الناخبون سبيلا للوصول الى مراكز الاقتراع سوى من خلال السير على الاقدام.
ويتنافس في هذه الانتخابات 9039 مرشحا على اصوات اكثر من 20 مليون عراقي، املا بدخول البرلمان المؤلف من 328 مقعدا.
ورغم ان الناخبين يشكون من اعمال العنف المتواصلة، ومن النقص في الخدمات والبطالة، الا ان انتخابات اليوم بدت كانها تدور حول رئيس الوزراء نوري المالكي نفسه واحتمالات بقائه على رأس الحكومة لولاية ثالثة، رغم الاتهامات الموجهة اليه بالتفرد بالحكم.
ويرمي المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006 بثقله السياسي في هذه الانتخابات سعيا وراء ولاية جديدة، متخذا من الملف الامني اساسا لحملته، ومعتمدا على صورة رجل الدولة القوي التي يروج لها مؤيدوه في مواجهة التهديدات الامنية.
وامام مركز النيل، قالت سجى ليث (20 عاما) وهي طالبة في كلية القانون بعد ان ادلت بصوتها ان quot;الكثير من اوضاع البلاد بحاجة الى التغيير، وخصوصا الامن فهو اكثر شيء نتمنى ان يتحسنquot;.
واضافت quot;يجب ايضا تغيير رئيس الوزراء لانه لم يقدم اي شيء ايجابي في تقديريquot;.