عمّ الغضب في تونس أوساط شباب الثورة والمدونين بعد اعتقال الشرطة الناشط عزيز عمامي أحد أبرز وجوه ثورة 14 يناير، بتهمة استهلاك مادة مخدرة، فيما يُعتقد أن الاعتقال يأتي على خلفية انتقاداته لوزارة الداخلية.


إسماعيل دبارة من تونس: تواصل في تونس مسلسل اعتقال شباب ثورة 14 جانفي التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي.

وتشهد تونس مؤخرا محاكمات كثيرة لشباب شارك في المواجهات ضد قوات الشرطة والدرك في الفترة الفاصلة بين 17 ديسمبر 2010 و 14 يناير 2011، وعادة ما توجه إلى هؤلاء تهمة "الاعتداء على ممتلكات عامة أو موظفين عموميين".

عزيز ليس آخرهم !

الخميس، أصدرت النيابة العامة في تونس مذكرة توقيف ضد عزيز عمامي وهو مدون اكتسب شهرة خلال الثورة التي أطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، بتهمة إستهلاك "الزطلة" (القنب الهندي).

وقالي بسام الطريفي محامي المدون عزيز عمامي لوكالة فرانس برس إن الشاب سيمثل يوم 23 مايو/أيار الحالي مع صديقه صبري بن ملوكة أمام الدائرة الجناحية في محكمة تونس الابتدائية بتهمة "مَسْكِ (حيازة) واستهلاك مادة مخدرة (الحشيش)".

وكانت الشرطة ألقت القبض ليلة الاثنين - الثلاثاء في مدينة حلق الوادي شمال العاصمة، على عزيز عمامي وصبري بن ملوكة واتهمتهما بحيازة واستهلاك مخدرات.

تلفيق التهم

وإثر ايقافه، كتب المدون على حسابه في تويتر "ليس لي رخصة قيادة (سيارات) ولا أموال، ولست شرطيا حتى أحمل معي 700 غرام من الزطلة (الحشيش)...".

وقال أصدقاء للمدون إنه أشار بتغريدته على تويتر إلى أن الشرطة تريد "تلفيق" تهمة مخدرات له على خلفية توجيهه مؤخرا انتقادات لاذعة عبر وسائل اعلام محلية للأمن التونسي.

وفي تونس، انطلقت مؤخرا حملة افتراضية تحمل اسم (حتى أنا حرقت مركز شرطة) تضامنا مع عدد كبير من نشطاء الثورة الذين شاركوا في التصدي لاعتداءات شرطة بن علي ضد المتظاهرين السلميين، وكان المدون عمامي أحد أبرز المشرفين على تلك الحملة التي أثارت سخط أعوان الأمن.

وحرقت خلال الثورة التونسية عشرات من مقرات الشرطة والدرك، ومقار حزب التجمع الدستوري الديمقراطي، الحاكم سابقا. (حزب بن علي)

وأطلق القضاء العسكري غالبية وزراء ومسؤولي بن علي، وخفف الأحكام مؤخرا على وزير داخليته رفيق بلحاج قاسم، وبرّأ مسؤولين كبار في وزارة الداخلية، الأمر الذي اثار غضبا واستياء عارمين.

ويفرض القانون التونسي عقوبات بالسجن لمدد تتراوح بين عام واحد وخمس سنوات على مستهلكي الحشيش المعروف في تونس باسم "الزطلة".

عمامي مدون ثوري

اكتسب المدون عزيز عمامي شهرة في تونس منذ أن تم ايقافه خلال الثورة على خلفية مدوناته المناهضة لنظام الرئيس المخلوع بن علي، وهو لا ينتمي لأي حزب، وبدأ نضالاته عبر شبكة الانترنت، وكان أحد المشرفين على حملات كثيرة واجهت الرقابة على الانترنت.

وتظاهر الخميس، عشرات من المتضامنين مع المدون وصديقه، بالقرب من مقر وزارة الداخلية في العاصمة تونس، وطالبوا بإطلاق سراحهما.

وردد المتظاهرون شعارات معادية لوزارة الداخلية وللشرطة التونسية مثل "وزارة الداخلية وزارة إرهابية" و"الامن (التونسي) ليس جمهوريا ..الامن التونسي ليس شريفا".

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تواصلت ردود الفعل الغاضبة على اعتقال عزيز عمامي، إذ انتشر في فايسبوك وتويتر الهاشتاج " #عزيزعمامي"، الذي دعا من خلاله الكثير من الشباب إلى إطلاق وجه من وجوه الثورة التونسية، كما أجمع الكثيرون على أن اعتقال عزيز جاء نتيجة "لانتقاده العنيف في أحد البرامج التلفزيونية وعلى صفحته على فايسبوك، لحملة الاعتقالات القمعية في تونس.

وتقاسم نشطاء صور عزيز عمامي وشعارات تطالب بوقف محاكمة شباب الثورة وتدين سراح رموز النظام السابق من قبيل : "أبناء الثورة في السجون وأبناء النظام في القصور ".

وتم إنشاء صفحات كثيرة على فايسبوك تطالب بإطلاق سراح عمامي وزميله.

وقال غازي مرابط محامي المدون عزيز عمامي في وقت سابق، إن موكله الذي اعتقل أهين وضرب دون أن توجه له أي تهمة حتى الآن وعبر عن خشيته من تلفيق تهم خطيرة ضده مثل تعاطي المخدرات.

ويأتي اعتقال عمامي بعد أسابيع من إطلاقه رفقة مدونين آخرين لحملة أطلقوا عليها "حتى أنا أحرقت مركز (مخفر شرطة)".ويعتقد نشطاء أن عمامي معتقل بسبب هذه الحملة وبسبب انتقاداته اللاذعة لانتهاكات الشرطة التي لم تتوقف بعد الثورة.