السودان منشغل اليوم بقضية مريم يحيى التي ذاعت بين مسيحيتها وبين إسلام يفرض عليها، ما أدى إلى اتهامها بالردة والحكم عليها بالإعدام، فأصيب زوجها الأميركي بالهلع.


القاهرة: أكد دانييل واني، المواطن الأميركي، سوداني الأصل، المتزوج من الطبيبة السودانية مريم يحيى إبراهيم اسحق، التي صدر بحقها مؤخرًا حكم بالإعدام لاتهامها بالردة والزنا، أنه أصيب فور عودته من أميركا بالذعر لدى مشاهدته زوجته مكبلة القدمين في السجن.

فقد صدر ضدها حكم بالجلد 100 جلدة نظرًا لرفض المحكمة الاعتراف بزواجها الذي تم في العام 2011 من واني، لأن المحكمة تعتبرها مسلمة، ثم صدر ضدها حكم آخر بالإعدام بتهمة الردة. وبينما يعتبرها القضاء السوداني امرأة مسلمة، فإنها قد سبق لها أن أعلنت أنها نشأت وتربت على المسيحية وأنها ترفض اعتناق الإسلام لأن المسيحية هي الديانة الوحيدة التي تعرفها.

مسيحية

وعلى الرغم من أن المحكمة اعتبرتها مسلمة نظرًا لأن والدها كان رجلًا سودانيًا مسلمًا، فإن الحقيقة هي أن مريم، التي تبلغ من العمر الآن 27 عامًا، وهي حامل الآن في شهرها الثامن، تربت على يد والدتها المسيحية الاثيوبية بعد أن تركهما والدها.

وسمحت السلطات للزوج للمرة الاولى&بمقابلة مريم يوم الاثنين الماضي، حيث يتم احتجازها مع ابنهما مارتن، الذي يبلغ من العمر 20 شهرًا. ولم يسمح للأب رعاية مارتن نظرًا لكونه مسيحي الديانة، فيما يُعتَبَر ابنه مسلمًا، وفقًا لما ذكرته تقارير إعلامية.

وفي حديث لها مع محطة فوكس نيوز الأميركية، قالت تينا راميريز، المديرة التنفيذية لمنظمة هاردوايرد الأميركية التي تحارب من أجل الحريات الدينية حول العالم: "لم يكن مسموحًا لواني من الأساس أن يراها حتى قبل بضعة أيام، وبمجرد أن سنحت له الفرصة لكي يقابلها، شاهدها وهي مكبلة وآثار التورم تبدو واضحة على قدميها".

إجراءات الاستئناف

ويباشر محامي مريم الإجراءات الخاصة بالاستئناف على حكم الإعدام الصادر بحقها وسط ضغوط دولية متزايدة. فقد أدان البيت الأبيض الطريقة التي تُعامَل بها وهي حامل، وحث حكومة السودان على الإيفاء بتعهداتها بموجب قانون حقوق الإنسان.

وقال شقيق واني ويدعى غابرييل إن أخاه عاد الى السودان من أجل فعل كل ما يمكن فعله لإنقاذ زوجته من الإعدام. وتابع: "كل ما يمكنني القيام به هو الدعاء من أجلها، فالله قادر على المعجزات، والكل مصاب بحالة إحباط جراء ذلك الحكم، فلا يمكن لأحد أن يصدقه، والأمر كله صادم".

وأشار غابرييل إلى أن شقيقه يتواجد حاليًا بمنزل العائلة في الخرطوم، يحاول بالتنسيق مع المسؤولين في السفارة الأميركية أن يباشر إجراءات الاستئناف على الحكم الصادر.

وقد سبق لواني، الحاصل على الجنسية الأميركية منذ العام 2005، أن تزوج مريم في حفل زفاف رسمي في العام 2011، وذهب إلى السودان الصيف الماضي من أجل الترتيب لنقل زوجته وابنهما، مارتن، إلى أميركا كي يعيشا برفقته حيث يقيم في نيو هامبشاير.