في عيد "إيلاف" الثالث عشر، قال سياسيون وإعلاميون لبنانيون إنها لا تزال تحتل مكانة مرموقة في عالم الاعلام العربي، تعبر بأخبارها الخاصة كل الحواجز.


بيروت: قبل 13 عامًا، كانت "إيلاف" سباقة في وضع أسس عربية لصحافة إلكترونية، وكأنها رأت مستقبل الاعلام في العالم قبل أي وسيلة إعلامية أخرى. وبعد هذه الأعوام الطويلة، طبيعي أن تجرد إيلاف حساباتها، جامعة آراء قرّائها من السياسيين والاعلاميين العرب، وبينهم اللبنانيون، الذين يكنون لـ إيلاف مودة خاصة.

دقيقة

يقول النائب السابق فارس سعيد، مقرر الأمانة العامة لقوى 14 آذار، لـ"إيلاف"، إنه قارىء دائم لصحيفة إيلاف الإلكترونية، "فمعلوماتها دقيقة، وتجذبني المعلومات والأحداث فيها، أقرأها منذ نحو أربع سنوات، وأعتبرها متقدمة مقارنة بالصحافة الإلكترونية والعربية"، مؤكدًا أن للصحافة الإلكترونية دورًا كبيرًا في دعم التواصل مع الشباب العربي، وقد تمكنت إيلاف برأيه من لعب دور مميز في هذا الإطار، من خلال معالجة مواضيع محلية وعربية.

ويرى سعيد أن إيلاف ساهمت في إعطاء صورة جيّدة عن العرب للغرب، من خلال مشاركتها في الكثير من المواضيع التي تهم الغرب، "ولا تزال رائدة في مجال المواقع الإلكترونية، وأنظر بعين الأمل إلى كل الأحداث الجارية في الوطن العربي، وقد ساهمت إيلاف في تعزيز الديموقراطية وليس نشر الفوضى في هذا المجال، علمًا أن الدول العربية تنتقل اليوم من مرحلة إلى مرحلة بالتأكيد ستكون أفضل".

وبرأيه كان للإعلام الإلكتروني الدور الأبرز في رسم ما يحصل من حراك في الوطن العربي، وكان لإنعكاسات ما يجري في الوطن العربي دوره الهائل على الإعلام ككل بما فيه الإعلام الالكتروني، من خلال كسر حواجز الخوف وتأمين التواصل بين مختلف الشرائح الشبابية.

دور بارز

أما النائب السابق اسماعيل سكرية، من قوى 8 آذار، فيؤكد إنه قارىء متقطع لموقع "إيلاف"، غير أنه يهتم بشكل عام بمتابعة الموقع، وتجذبه الموضوعية فيه، والالتزام بالرأي والرأي الآخر، وهو يقرأ المواضيع السياسية والاجتماعية.

ويقول لـ"إيلاف" إنه يقرأ الموقع منذ بدأ يجري مقابلات معه، "فمكانة إيلاف متقدمة جدًا في الصحافة الإلكترونية، وبالنسبة للصحافة العربية تتابع مواضيع ربما أشمل من إيلاف، والأمور تختلف وفقًا للصحافة العربية أو الخليجية أو غيرها، لكن إيلاف تتخطى أيضًا إطارها المحلي".

ويرى سكرية أن للصحافة الإلكترونية الدور الأساسي في دعم التواصل مع الشباب العربي، "لأن عدد قرّاء الصحف المكتوبة من الشباب يبقى قليلاً جدًا، فالإعلام الإلكتروني عملاني أكثر ويفتح المجال في التعبير عن الرأي بصورة أوضح وأكثر فاعلية، ودور إيلاف بارز في هذا الإطار، من خلال موضوعيتها ومثابرتها وتطرقها للمواضيع المتنوعة والشاملة".

وبحسب سكرية، تقديم "إيلاف" الوضع العربي للغرب يتم بإظهار صورة تمزج بين الواقع وحضارية الموضوع، "وإيلاف لا تزال الرائدة في هذا الخصوص، فأي تغيير على مستوى السلطات تتمخض عنه موجات من التفاعلات والارتباكات، لكن رغم ذلك لم يكن للإعلام ومنه الالكتروني دوره السلبي في ذلك"، لافتًا إلى الكم الهائل من انعكاسات التغيير العربي على إعلامه من خلال وضعه أمام امتحان صعب بين أن يختار أن يكون إعلامًا موضوعيًا ينقل الحقيقة فقط، من دون حسابات سياسية، وبين عكس ذلك، من خلال الالتزام بالموقف السياسي للوسيلة الإعلامية أو من يمولها.

عمل رؤيوي

يعترف الإعلامي والكاتب عادل مالك لـ"إيلاف" أنه قارىء دائم لموقعها، "لأنها تجربة ريادية مهنية في مجال الصيغة الإعلامية التكنولوجية". يقرأ كل المواضيع فيها فيجذبه التنوع المهني، والأولوية السياسية، وبعض المواضيع الإنسانية.

يقرأ مالك "إيلاف" منذ انطلاقاتها التي طرحت علامات استفهام حول نجاح الإعلام الالكتروني، "واليوم احتلت إيلاف مركزًا متقدمًا في المجال الإعلامي الالكتروني، فهي متميزة بأسلوبها، وتشكل مرجعية مهنية لكثير من الإعلاميين ينقلون عنها الكثير من المعلومات".

ويعتبر مالك أن إيلاف لعبت دورًا مميزًا في التواصل مع الشباب العربي، "وهذا يعود إلى تنامي أسلوب التخاطب، إذ احتلت المواقع الإلكترونية موقعًا مميزًا في هذا الإطار، لأن إيلاف اتضح أنها عمل رؤيوي منذ بداية انطلاقتها، وهي اليوم عمل رائد يقتدي به الكثيرون من الإعلاميين، وهي تمكنت بمهنية عالية أن تتخطى الإشكاليات القائمة في الوطن العربي، وهذا يحسب لها".

ويلفت مالك إلى أن المواقع الإلكترونية، بما فيها "إيلاف"، ساهمت في تعميق الديموقراطية مع الحراك العربي الحاصل، مع تخاطب مباشر مع القارىء على اختلاف مزاجه وما تقدم له إيلاف من مقياس مهني. ويؤكد مالك على الدور الكبير الذي لعبته المواقع الإلكترونية في الحراك العربي، "إذ يميز بين الخبر كحدث وبين التعليق، وأتمنى عزل الخبر عن التحليل في الإعلام العربي ككل".

عن انعكاسات التغييرات العربية عن الإعلام العربي، يلفت مالك إلى أنها كثيرة جدًا، وهذا ما يؤكد انزعاج بعض الأوساط العربية من هذا الفضاء المكشوف، ولا أحد يمكن أن يقوم بدور الوصاية او الرقابة عليها، فمثلاً إيلاف اليوم عابرة لكل الحواجز التي يمكن لأي جهاز رقابي أن يفرضها على هذا الخبر أو ذاك.

سوء تقدير

يقول الإعلامي ساطع نور الدين، رئيس تحرير صحيفة المدن الإلكترونية، لـ"إيلاف" إنه يقرأ موقعها بطريقة متقطعة، لكنه كان سابقًا قارئًا مداومًا لإيلاف، حتى حثّ طلابه في الجامعة على القيام بدراسة شاملة عن إيلاف سابقًا.

وكان نور الدين يهتم بالمواضيع الخاصة ومقالات الرأي في "إيلاف"، يقرأها من اللحظة الأولى لصدورها من العام 2001، ويعتبرها رائدة في الإعلام الإلكتروني، "لكنها تخسر اليوم جمهورها وموقعها ومكانتها المميزة، لأنها لم تعد تهتم بالتقارير الإخبارية الخاصة بكثرة كما في السابق، والمقالات الخاصة أيضًا، وتراجع الأمر بالمقارنة مع كم الصور والفيديوهات الطاغية اليوم بشكل غير مقبول، وهذا يعود إلى سوء تقدير لأهمية بعض الكتابات التي تنشر في إيلاف".

ويعتبر نور الدين أن إيلاف كانت التجربة الأولى عربيًا في هذا المجال، ووضعت أسسًا وقواعد وحثت كثيرين على التحدي والمنافسة، وهناك مجموعة كثيرة من المواقع الصادرة حاليًا تضع في ذهنها منافسة إيلاف التجربة الأولى.

ويرى نور الدين أن هناك دورًا كبيرًا تلعبه المواقع الإلكترونية لدعم التواصل بين الشباب العربي، وتمكّنت "إيلاف" من لعب دور مهم في هذا الإطار من خلال المحاولات التي قامت بها في هذا الإطار بتحسين صورتها من خلال الوصول إلى جمهور الشباب.

ولا يعرف نور الدين مقدار العرب في الغرب الذين يقرأون "إيلاف"، وكم هي الصورة جيدة عن العرب في أذهان الغربيين، فالغرب عادة يقرأ مواقع تخص تنظيم القاعدة، ونادرون هم الغربيون الذين يتابعون أخبار غير تنظيم القاعدة وحالة الإرهاب الموجودة.

ويتحدث نور الدين عن المنافسة الحالية الموجودة بين المواقع الإلكترونية، ويقول إنها نجحت في دعم الديموقراطية على حساب الفوضى، "لأن أي مؤسسة إعلامية مهما كانت درجات الإختلاف معها هي قدوة للمزيد من الحرية والديموقراطية".

وتناول نور الدين الحراك العربي، فرأى أن المواقع العربية قامت بإعادة إحياء لغة عالمية عربية واحدة وصناعة معايير مهنية موحدة، وهي خطوة مهمة على طريق إنجاز إعلام عربي فاعل.
ويؤكد أن جزءًا من انعكاسات التغيير العربي على إعلامه شارك فيه هذا الإعلام، واستفاد منه إلى الحد الأقصى، فاليوم يتم الحديث عن آلاف المواقع الإلكترونية التي&كانت نتيجة الحراك العربي الذي شهدناه.

صراع ضمني

لا يتابع الإعلامي علي الأمين "إيلاف" دائمًا، لكن تجذبه فيها المقالات. وهو قرأها منذ بداياتها، ولها مكانتها الرائدة في الصحافة الإلكترونية، وتغطي كل الأحداث العربية، ولها جمهورها العام.

ويعتبر الأمين أن "إيلاف"، بما يتوفر لديها من قدرة على التواصل مباشرة مع أكثر من بلد عربي، لعبت دورًا مهمًا على صعيد التواصل بين الشباب العربي، "وعرفت كيف يرسم الوضع العربي للغرب، رغم عدم متابعة الردود الغربية لهذا الموضوع بدقة، ولا يزال موقع إيلاف رائدًا عربيًا ، مع وجود نزعة إلى الالتفاف نحو المواقع المحلية أكثر من المواقع العربية".

ويشير الأمين إلى الدور الإيجابي لوسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية في خلق مساحة كبيرة من الديموقراطية، وهي معنية بترسيخ هذا المفهوم، والفوضى موجودة بطبيعة الحال للوصول إلى الديموقراطية.

وبرأيه، كان لإنعكاسات موجة التغييرات العربية دورها في الإعلام العربي ككل، "فهناك صراع ضمني بين الإعلام كوظيفة وكمهنة والسلطات بكل ما للكلمة من معنى السلطات الرسمية والحزبية والطائفية والمذهبية، هذا الصراع يبرز أولًا في محاولة الاستحواذ على الإعلام والسيطرة عليه، إلا أنه بالضرورة يؤكد مجددًا على أهمية دور الإعلام والحاجة إليه، "وهذا يؤكده التنافس بين القوى للسيطرة عليه، ما يوفر للإعلام نوعًا من المكسب الذي يحوله في مرحلة مقبلة إلى سلطة مستقلة، أي السلطة الرابعة".