التقارب السعودي الإيراني يفتح المجال أمام علاقات جديدة تُرسم إقليميًا، وينعكس ذلك إيجابًا على المنطقة ولبنان خصوصًا، إذ قد يساهم في حلحلة عقدة انتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان.

بيروت: يؤكد النائب عاطف مجدلاني (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أن التقارب السعودي الإيراني سينعكس إيجابًا على المنطقة ككل، ونأمل على لبنان أيضًا، ويعتقد مجدلاني أنه جاء نتيجة إنفتاح سعودي على إيران، وإيران على البلدان العربية، لأن إيران أيضًا هي بوضع صعب، مع حصار إقتصادي مؤذٍ لها، فارتأى الإيرانيون أن السياسة العدائية التي كانت موجودة على أيام أحمدي نجاد لم تأتِ سوى بالمصائب والتراجع الاقتصادي، ومن الممكن أن يكون هناك تغيير في السياسة الإيرانية تجاه الدول العربية والمجاورة، وهذا الانفتاح جيد، وعليه أن يكون بداية تفاؤلية للدول العربية وللسلام بينها، والأهم أن يكون الإنعكاس إيجابًا على لبنان.

ويلفت مجدلاني إلى أن انعكاسات هذا الانفتاح قد تؤدي ربما إلى عدم التدخل في أمور الدول العربية الداخلية في المستقبل، وعدم التدخل في لبنان، وربما إعطاء أوامر لحزب الله بالخروج من سوريا والعودة إلى لبنان، وهذا القرار ممكن أن يريح الداخل اللبناني.

هل الانفتاح الإيراني السعودي يعطي مؤشرًا إيجابيًا لإمكانية انتخاب رئيس للجمهورية في المدى القريب؟ يقول مجدلاني إن هذا ممكن أن يساعد، فالأوضاع الإقليمية كان لها دائمًا الأثر الكبير على الاستحقاقات الداخلية ومنها رئاسة الجمهورية، وقد تتحلحل العقد وخصوصًا عقد 8 آذار/مارس من خلال تقديمها لمرشح ومجيء أعضائها ونوابها إلى المجلس النيابي كي يكون التنافس ديموقراطيًا.

ويشير مجدلاني إلى أننا نلاحظ وجود فريق مرجعيته خارجية في أخذ القرارات الداخلية، أما كفريق 14 آذار/مارس فإن توجهاتنا وقراراتنا تنبع من قناعات داخلية، وإيماننا بالديموقراطية يدفعنا إلى التوجه للانتخاب في مجلس النواب، وموقفنا صريح وواضح وشفاف من خلال تأييدنا لمرشحنا الدكتور سمير جعجع، ولكن غياب الفريق الآخر يظهر أنه ينتظر الأوامر الخارجية.

الرأي الآخر

بدوره، يقول النائب عبد المجيد صالح (التحرير والتنمية) لـ"إيلاف" إننا منذ أكثر من 10 أعوام بحوار ساخن بين حزب الله والمستقبل، ولكن في نهاية المطاف لكل شيء نهاية، وأفضل سبيل هو صنع الإستقرار في البلد وتجنيب الساحة اللبنانية كل التعقيدات من الملف السوري، وكذلك مواجهة أعداد المهجرين السوريين في لبنان، من خلال وضع سياسي وأمني مضطرب في لبنان، فعلى الأقل يفترض أن يلامس الحوار القضايا الأولية من أمن وإستقرار، وهو منطلق يتوافق عليه اللبنانيون بعد تشكيل الحكومة، وكان لبنان على شفير الهاوية، ونحن مع كل حوار يؤسس إلى مرحلة طويلة، وليس ابن ساعته لمواجهة استحقاقات معينة.

ولدى سؤاله هل بدأت فعليًا مرحلة جديدة من الاتصالات الإيرانية السعودية، يقول صالح :"ما كان من المستحيل في السابق، أصبح ممكنًا، اذ لم يكن هناك افق لتشكيل الحكومة، إلا أن الحوار المستجد بين إيران والسعودية قلب المعادلة، وقد يكون هذا الحوار صامتًا أو تحت الطاولة، إلا أن هناك وساطات وخيوطاً بين الطرفين، كقمة الكويت، والدور الذي لعبته عمان، فليس التوتر والحروب هما الخيار الأفضل، أو الأنسب في المنطقة.

ويبدو أن الأمور في سوريا تتغيّر، وهناك تغيير على مستوى التعاطي، وخفت حدة وقوة الفريق المسمى بأصدقاء سوريا.

ويرى صالح أن هناك دورًا على اللبنانيين بتحييد أنفسهم، وتشكيل الحكومة وفتح الحوار بين المستقبل وحزب الله، والتصريحات تقرب البعيد، وما كان يبدو مستحيلاً، أصبح ممكنًا، لأن السياسة مجموعة مصالح وكل شيء ممكن من خلالها، وهناك تغييرات تفرض نفسها في واقع المنطقة والواقع الداخلي، وقد اتفق الجميع على محاربة الإرهاب.