إلتحقت القوات الخاصة التابعة للجيش النظامي في ليبيا بالقوة شبه العسكرية التي يقودها اللواء خليفة حفتر الذي شنّ عملية عسكرية واسعة للتصدي للمتطرفين.


بنغازي: أعلن قائد القوات الخاصة في الجيش الليبي في بنغازي (شرق) الاثنين ان قواته انضمت الى القوة شبه العسكرية التي يقودها لواء متقاعد سبق ان اعلن شنّ عملية عسكرية في بنغازي واتهمته السلطات الليبية بـ"محاولة انقلاب".

وقال العقيد ونيس بو خماد "نحن مع معركة الكرامة التي يخوضها الجيش الوطني الليبي بكل افرادنا وأسلحتنا"، في اشارة الى اسم العملية التي بدأها اللواء المتقاعد خليفة حفتر الجمعة على رأس قوة شبه عسكرية في بنغازي بهدف التصدي لـ"الارهابيين".

واضاف بو خماد الذي يتمتع بتأييد كبير في صفوف الليبيين وخصوصا سكان بنغازي ان المعركة مستمرة "حتى القضاء على الارهاب"، مذكّرا بان جنوده كانوا في مقدم من تصدوا للمجموعات المتطرفة في بنغازي التي سبق ان شهدت مواجهات بين القوات الخاصة والاسلاميين.

إجازة برلمانية

وعرضت الحكومة الليبية الموقتة الاثنين ان يدخل المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في "اجازة برلمانية" حتى انتخاب برلمان جديد وذلك لاخراج البلاد من الازمة التي تفاقمت غداة هجوم مسلح على مقر المؤتمر في موازاة مواجهات عسكرية في الشرق.

وقد تؤدي اعمال العنف الى إغراق البلاد في الحرب الاهلية وتعيد احياء الخصومات بين عشرات الميليشيات التي تنشط وفقًا لما يخدم مصالحها سواء كانت ايديولوجية ام اقليمية ام قبلية.

وجاء في بيان صادر عن الحكومة نشر على موقعها على الانترنت ان الحكومة الموقتة ايمانا منها بـ"خطورة المرحلة الحالية من تاريخ ليبيا (...) ورغبة منها في تجنيب الوطن الانزلاق الى مهاوي الاقتتال الداخلي (...) فانها تتقدم الى المؤتمر الوطني العام بمبادرة وطنية لرأب الصدع".

وتابع البيان انه "بعد انتهاء استحقاق إقرار ميزانية الدولة الليبية لسنة 2014، يدخل المؤتمر الوطني العام في إجازة برلمانية حتى يتم انتخاب البرلمان القادم وتسلَّم له السلطة التشريعية عند ذلك".

وأثار المؤتمر الوطني استياء القوى السياسية والعسكرية وقسم كبير من السكان حين قرّر تمديد ولايته حتى كانون الاول/ديسمبر 2014 علما بانها انتهت في شباط/فبراير.

لكنه سرعان ما تراجع عن قراره وقرر اجراء انتخابات مبكرة من دون ان يحدّد موعدها.

الفوضى الشاملة

وهذه الميليشيات التي يهيمن عليها الاسلاميون تتولى تطبيق القانون في البلد منذ سقوط نظام معمر القذافي في تشرين الاول/اكتوبر 2011 لأن السلطات الانتقالية لم تتوصل بعد الى تشكيل جيش وشرطة محترفين.

وقد عمدت السلطات الجديدة الى تهميش او استبعاد الجنود القدامى، من ضباط او جنود الجيش الليبي إبان نظام معمر القذافي، على الرغم من ان بعضهم شارك في الثورة التي اطاحت بهذا الاخير.

كتائب الزنتان

وشنت ميليشيات نافذة في منطقة الزنتان (غرب) التي تسيطر على جنوب العاصمة الليبية طرابلس الاحد هجومًا على مقر المؤتمر الوطني.

وكتائب الزنتان التي تعتبر بمثابة الذراع المسلحة للتيار الليبرالي في ليبيا، تطالب بحل المؤتمر الوطني العام الذي يهيمن عليه الاسلاميون والاخوان المسلمون والمتشددون.

وبعد الهجوم الخاطف على مقر المؤتمر، انسحبت كتائب الزنتان الى معقلها على طريق المطار حيث دارت معارك بينها وبين ميليشيات اسلامية. وأسفرت المواجهات عن قتيلين و55 جريحًا، بحسب حصيلة رسمية.

وفي بنغازي (شرق)، اعلن قائد القوات الخاصة في الجيش الليبي الاثنين ان قواته انضمت الى القوة شبه العسكرية التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي سبق ان اعلن شنّ عملية عسكرية في بنغازي واتهمته السلطات الليبية بـ"محاولة انقلاب".

الإلتحاق بقوات حفتر

واضافة الى القوات الخاصة، انضم ضباط عديدون في شرق ليبيا بينهم من ينتمي للقوات الجوية الى حفتر الذي أكد الاحد ان "عمليتنا ليست انقلابا ولا سعيا الى السلطة (...) وهدفها محدد وهو اجتثاث الارهاب" من ليبيا.

وخليفة حفتر المتحدر من الشرق الليبي، انشق عن جيش معمر القذافي في نهاية الثمانينات. وعاد الى ليبيا للمشاركة في ثورة 2011 بعدما أمضى نحو عشرين عاما في الولايات المتحدة.

وامام الفوضى الامنية السائدة، اغلقت المملكة العربية السعودية الاثنين سفارتها وقنصليتها في طرابلس وأجلت كافة اعضاء بعثتها الدبلوماسية لدى ليبيا بسبب "الأوضاع الأمنية" الحالية في البلاد، حسبما افادت وكالة الانباء السعودية الرسمية.

ورأى المراقبون ان هذه العمليات في بنغازي وطرابلس تشكل "اختبارا" لتقييم رد فعل المجتمع الدولي وكذلك مدى دعم السكان وميليشيات اخرى وعسكريين على المستوى الوطني.

وما زاد ايضا من تفاقم الوضع في ليبيا البلد الذي يعتمد حصريا على عائداته النفطية، ان انتاجه النفطي شهد تدهورا كبيرا بسبب سيطرة الثوار المطالبين بالفدرالية على موانئ النفط في الشرق.

السفارة الاميركية تعمل بشكل "طبيعي"

أعلنت وزارة الخارجية الاميركية الاثنين ان سفارتها في العاصمة الليبية طرابلس تعمل بشكل "طبيعي" رغم الازمة التي تمر بها البلاد والمأساة التي عرفتها واشنطن بمقتل سفيرها عام 2012 في الهجوم على قنصليتها في بنغازي.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية ان اي امر لطاقم السفارة بالمغادرة لم يصدر من الوزارة.

وقال هذا المسؤول الوزاري ان السفارة تعمل بشكل "طبيعي" ولكنه لم يعط تفاصيل حول عدد الموظفين في السفارة الاميركية بطرابلس.

واوضح في تغريدة على تويتر ان سفيرة الولايات المتحدة لدى ليبيا ديبوراه جونز غادرت ليبيا الاحد ولكن "لاسباب عائلية".

من ناحيتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي "نحن قلقون جدا حيال اعمال العنف التي وقعت نهاية الاسبوع في طرابلس وبنغازي".

وكانت القنصلية الاميركية في بنغازي قد تعرضت لهجوم في 12 ايلول/سبتمبر 2012 ادى الى مقتل السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة اميركيين اخرين.