اعترفت قيادية في حزب البعث السوري بتشكيل دفعات جديدة من الكتائب ينفذون في محيط كسب عمليات خاصة بالتنسيق مع الجيش. في حين بدا ناشطون متفائلين باتفاق الهدنة الذي أبرم بين النظام والمعارضين في حمص، والذي يدخل حيز التنفيذ الأحد.


بهية مارديني: لطالما حاول بعض مسؤولي النظام السوري إخفاء وجود كتائب بعثية مسلحة تقتل السوريين، وتخطف المدنيين من دون ضوابط ولا قانون، كما حاولوا التستر على تجربة جديدة مريرة طويلة يعيشها السوريون ليتكرر تسليح المظليين والموالين وأحداث الثمانينات الدامية.

واعترفت إحدى&القياديات في حزب&البعث السوري، والتي مازالت تعتبره الحزب الحاكم، بتشكيل كتائب مسلحة بقرار من القيادة القطرية، وأعلنت عن تشكيل دفعات جديدة من الكتائب. وكشفت عن 400 "رفيق" يتوزّعون على محاور مهمة في محيط بلدة كسب ينفذون مهامًا خاصة بالتنسيق مع "الجيش".

تفعيل لدور الحزب
وفي لقاء أجراه موقع دام برس الموالي للنظام السوري مع غادة الأسد، عضو قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في اللاذقية – رئيسة المكتبين الاقتصادي والمالي - قالت في رد على سؤال "من هم كتائب حزب البعث العربي الاشتراكي؟، وما دورهم؟": إنه "منذ بداية الأزمة والاتهامات توجّه إلى الحزب بأنه لم يكن موجودًا وبأنه كان غائبًا عن ساحة الأحداث بشكل كامل، إضافة إلى عقد مقارنة بين دوره في ثمانينات القرن الماضي وتصديه لمخطط الإخوان المسلمين آنذاك، ودوره الآن، وحقيقة الأمر لم تكن كذلك، وانطلاقًا من إيمان الحزب بضرورة أن يكون له دور ريادي في كل المجالات، لاسيما وأنه الحزب الحاكم".

أضافت الأسد "كان قرار القيادة القطرية الجديدة أن يتم تشكيل الكتائب البعثية وفق هيكلية تنظيمية محددة وآلية عمل واضحة.. انطلاقًا من نواة كانت قد تشكلت في فرعي حلب واللاذقية منذ بداية الأزمة، حيث تم تنظيم الرفاق في كتائب مسلحة قامت بدعم الجيش ومساندته، إضافةً إلى قوى الدفاع الوطني واللجان الشعبية، والتي كان لها دور إيجابي خلال الأحداث". واعترفت المسؤولة البعثية أن "في فرع اللاذقية كتائب بعثية تعمل، لأن الرفاق البعثيين الحقيقيين الذين تربوا وتخلقوا بأخلاق البعث تماهوا مع كل القوى".

ورأت أن القوى "الوطنية على الساحة كان لها شرف المشاركة في الدفاع عن الوطن، سواء على مستوى الجيش وقوى الأمن أو الدفاع الوطني أو اللجان الشعبية وحتى على المستوى الشخصي تماشيًا مع هذا الواقع".

وأوضحت "بكل "جد وتفانٍ" وجنبًا إلى جنب مع قوات الجيش الباسلة في الريف الشمالي، ساهموا في تحرير قرى عدة وتحرير مخطوفين من ريف الحفة. كما وجّهت الشكر إلى من قالت إنهم "رفاقنا في الكتائب البعثية على هديتهم الرائعة في الذكرى الـ 67 لحزب البعث، حيث قاموا بتحرير قريتين من ريف الحفة، هما (كرافيش وعين الجوز)، وهذا كان وعدًا قد قطعوه على أنفسهم ونفذوه في 7 نيسان/إبريل".

على محاور كسب
وأفادت أن "هناك حوالى 400 رفيق يتوزعون على محاور مهمة في محيط بلدة كسب ينفذون مهام خاصة بالتنسيق مع الجيش، وقسم آخر يقارب حوالى 200 رفيق يقومون بحماية المنشآت والدوائر الرسمية في المحافظة". وكشفت عن "شهداء" بين صفوف الكتائب.

وأقرّت بأنه "مازال العمل مستمرًا وقائمًا لتشكيل دفعات جديدة من الكتائب". واعتبرت "أن الباب مفتوح للرفيقات أيضًا إيمانًا من أهمية إشراك المرأة جنبًا إلى جنب مع الرجل في كل الميادين".

خرق التهدئة في حمص
من جانب آخر، كشفت تقارير متطابقة تفاصيل الاتفاق الذي جرى أخيرًا في حمص. فيما قال ناشطون لـ"إيلاف" إن عملية قنص اليوم جرت في منطقة الوعر خرقت أجواء الهدنة وقتل على أثرها شاب. وفي اتصال عبر سكايب من حمص أجرته "إيلاف" أكد ناشط أن "الاتفاق النهائي سيصبح ساريًا ابتداء من الغد، وسيدخل حيز التنفيذ". وأشار إلى أنه "لا مصلحة لأي من الطرفين في انهيارها".

في حين أكد عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض محمد خير الوزير أن "تقدم الثوار المقاتلين في حمص جعل النظام يرضخ لعقد هدنة في حمص"، معتبرًا في تصريحات نشرها الائتلاف أن هذا أول اتفاق يمكن إطلاق عليه اسم "هدنة بين طرفين"، وليس "عقد إذعان".

وقال الوزير إننا "ننظر إلى الثورة على أنها تكمن في الثوار، وليست فقط بالأرض والأحجار"، فالمسألة لا تتعلق بالارتباط بالأرض وحسب، مضيفًا "بما أن الهدنة ستخرج الثوار سالمين، فمن المؤكد أنهم سيعودون محررين وفاتحين من جديد".

تفاؤل بالهدنة
وأكد أن نظام الأسد "لا مصداقية له ولا عهد، فلطالما أخلّ باتفاقاته وخرق الهدن التي عقدها في مناطق عدة"، لكنه أبدى اعتقاده أن نظام الأسد قد يلتزم بهذه الهدنة، ليس من جهة أدبية وأخلاقية، وإنما لمصلحة له في إطلاق الأسرى الموجودين لدى الجبهة الإسلامية، وهم من الإيرانيين".

وقالت تقارير إعلامية "إن النظام فاوض الثوار على ضابط روسي وامرأة إيرانية من دون التفاوض على أي ضابط أو عنصر من أفراد قواته". وتناولت شبكة سوريا مباشر ما قالت إنه اجتماعات جرت بين الثوار وبين ضابط إيراني رفيع المستوى بحضور اللواء ديب زيتونة رئيس شبعة الأمن السياسي.

وأكدت الشبكة أنه أعلن عن اتفاق بين الجيش الحر داخل أحياء حمص المحاصرة والنظام برعاية الأمم المتحدة، وتم ذلك بحضور روسي إيراني. وضم وفد الثوار من الأحياء المحاصرة كلًا من: الشيخ عبد العليم هلال أحد وجهاء حي جورة الشياح والسيد عرابي النجار(أبو عدي) أحد قادة الكتائب المقاتلة داخل الحصار، وأبو رامي الحمصي ناشط إعلامي وتمام التركاوي وغزوان السقا وأبو الحارث الخالدي وأبو راكان المهباني.

أضافت أنهم التقوا بضابط إيراني رفيع المستوى بحضور اللواء محمد ديب زيتون رئيس شعبة الأمن السياسي ومحافظ مدينة حمص طلال البرازي، وحسب ما تسرّب، فإن نص الاتفاق يقضي بخروج جميع المحاصرين، الذين يبلغ تعدادهم تقريبًا ما بين 2200 إلى 2400 مقاتل، يتم نقلهم بأربعين حافلة، ويرافق كل حافلة عضو من الأمم المتحدة، كما ترافق شرطة النظام الحافلات التي تتوجه إلى الريف الشمالي، وتبدأ الحافلات بنقل المقاتلين على دفعات، وتستمر حتى إخراجهم جميعًا.

إغاثات مقابل روسي وإيرانية
كما لا يسمح بإخراج السلاح الثقيل، حيث يُخرج المقاتلون نصف أسلحتهم الرشاشة المتوسطة، بينما يحق لكل مقاتل باصطحاب سلاحه الفردي وحقيبة سفر، على أن تنقل سيارات الهلال الأحمر المصابين من داخل الحصار. ويكشف مهندسو الألغام عن العبوات الناسفة والألغام، وهم آخر الخارجين من المقاتلين، بحسب الاتفاق.

ويسمح الاتفاق بدخول منظمة الهلال الأحمر السورية إلى حي الوعر وبدخول المواد الغذائية التي تمنع قوات النظام دخولها إلى الحي منذ أشهر.

أما مقابل هذا فتسلم الجبهة الإسلامية الضابط الروسي المأسور لديها في ريف اللاذقية منذ العاشر من نيسان/إبريل الماضي، وأيضًا المرأة الإيرانية التي تم أسرها على معبر باب السلامة، إضافة إلى عشرين مقاتلاً إيرانياً، وهذا ما يفسر سبب الحضور الروسي الإيراني والضغط باتجاه الهدنة. إلى جانب إدخال الطعام والشراب إلى مدينة نبل والزهراء في محافظة حلب، كما لا يبدأ بتنفيذ بنود الاتفاق حتى يتحقق هذا البند، وكذلك دخول الهلال الأحمر إلى البلدتين، اللتين تعتبران مواليتين للنظام.