أكد المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي أن المالكي لا يقوم حاليًا بزيارة سرية إلى طهران، وأشار إلى أنّه ليس مولعًا بالزيارات السرية مشددًا على أن العراق ليس ضيعة تابعة لأي دولة، نافيًا بذلك تقارير عراقية وعربية راجت خلال الساعات الاخيرة عن هذه الزيارة ملمحًا إلى دور سعودي فيها.


لندن: قال& المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي علي الموسوي إنه فوجئ اليوم بخبر نشرته صحيفة الحياة السعودية على صدر صفحتها الأولى بأن المالكي قام بزيارة سرية إلى إيران وقالت: " علمت الحياة من مصادر موثوقة أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي توجه إلى إيران في زيارة غير معلنة يرافقه زعيم التحالف إبراهيم الجعفري ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي لترتيب الحوار الشيعي- الشيعي حول الحكومة الجديدة".

وأضاف الموسوي في بيان صحافي الاحد اطلعت على نصه "إيلاف" أنه يكذب "هذا الخبر جملة وتفصيلاً، وأنه عار عن الصحة تماماً فدولة رئيس الوزراء موجود في بغداد ولم يغادرها لا إلى إيران ولا لأية جهة اخرى، وسيترأس اليوم اجتماعاً لمجلس الوزراء الذي سيعقد بدل الثلاثاء الماضي بسبب عطلة الانتخابات".

وقال "اطمئن هؤلاء أن دولة رئيس الوزراء ليس من المغرمين بالزيارات السرية ولم يقم بأية زيارة سرية لأية دولة طيلة ولايتيه الاولى والثانية". ودعا وسائل الاعلام المرتبطة "بنفس المنظومة السعودية أن تترفع عن اللجوء إلى الكذب الصريح في محاولة للتشويش على نتائج الانتخابات التي جاءت بمثابة الصفعة على وجوههم".

ودعا الاعلام إلى "الاتعاظ بما آلت اليه الحملات الدعائية المسعورة والاعلام الكاذب الذي شُنّ على العراق وعلى دولة رئيس الوزراء بالذات طيلة السنوات الماضية وقد رد عليها العراقيون أن توجهوا بكثافة قل نظيرها في جميع أنحاء العالم إلى صناديق الاقتراع وصوتوا بأغلبية لافتة إلى من كان هدفاً لهذه الحملات. وأن المنطق والعقل يقضيان بأن يراجع هذا الاعلام والاهم منه أولئك الذين يقفون خلفه، مواقفهم".

وشدد بالقول إنه "لايمكن تغيير توجهات الشعوب بحملات التضليل والكذب، خصوصًا اذا كانت الشعوب على قدر كبير من الذكاء والخبرة والارادة الصلبة في مواجهة التحديات كالشعب العراقي".

وقال "كنت اتمنى أن تكون تجربة السنوات العشر الماضية قد اقنعت هؤلاء بضرورة اختيار طريقة أخرى للتعامل مع هذا الشعب العظيم، وبدل العمل على كسر إرادته أو محاولة تغيير مساره السياسي عبر حملات التضليل والتشويش، الانسجام معها واحترام تطلعاته، وارجو أن تكون هذه الانتخابات، وما ستسفر عنها من نتائج نهائية كافية لخلق هذه القناعة".

وتمنى الموسوي "أن لا يكون هذا الخبر الكاذب استمراراً للسياسة السابقة في التعاطي مع الشأن العراقي، لأن ذلك لا يخدم مصالح هذه الدول وشعوبها وليس العراق فحسب، ولا يسهم في استقرار المنطقة وازدهارها".

وأكد بالقول "من العبث الاستمرار بهذا النهج غير المنطقي ومن المسيء للغاية محاولة إظهار العراق بكل تاريخه الكبير وحضارته العريقة وكأنه ضيعة تابعة لهذه الدولة أو تلك، متى كان العراق تابعًا حتى يصبح الآن تابعًا بعد أن تكرست إرادة شعبه واصبح يتخذ قراره بنفسه".

وأضاف أنّ طبيعة الأخطار المحدقة بالمنطقة وتشابك المصالح وتاريخ النزاعات فيها تستدعي الكثير من التعقل والانفتاح على بعضنا البعض، والإنصات جيدًا لبعضنا، وقبل هذا وذاك مغادرة الاحقاد والخنادق الأيديولوجية والتاريخية والانخراط في مشروع تصالحي شامل يتحرر من أعباء التاريخ إلى آفاق المستقبل وإلا سيبقى التخبط وانتشار التطرف والعنف والحروب من ابرز سمات المرحلة القادمة لاسامح الله". وطالب الصحيفة أن تنشر تكذيبًا للخبر في نفس الموقع والاسلوب الذي نشرت فيه الخبر المشار اليه، كما تقتضي الاصول المهنية.

وكانت مواقع عراقية إضافة إلى الصحيفة اللندنية قد تداولت خلال الساعات الاخيرة معلومات عن بدء المالكي والقيادي في حزب الدعوة- تنظيم العراق نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي ورئيس "التحالف الوطني" ابراهيم الجعفري، زيارة إلى طهران للبحث مع الزعماء الإيرانيين موضوع الولاية الثالثة للمالكي المختلف حولها بين القوى الشيعية.

وأشارت إلى أنّ المالكي اوفد قبيل سفره إلى طهران عددًا من المقربين منه إلى واشنطن لتجديد التحالف معه ومنحه الولاية الثالثة مع ضمانات بأنه عازم على حل الخلافات سلميًا مع السنة والاكراد استجابة لطلبات ملحة طالما اطلقها المسؤولون الاميركيون وخاصة في الاشهر الاخيرة.

وأوضحت أن مباحثات المالكي في طهران تأتي اثر قرار اتخذته المراجع الشيعية الاربعة الكبار في النجف امس خلال اجتماع لهم يقضي برفض أي مرشح لرئاسة الوزراء من ائتلاف "دولة القانون" بزعامة المالكي أو "المجلس الاعلى" بزعامة عمار الحكيم أو "الاحرار" بزعامة مقتدى الصدر.

وقالت صحيفة "الحياة" إنه لم يعد ثمة شك في أن ائتلاف المالكي تصدر الانتخابات بفارق كبير عن أقرب منافسيه، لكن الشك ما زال قائماً وكبيراً في قدرته على انتزاع ولاية ثالثة، بحكم انفتاح الأسابيع التي تلي إعلان النتائج على تحالفات غير واضحة المعالم قد تدفع شخصيات أخرى إلى منافسته.

لكنها أوضحت أنه ليس من الضروري بناء على معطيات انتخابات عام 2010 أن يكون للكتلة التي فازت بأكبر عدد من المقاعد السبق في ترتيبات تشكيل الحكومة، فالقوى الشيعية حينها حسمت منصب رئيس الحكومة لصالحها ومن ثم توجهت إلى الطرف الكردي للتحالف معه قبل أن تترك للطرف السني المتحالف مع قائمة أياد علاوي قبول أو رفض الاتفاقات الجديدة.

وأشارت إلى أنّ هذا التوجه بدا واضحاً في كلمة ألقاها زعيم كتلة المواطن عمار الحكيم خلال إحياء ذكرى مؤسس& المجلس الإسلامي الأعلى الراحل محمد باقر الحكيم أمس، حيث أكد فيها "أن زمن التخطيط والعمل المؤسسي والانسجام بين القوى الوطنية التي حازت على ثقة الشعب قد بدأ للمساهمة في إدارة البلاد وتوفير الأمن وتقديم الخدمات وتنفيذ البرامج التي وعدنا بها أبناء شعبنا".

وأضاف "أيادينا ممدودة إلى الجميع والمشروع أساس العمل مشدداً على "تشكيل حكومة وطنية حقيقية مبنية على مشروع واضح وخطة عمل متفق عليها وفريق عمل قوي متجانس". ومن جانبه، دعا رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إلى تشكيل حكومة شراكة تتجاوز كل الثغرات وتتمكن من إنهاء الملفات العالقة.

ونقلت عن مصادر عراقية مطلعة وقريبة من أجواء النقاشات الشيعية&حول تشكيل الحكومة قولها إن الأولوية لدى طهران هي بقاء التحالف الوطني الشيعي بصيغته الحالية وعدم المجازفة في تفتيته، وبالتالي انقسامه إلى جبهتين قد تختار إحداهما، فيما أرسلت مرجعية النجف على ما يرى مطلعون رسائل واضحة إلى الزعماء الشيعة الرئيسيين خلال الأيام الماضية تصب في هذا الاتجاه& أي تحويل التحالف الشيعي& إلى مؤسسة معنية باختيار رئيس الوزراء من دون أن تبدي حتى الآن موقفاً نهائياً من الأسماء المطروحة.