&
يكتنف الغموض تفاصيل اعتقال جبهة النصرة العقيد فهد النعمة، ورفضت الكثير من الدوائر ذات الإطلاع على القضية التعليق لـ"إيلاف" حول الموضوع، فيما تقول جبهة النصرة إن النعمة كان خائنًا.

تتفاعل قضية اعتقال قائد المجلس العسكري في الجيش السوري الحر، العقيد فهد النعمة، وتسليمه من قبل جبهة النصرة للمحكمة الشرعية في المنطقة الشرقية بمحافظة درعا في الرابع من الشهر الجاري،
ويكتنف هذه القضية الكثير من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية للاعتقال وامتناع كثيرين ممن اتصلت بهم "ايلاف"عن التصريح، علمًا أن أمر المحكمة كان قد صدر منذ تسعة أشهر.
&
محاولات "ايلاف"
حاولت "ايلاف" معرفة الاسباب الحقيقية لاعتقال النعمة وتم إجراء اتصالات بالعديد من المحيطين بهذه القضية غير أنهم اعتذروا عن التصريح.&
وبقيت الاسباب المعلنة أن الاعتقال جاء بعد أمر من المحكمة الشرعية بعد توجيه عدة دعوات قضائية ضد النعمة، على خلفية إعلانه عن تشكيل "جبهة ثوار جنوب سوريا" في الأول من أيار/ مايو الجاري، والتي تضم قادة سابقين و36 لواء،& ليستمرالسؤال وهو"أن أمر المحكمة كان صدر منذ تسعة&أشهر، فما الذي فجره اليوم؟".&
&
وقد اعتقل النعمة بالتزامن مع اعتقال خمسة "قادة ميدانيين " من المجلس العسكري منهم خالد الرفاعي قائد كتيبة حمد آل ثاني في الغارية، وموسى الأحمد قائد فوج الفرسان الأول من درعا البلد على حاجز اليرموك، في وقت كشف الغطاء فجأة عن أن &الهيئة الشرعية في المنطقة الشرقية أصدرت امراً يقضي باعتقاله واحمد الحريري.
&
أسود النصرة&
وحذّرت جبهة النصرة مباشرة، الفصائل والكتائب الثورية من الانضمام إلى جبهة ثوار جنوب سوريا في ريف درعا الغربي&، وجاء في بيان للجبهة: "بعد أن بلغ الهيئة الشرعية دخول كل من المتهم أحمد فهد النعمة وأحمد الحريري تم استنفار قوات أمن المسلمين وطلب من الاخوة في جبهة النصرة مطاردة المتهمين والبحث عنهما ووضع الحواجز والكمائن لهما". كما حذر البيان كل الفصائل والكتائب التي أعلنت الولاء والانتماء للعقيد أحمد فهد النعمة أو جبهته، بأنها بهذا الفعل تكون وضعت نفسها موضع المحاسبة والمطاردة من قبل أسود جبهة النصرة" .
&
وعلى الفور، اصدرت غرفة العمليات العسكرية في محافظة درعا بيانًا يقضي بعزل النعمة من قيادة المجلس العسكري، معتبرة أنه بات مطلوبًا بشكل رسمي لمحكمة ثورية في أرض حوران بسبب ما وصفته" العمل على شق صف الثوار باستمرار وزرع الفتنة بينهم، والتحريض على الاقتتال في ما بينهم بدهاء نظام العمائم، تارة بالترغيب وتارة بالترهيب، وكذلك العمل على تشكيل وحدات وخلايا نائمة لطعن الثورة بظهرها من خلال افتعال المشاكل التي قد يترتب عليها نزاع مسلح بين الإخوة، بالإضافة الى استشهاد الكثير من المقاتلين بسبب استفراده بقرارات خاطئة ادت الى زهق دماء إخوتنا (معركة سجن غرز مثلاً) دون أي هدف واضح أو تنسيق أو اتصال وسقوط بلدات الخربة والمليحة وغيرها من أرض محررة بدماء الشهداء، بعدما منع السلاح ثم وزعه فجأة لشراء بعض الولاءات، والذي نجم عنه سقوط عشرات الشهداء الأبرار" حسب ما نسب الى الغرفة العسكرية .
وما لبث أن أعلن في تغريدات عن إعدام النعمة بعد ساعات من اعتقاله وتسليمه للمحكمة الشرعية لمحاكمته بتهمة الخيانة الا أنه لم يتم تأكيد عملية الاعدام.
&
اتهامات تطال المجلس العسكري
وقد طالت اتهامات كثيرة فجأة قائد المجلس العسكري، وقلة من دافعوا عنه خوفاً من النصرة، حيث قصف بوابل من الاتهامات منها "الخيانة والعمالة للمخابرات الجوية، وتوريد اسلحة فاسدة من الاردن، وخذلان مدينة الشيخ مسكين وتسليم خربة غزالة ومنع الالوية والكتائب التابعة للمجلس العسكري من المشاركة في الجهاد وسرقة كل الاموال المقدمة للثوار وتهريب ضابط أسدي متهم بقتل المئات مقابل عدة ملايين من الدولارات". لكن البعض قال إن السبب الحقيقي والمنطقي هو مخاوف النصرة من سحب البساط من تحتها بعد تشكيل جبهة ثوار جنوب سوريا والتي اعلنت في بيان لافت عن تعهدها بثورة مدنية لا تحمل الطابع الديني وبالالتزام بالاتفاقات والعهود والمواثيق الدولية، ومخاوفها كذلك من أن يوجه النعمة اليها البندقية بعد أن اصبح قويًا ضمن جبهة.
&
اعترافات تحت التعذيب&
وبعد إلقاء القبض عليه، بثت الهيئة الشرعية &شريطًا مصورًا له يدلي فيه النعمة باعترافاته ويتحدث عن تسليمه لبلدة "خربة غزالة" بعد معارك دامت 62 يومًا بين جيش الأسد وكتائب المعارضة المسلحة وشرح مفصل لآلية تسليم البلدة.
وقال في الاعترافات التي ظهر فيها وهو خاضع للتعذيب،" أنه بتوجيه من بعض الدول الداعمة له والرافضة لتوجهات "جبهة النصرة" قام بالإمتناع عن تقديم الأسلحة والذخائر للكتائب التي تخوض المعركة وتحدث عن طلب تلك الدول المانحة بضرورة الإنسحاب من المعركة وفتح الأوتستراد الدولي "دمشق- درعا" الذي كانت "جبهة النصرة" وكتائب الثوار قد قطعته خلال معاركها مع جيش النظام، مما أدى الى عزل محافظة درعا بالكامل عن العاصمة السورية دمشق".
&
الخصم والحكم
هذا وقد جرت وساطات كثيرة للافراج عن النعمة وزملائه، وسط استياء كامل من المقاتلين والثوار لظهوره معتقلاً ومعذباً، وخاصة أن من يحققون معه ويعتبرون أنفسهم من القضاة هم ليسوا من سوريا ولم ينصبهم أحد، وهم الخصم والحكم في آن واحد، ، كما أن تعرضه للتعذيب بهذا الشكل وانتزاع الاعترافات منه بهذه الطريقة يعيد المخاوف من اعادة انتاج سياسة الأسد بأكثر من شكل وجه من جديد.&
&

&