وجه تنظيم (داعش) المتطرّف انتقاداته إلى أيمن الظواهري متهمًا إياه بتفريق الجهاديين الذين كانوا في عهد بن لادن "على كلمة سواء"، مؤكدًا أن الدولة الاسلامية في العراق والشام لم تكن يومًا من جند تنظيم القاعدة.


إيلاف: هاجم أبو محمد العدناني، المتحدث باسم الدولة الإسلامية بالعراق والشام أو ما يعرف بـ"داعش" زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري موجهاً له انتقادات لاذعة حول بيانه الأخير الذي تبرّأ فيه من تنظيم "الدولة".

كما بينت (داعش) موقفها من الرئيس المعزول محمد مرسي والمرشح للرئاسة المصرية، عبدالفتاح السيسي والجيش المصري بشكل عام، وكالت اتهامات للجميع.

الظواهري... عذرًا

قال العدناني في كلمة بثتها مواقع تُستخدم عادة لنقل بيانات داعش، وحملت عنوان "عذراً أمير القاعدة" قال فيها: "عذراً أمير القاعدة.. الدولة ليست فرعاً تابعاً للقاعدة ولم تكن يوماً كذلك بل لو قدر لكم الله أن تطأ قدمكم أرض الدولة الإسلامية لما وسعكم إلا أن تبايعوها وأن تكونوا جنوداً لأميرها القرشي حفيد الحسين، كما أنتم اليوم جنود تحت سلطات الملا عمر."

وأضاف العدناني: "عذراً أمير القاعدة.. إننا كنّا ولحين قريب نجيب من يسأل عن علاقة الدولة بالقاعدة بأن علاقتها علاقة الجندي بأميره، ولكن هذه الجندية يا دكتور لجعل كلمة الجهاد العالمي واحدة ولم تكن نافذة داخل الدولة كما أنها غير ملزمة لها وإنما هي تنازل وتواضع وتكريم منّا لكم، ومن الأمثلة على ذلك عدم استجابتنا لطلبك المتكرر بالكف عن استهداف عوام الروافض في العراق بحكم أنهم مسلمون يعذرون بجهلهم فلو كنّا مبايعين لك لامتثلنا أمرك حتى لو كنا نخالفك الحكم عليهم هكذا تعلمنا في السمع والطاعة، ولو كنت أمير الدولة لألزمتها بك ولعزلت من خالفك بينما التزمنا طلبكم بعدم استهدافهم في إيران وغيرها."

خياران فقط

وأردف المتحدث باسم داعش مخاطباً الظواهري: "لقد وضعت نفسك وقاعدتك اليوم أمام خيارين لا مناص عنها إما أن تستمر على خطأك وتكابر عليه وتعاند ويستمر الاقتتال بين المجاهدين في العالم، وإما أن تعترف بخطأك وزلت وتصحح وتستدرك وها نحن نمد لك أيدينا من جديد لتكون خير خلف لخير سلف، فقد جمع الشيخ أسامة المجاهدين على كلمة واحدة وقد فرقتها نمد لك أيدينا من جديد وندعوك للتراجع عن خطأك القاتل ورد بيعة الخائن الغادر الناكث فتغيظ بذلك الكفار.. انت من أيقظ الفتنة وأذكاها وانت من يطفئها إن اردت إن شاء الله، فراجع نفسك وحقف موقفا لله وندعوك ثانيًا لتصحيح منهجك وتصدع بردة الجيش الباكستاني والمصري والأفغاني والتونسي والليبي واليمني وغيرهم من جنود الطواغيت وانصارهم وعدم التلاعب بالأحكام والألفاظ الشرعية كقولك الحكم الفاسد والدستور الباطل والعسكر المتأمركين والدعوة صراحة لقتال جيش مصر جيش السيسي الفرعوني الجديد وإلى التبرؤ من مرسي وحزبه والصدع بردته وكفاك تلبيساً على المسلمين."

مرسي مرتد!

وأضاف: "نعم مرسي المرتد الذي خرج إلى سيناء بجيشه لا لمحاربة اليهود بل لمحاربة الموحدين هناك فدك بطائراته ودباباته بيوتهم وبيوت المسلمين نعم ذلك المرتد الذي عين قاضيًا نصرانيًا صليبيًا ليحكم على من أسر منهم وطبعًا جاء الحكم بالإعدام فلماذا لم تنطر عليه؟ بل صورته مظلومًا وترفقت به.. عذرا أمير القاعدة أن نتواضع لكم طواعية فنلتزم بالجماعة ونحرص على توحيد كلمة المسلمين ولو على حساب حقوقنا شيء، وأن تلزمنا جراء ذلك ببيعة وتبعية لكم فتحملنا جرم شق صف المجاهدين وسفك دمائهم الذي تسببت أنت به بقبولك بيعة الخائن الغادر شيء آخر."

اتهامات للظواهري

وتابع قائلا: "قل لي بربك ماذا قدمت للدولة إن كنت أميرها بماذا امددتها، وعن ماذا حاسبتها بما أمرتها وعما نهيتها؟ من عزلت ومن وليت فيها؟ لم يحدث شيء من هذا أبداً.. عذراً أمير القاعدة لقد بايعنا الله على قول الحق حيثما كنا، لا نخاف في الله لومة لائم، إنك في شهادتك الأخيرة لبست على الناس وأوهمتهم أمراً أجهدت نفسك لإثباته ولم تثبته ولن تثبته إذ تعسفت بإخراج مقاطع من رسائل سرية إلى الإعلام لتحملنا جرمًا انت اقترفته وانت من يسأل عنه ويتحمل وزره.. أجهدت نفسك لتضعنا موضع الناكثين الغادرين الخائنين الشاقين صف المجاهدين.. ليس لجندي صغير مثلي أن يرد على مثلك على أمير القاعدة ولكن لصاحب الحق مقال وإننا والله يعلم كم يعصر الألم قلوبنا ونحن نرد عليك."

إيران والعراق

وحول إيران، أشار العدناني إلى أن الدولة لم توجه أي ضربات لمن وصفهم بالروافض فيها، وذلك بطلب وتوجيهات من القاعدة، وكذلك في السعودية ومصر وليبيا وتونس وذلك لضمان وحدة الصف وعدم كسر كلمة القاعدة.

واستشهد العدناني بمقوله لأسامة بن لادن برسالة سابقة لأهل العراق قال فيها: "إن كل من يشارك في الانتخابات العراقية، والتي سبق وصف حالها عن علم ورضا يكون قد كفر بالله تعالى ولا حول ولا قوة إلا بالله، وينبغي الحذر من الدجالين الذين يتكلمون باسم الأحزاب والجماعات الإسلامية ويحثون الناس على المشاركة بهذه الردة الجموح ولو كانوا صادقين لكان همهم في الليل والنهار إخلاص الدين لله تعالى والتبرؤ من الحكومة المرتدة وتحريض الناس على جهاد الأميركيين وحلفائهم، فإن عجزوا فلينكروا بقلوبهم ويتجنبوا المشاركة في برامج المرتدين أو القعود في مجالس الردة وكل ما ذكرناه في العراق ينطبق تمام اعلى الوضع في فلسطين فالبلاد تحت الاحتلال ودستور الدولة وضعي جاهلي الإسلام منه بريء، والمرشح محمود عباس بهائي عميل كافر."

وبين أن "هذه هي قاعدة الجهاد التي عرفناها وهذا منهاجها ومن بدلها استبدلناه هذه القاعدة التي أحببناها وهذه هي القاعدة التي واليناها وهذه القاعدة التي ناصرناها وباتت انفسنا لا تطاوع غير قيادتها.. قادتها هم الرموز ولا نسمح حتى لهاجس في اعماقنا بمهاجمة أو انتقاص قائد من قادتها لأنهم أصحاب السبق وأصحاب الفضل وهذه هي علاقتنا بالقاعدة ولأجل هذا أرسلت الدولة رسالة عبر ِأبي حمزة المهاجر لقيادة القاعدة تؤكد فيها ولاء الدولة لرموز الأمة المتمثلين بالقاعدة وتخبرهم أن كلمة الجهاد في العالم لكم رغم حل تنظيم على أرض الدولة تبقى كلمة لكم حفاظًا على وحدة كلمة المجاهدين ورص صفوفهم ولأجل ما ذكرناه ظل أمراء الدولة الإسلامية يخاطبون أمراء القاعدة خطاب الجنود للأمراء خطاب التلميذ لأستاذه."

خلافات وتوصيات

ومنذ اسابيع، أمر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، قائد جبهة "النصرة" أبو محمد الجولاني وجنوده بالتوقف فوراً عن قتال المجاهدين، في إشارة إلى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو "داعش"، كما نصح أبو بكر البغدادي أمير "الدولة الإسلامية" بالتفرغ للعراق "الجريح".

وفي تسجيل صوتي خاطب الظواهري الجولاني وجنوده وجميع ما أسماه "طوائف وتجمعات المجاهدين في شام الرباط" بأن يتوقفوا فوراً عن أي قتال فيه عدوان على أنفس وحرمات إخوانهم المجاهدين، وأن يتفرغوا لقتال أعداء الإسلام من "البعثيين والنصيريين وحلفائهم من الروافض"، في إشارة إلى النظام السوري.

وبرّر الظواهري إصدار كلمته الجديدة حول الخلاف بين "النصرة" و"داعش" بعد أن قرّر سابقاً بالإكتفاء بما أدلى به من كلمات بشأن "الفتنة بين المجاهدين في الشام"، بأنه نزولاً عند مناشدة أبي كريم هاني السباعي(داعية إسلامي مصري).
&