رغم ما يتردد باستمرار عن المادة المظلمة، إلا أن العالم سيكون على موعد في ما يبدو مع مادة أخرى جديدة، هي المادة المعتمة، التي نجح علماء فلك في التقاط صور غير مسبوقة لها، وتبيّن أنها ناتجة من غاز غامض، يربط المجرات في أنحاء الكون كافة.


لفتت صحيفة quot;الدايلي ميلquot; البريطانية إلى أن تلك المادة الغامضة تعرف باسم IGM، وهي لا تزال حتى الآن مثار تكهنات نظرية من جانب العلماء والباحثين المعنيين.

حاضنة المجرات
ونجح علماء من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في التقاط أول صور ثلاثية الأبعاد لتلك المادة المعتمة، وهو ما قد يساعد علماء الفلك على تحسين فهمهم لبنية الشبكة الكونية، التي تدفق عبر الكون، لفهم الطريقة التي تؤثر من خلالها على المجرات.

وقال كريستوفر مارتن، وهو أستاذ الفيزياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، والمسؤول عن تطوير الجهاز الذي تم من خلاله التقاط صور المادة المعتمة: quot;أفكر بشأن البيئة التي توجد بين المجرات منذ تخرجي. فهي لا تشكل فحسب معظم المادة الطبيعية الموجودة في الكون، بل هي كذلك البيئة التي تتكون وتنمو فيها المجراتquot;.

ومعروف كذلك أن الباحثين النظريين يتكهنون منذ أواخر الثمانينات ومطلع التسعينات بأن الغاز البدائي الناتج من الانفجار الكبير لا ينتشر بشكل موحد في كل أنحاء الفضاء. وتبيّن أنه يوزّع بدلا من ذلك في قنوات تغطي المجرات وتتدفق في ما بينها.

تقاطع خيوط
كما تبيّن أن تلك المادة المعتمة هي شبكة من الخيوط الصغيرة والكبيرة التي تتقاطع مع بعضها البعض عبر اتساع الفضاء، وتعود عبر الزمن إلى عصر سبق أن شهد بداية تكون المجرات. وعاود البروفيسور مارتن ليصف الغاز المنتشر لمادة IGM بـ quot;المادة المعتمةquot;، وذلك لتمييزه عن المادة المشرقة للنجوم والمجرات وكذلك المادة المظلمة.

وأشار مارتن في الإطار عينه كذلك إلى أن 96 % من الكتلة والطاقة الموجودة في الكون عبارة عن طاقة مظلمة مراوغة ومادة مظلمة. ولم يعلم العلماء بهذا الأمر إلا من خلال تأثيراته على نسبة الـ 4 % المتبقية التي يمكننا رؤيتها، وهي المادة الطبيعية.