قرر الأزهر منع قارئ من التلاوة في الجامع الأزهر بسبب رفعه الأذان الشيعي في مسجد في الكوفة في العراق، وقرر وزير الأوقاف التحقيق معه، وحرمانه من دخول مساجد وزارة الأوقاف.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: أثار رفع القارئ&المصري السني فرج الله الشاذلي الأذان في مسجد الكوفة المعظم الكثير من الجدل والغضب في أوساط المصريين، الذين تعتنق الغالبية العظمى منهم المذهب السني.

الأذان الشيعي

ونشر إئتلاف آل البيت والصحب، وهو حركة سلفية تعادي الشيعة في مصر، مقطع فيديو يظهر فيه الشاذلي، الذي يعتبر من أشهر قارئي القرآن في مصر والعالم العربي، يرتدي الزي الأزهري، ويقف على منبر أثناء صلاة الجمعة في مسجد الكوفة المعظم، وهو يرفع الأذان الشيعي، والذي يتضمن عبارات لا ترد في الأذان السني، وهي: "أشهد أن عليًا ولي الله"، و"أشهد أن عليًا حجة الله"، و"حي على خير العمل".

وعرض المقطع الذي نشره إئتلاف آل البيت والصحب لقطات أخرى يظهر فيها الشاذلي وهو يتلو دعاء لقنه إياه شيوخ للشيعة، كان يجلس معهم في غرفة متسعة. وقال أحدهم إن هناك مشروعًا للتمهيد لظهور الإمام الحجة، ودعاه إلى أن يضع بصمته في هذا الإتجاه. ثم تحدث الشاذلي عن لفظ التمهيد في القرآن، وضرب عدة أمثلة على استخدام القرآن لهذا اللفظ بمشتقاته المختلفة. ووصفه أحدهم بـ"الممهد الكبير".

بعض الدينارات

ورغم نشر الإئتلاف مقطعًا آخر يظهر فيه قارئ آخر يرفع الأذان الشيعي، وهو القارئ عبد الفتاح الطاروطي، إلا أن نيران الغضب لم تطل سوى الشاذلي.

وقرر الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، منع الشاذلي من القراءة في الجامع الأزهر، ودعا وزارة الأوقاف إلى منعه من دخول مساجد الوزارة. وقال في حيثيات قراره: "لا يشرف الأزهر الشريف أن ينتمي إليه واحد من هؤلاء، وسأطلب من وزير الأوقاف معاملته بالمثل في جميع المساجد التابعة للأوقاف، وأطالب بإحالته على التحقيق في ما نسب إليه في الفيديو المتداول على المواقع المختلفة"، متهمًا أياه بأنه باع دينه وعلمه ببعض الدينارات، ووجه حديثه للشاذلي، قائلًا: "أقول له أن بعض الدينارات ليست ثمنًا كافيًا لأن تبيع دينك وعلمك في أواخر أيامك".

وأضاف موجهًا حديثه للشاذلي: "أعلم أنك وأمثالك ومن كنت تجلس معهم يلقنونك كالتلميذ، ومن يقف خلفهم لن يستطيعوا التمهيد لأحد، ولن تستطيع الدنيا بأسرها التأثير على سنية المصريين، فعقيدة أهل السنة والجماعة التي يعتقدها الأزهر الشريف تجري في دمائهم، وتكسبهم حصانة من عبث العابثين".

من السنة والجماعة

وعلمت "إيلاف" أن نقابة المقرئين قررت إحالة الشاذلي على التحقيق، تمهيدًا لفصله من عضويتها إذا ثبت أنه رفع الأذان الشيعي، وتعهد لقادة الشيعة في الكوفة بـ"التمهيد" لظهور المهدي المنتظر. وجاء قرار النقابة بناء على قرار آخر من وزير الأوقاف المصري، مختار جمعة.

وبرر الشاذلي رفعه الأذان الشيعي بأنه شعر بالحرج عندما طلب منه شيوخ الشيعة رفع الأذان الشيعي في مسجد في الكوفة منذ سنوات. وأضاف في تصريح له إنه أخطأ في ذلك، مشيرًا إلى أنه "خطأ غير مقصود أعتذر عنه بكل جوارحي".

وفجر الشاذلي مفاجأة بالقول إن أكثر من خمسين قارئًا سنيًا مصريًا سبقوه في رفع الأذان الشيعي في العراق وإيران. وقال: "إن الجهة الداعية يطلبون منه توسلًا ورجاءً أن يرفع الأذان حتى يتعلم الناس". وأضاف: "أنا أعتز بأنني من أهل السنة والجماعة، حتى ألقى الله سبحانه وتعالى".