يتوقع لبنان دورًا إقليميًا في إجراء الإنتخابات الرئاسية بعدما بدا وكأن أهل البيت لا يستطيعون بأنفسهم إدارة شؤونهم الداخلية، فبعدما انسحبت سوريا من لبنان ظهر التدخل الإيراني فيه.

بيروت: يبدو حتى اليوم أن الفرقاء السياسيين لم يستطيعوا إنجاز الإنتخابات داخليًا، وسيتم اللجوء كالعادة إلى الدور الإقليمي في هذا المجال، فأي دور لإيران والسعودية في إنضاج الطبخة الرئاسية اللبنانية؟

يقول النائب أمين وهبي ( المستقبل ) لـquot;إيلافquot; إن الدور الإقليمي بإنجاز الإنتخابات الرئاسية قد يكون واردًا ويظهر اليوم من يعطل هذا الاستحقاق، وتصريحات قوى 8 آذار/مارس واضحة بأن الوقت الآن غير صالح لإنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وبالتالي من يذهب باتجاه التعطيل هو فريق 8 آذار/مارس بزعامة حزب الله، وحينها يصبح الدور الإقليمي نافذًا، والدول الإقليمية التي تمسك بقرار القوى في لبنان هي من ستقوم بالانتخاب الرئاسي، وإذا استمرت إيران بدورها السلبي ربما نذهب باتجاه شغور منصب رئيس للجمهورية.

في هذا الصدد يقول النائب نعمة الله أبي نصر ( التيار العوني) لـquot;إيلافquot; إن الفراغ ليس مؤكدًا في ما خص الإستحقاق الرئاسي في لبنان، لأن هناك مباحثات جدّية بين مختلف الفرقاء ولا يزال هناك 22 يومًا، وقد تحل الأمور في الربع الساعة الأخير، لأن الفراغ يبقى أمرًا غير مقبول من الجميع، والمجلس النيابي سيّد نفسه في اللحظة الأخيرة قد يلتئم بكامل أعضائه أو الثلثين لانتخاب رئيس للجمهورية، وكتلتنا لديها موقف تكتيكي من الانتخابات والتعطيل ليس هدفنا.

إيران والسعودية

عن الدور الإيراني والسعودي في إنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان، بعدما كان الدور الأبرز في السابق لسوريا، يقول وهبي :quot;الدور الإيراني هو الأبرز، لأن الامتداد الإيراني إلى لبنان يقيم دويلة داخل الدولة، ويستعمل القوة القاهرة للتغلب على الاستحقاقات، في التطبيق الاستنسابي للدستور، واستعمال القوة في الانتخابات وأيضًا في خلق أكثرية وهمية، أما صداقات لبنان مع سائر الدول العربية وبالأخص المملكة العربية السعودية هو دور إيجابي في دعم الدولة اللبنانية، ولا يمكن المقارنة والمساواة بين الدور الإيراني والسعودي في لبنان.
فالأغلبية الساحقة من الدول العربية بما فيها السعودية لديها دورها الإيجابي في لبنان من خلال صداقاتها ومن خلال دعم الجيش اللبناني.

ويلفت وهبي إلى أن دور السفير السعودي علي عواض عسيري يأتي في هذا الإطار، وهو يمثل سياسة بلده، والسعودية لا تريد سوى مصلحة اللبنانيين.

ويضيف:quot;هناك دور عربي يدعم الدولة اللبنانية، وهناك دور إيراني يريد المساكنة بين الدولة والدويلة.
وهناك فرق كبير بين السياستين والروزنامتين لكل من السعودية وإيران.

ووجود السفير السعودي في لبنان طبعًا له دور في تعزيز العلاقات بين البلدين، لتسهيل أمور بعض المواطنين، لكن الدور العربي والسعودي خاصة يصب في دعم سيادة لبنان ودورهquot;.

ويعتبر أبي نصر أن أي تدخل يحصل في لبنان يعيدنا إلى القول بأن قرارنا يجب أن يكون وطنيًا، وبيدنا، ولا يجب أن نعجز عن إدارة شؤوننا بأنفسنا.

توازن الخطاب

هل التقارب السعودي الإيراني سيؤدي إلى توازن الخطاب بين مختلف الفرقاء من 8 و14 آذار/مارس؟ يقول وهبي :quot; اذا تم تقارب سعودي إيراني وإذا كان هذا التقارب نتيجته أن تخلت إيران عن مبدأ تصدير الثورة حتمًا سينعكس ذلك إيجابيًا على كل الدول التي فيها امتدادات إيرانية بما في ذلك لبنان.

ونحن حريصون ونطمح أن تصبح العلاقات اللبنانية الإيرانية واللبنانية العربية ممتازة، إلا إذا كف الإيرانيون عن العمل علىتصدير الثورة إلى لبنان. ولا يمكن ان يحصل ذلك إلا من خلال دولة إلى دولة.

في الوقت الذي نرفض التدخل في شأننا الداخلي، نطمح دائمًا أن تأخذ العلاقات اللبنانية الإيرانية شكلها الصحيح.

حول هذا الموضوع يقول أبي نصر عندما نفشل في الانتخابات الرئاسية سيتدخل الخارج إن كان إيران أو السعودية بشؤوننا الداخلية الخاصة.