اتهم الشيخ إبراهيم رضا في حوار مع "إيلاف" جماعة الإخوان المسلمين باستغلال فقر بعض طلاب الأزهر لإغرائهم بالأموال وبغسل عقولهم ودفعهم لممارسة العنف، وقال إن المشكلة في مصر هي ترك الساحة أمام الجماعات المتشددة كي تتحكم بتشكيل وجدان الشباب واستخدام التبرعات والزكاة لجذب الشباب اقتصادياً.


لندن: طالب الشيخ رضا العالم في الأزهر، وعضو منتدى حوار الثقافات واللجنة الدولية للحوار بين الأديان، في لقاء مع "إيلاف" في القاهرة، الدولة بالاشراف بشكل مباشر على الخطاب الديني، ووقف فوضى الفتاوى ومنع غير المتخصصين من ممارسة العمل الدعوي داخل المساجد والتجمعات.. وفي ما يلي نص الحوار:

كيف تفسر تصدر طلبة الازهر حركة الاحتجاجات في مصر ومواجهة الشرطة وأساتذة ومؤسسات الجامعة بهذا العنف القاتل؟

جماعة الإخوان وجدت أن في طلاب الأزهر فرصة نتيجة لأنهم من أسر فقيرة جداً، ومعظمهم من قاع الريف المصري، فاشترت بعضهم بالأموال والبعض الآخر بغسل عقولهم من خلال محاولة الجماعة تشويه المجتمع بكل رموزه الدينية الوطنية والسياسية مثل شيخ الأزهر الامام أحمد الطيب.

هل تعتقد أن هذه الممارسات هي نتاج لتربية الازهر الخاطئة لطلبته؟ أم هو نجاح للاخوان المسلمين في استقطابهم وتثقيفهم على افكار الحزب؟

أعتقد أنه كلا الأمرين صحيح يسأل عنه الأزهر، وجزء آخر يحسب للجماعة نتيجة لأن النظام الأسبق كان يسمح للإخوان بأن يخترقوا الجامعات ويحرم على بقية الأحزاب الأخرى أن تمارس أي نشاط فيها.

إلى أي مدى تعتقد أن عمليات القبول بكليات الازهر ومناهجها الدراسية تتحمل بعض المسؤولية في ما يحدث ؟ وهل أن ذلك يتطلب تغييرات شاملة وبأي اتجاه؟

المشكلة ليست في عملية القبول، ولكن في ترك الساحة أمام الجماعات المتشددة كي تتحكم في: أولا تشكيل وجدان شباب الأمة.. وثانيًا استخدام التبرعات والزكاة التي يجمعونها تحت سمع وبصر الدولة لجذب الشباب اقتصاديًا.

تشهد شوارع مصر حركة شباب مؤمن بأيديولوجيات سياسية تنحرف به، وبشكل اصبح خطراً على الامة.. كيف يمكن معالجة ذلك وبناء اجيال جديدة مؤمنة بالاسلام المعتدل المتفاعل مع المجتمع واحتياجاته؟

نستطيع أن نحارب الفكر بالفكر وبتطبيق القانون بمعنى أنه يجب على الدولة أن تشرف اشرافًا حقيقيًا على الخطاب الديني وتمنع غير المتخصصين من ممارسة العمل الدعوي داخل المساجد والتجمعات، وأن يمتلك الأزهر الشريف أدوات عصرية جديدة لنشر الفكر الوسطي المعتدل من خلال أن تكون للأزهر مثلاً قناة فضائية خاصة به.

الا تعتقد أن اخطاء الحكام وبعض المظاهر اللاأخلاقية والممارسات المجتمعية المنفلتة تدفع الشباب لأفكارهم المتطرفة هذه؟

لا أتفق مع هذا.. فالحاكم يجب أن يحاسب بالقانون والخطأ هنا كان سببه عدم وجود دستور ينظم عملية تداول السلطة، وهذا ما قد عالجناه في الدستور الحالي.

من هي الجهة الاصلح لقيادة الامة والتناغم مع احتياجاتها؟ الاسلام السياسي بنظرياته وبرامجه.. أم الازهر الذي يعاب عليه موالاته للسلاطين وعدم قدرته على مواكبة العصر وتطلعات شبابه بمناهج تتناغم وافكارهم وتوجهاتهم؟

الحقيقة الاسلام السياسي جزء من مخطط خارجي مدعوم من بعض اجهزة المخابرات التي لا تريد خيرًا للأمة العربية والإسلامية، وأعتقد أن هذا المخطط قد تحطم على صخرة 30 يونيو، والدليل خروج الملايين يوم 3/6 وهي تعبر عن غضبها من ظاهرة الاسلام السياسي، أما الأزهر فهو مؤسسة علمية لا تمارس السياسة، ولكن تمارس الدعوة، ولها دور وطني مهم، وبالتأكيد فإن هذا قد ضعف في الفترة الماضية، ولكن أرى الآن أنه يحاول أن يملأ الفراغ، وأن يعود لسابق عهده.. مؤسسة قوية ودعوية.

إلى اي مدى تعتقد بضرورة وجود مرجعية اسلامية واحدة في مصر، وأن تكون هناك سيطرة على حركة اصدار الفتاوى التي تشهد فوضى ألحقت أفدح الاضرار بالامة؟

هذا السؤال مهم نتيجة لأن الاسلام السياسي كان يشكك في علماء الأزهر، ويحاول تشويه هذه المؤسسة ليلاً ونهاراً، ولكن بالرغم من الظروف التي مرت بها الأمة أجد أن الناس في مصر يقدرون الأزهر ويحترمون علماءَه، لأنهم يثقون في الأزهر، وهو وفقاً للدستور والقانون المرجعية الدينية الأولى في مصر والعالم الإسلامي.

هلى تؤيد سيطرة الدولة أم الازهر على الجامعات والمدارس والمؤسسات الدينية في مصر؟

الله تعإلى يقول فى القرآن فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون فيجب اسناد أمر الدعوة والافتاء إلى أهل التخصص من علماء الأزهر لوحدهم، وعلى الدولة أن تضع من القوانين ما يجرم غير المتخصصين.

ماذا عن حركة حوار الاديان التي تنخرط فيها؟ هل تعتقد أن اطرافها مؤمنون حقًا بضرورة ممارسة هذا الحوار وتحقيق أهدافه؟

بالنسبة للحوار مع المختلف في العقيدة والمذهب فهو يعد فريضة عندنا في الاسلام، فلولا الحوار لاشتعلت نيران الفتن بين المسلمين والأقباط وبين السنة والشيعة والحوار هو منطق أهل الإسلام في مواجهة أصحاب نظرية صراع الحضارات أمثال صمويل هينتجو وغيره.

ماذا تقول للشعب المصري المتوجه إلى انتخابات حاسمة لاختيار رئيسه المقبل ؟ وما هي تطلعاتك للقضايا الملحة التي يجب أن يتصدى لها؟

أقول للشعب المصري يجب المشاركة بكثافة فى اختيار رئيس مصر المقبل لأن هذه المشاركة هي لون من ألوان الشهادة، فيجب أن نذهب وأن نشارك لأنها واجب وطني. أما عن المستقبل فأتمنى من الرئيس المقبل أن يركز على قضية التنمية لأن التنمية هي العدو الحقيقي للإسلام السياسي المتشدد.. فإن استطاع الرئيس الجديد أن يهتم بالفقراء وبالعشوائيات وينجح فى ملف الفقر فسوف يحدث نقلة نوعية لنا، نحن المصريين.