هاجمت صحيفة بريطانية بارزة سياسات الرئيس الأميركي بارك أوباما واتهمته بـ"التردد في القضايا الخارجية"، على الرغم من نجاحه في المهمة الخطيرة بقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن.


نصر المجالي: خصّصت صحيفة (فايننشال تايمز) اللندنية تقريرًا، الثلاثاء، تحدثت فيه عن المشاكل التي تواجه السياسة الخارجية الأميركية، وقالت إن أوباما لا يزال يوصم بالتخاذل أمام التحديات الدولية من قبل خصومه في الحزب الجمهوري، على الرغم من نجاحه في المهمة الخطيرة بقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن.

وترى الصحيفة أن موقف الولايات المتحدة من سوريا يبيّن منهج أوباما في السياسة الخارجية المبني على أفضلية تجنب الأخطاء بدل إظهار الحزم. وتقول في تحليلها إن نظرة أوباما ومنهجه في السياسة الخارجية تجعله مختلفا عن الكثير من المسؤولين الأميركيين يمينا ويسارا، الذين يتمسكون بروح التدخل، على الرغم من صدمة الحرب على العراق.

وأشارت إلى انه "حتى بعض حلفاء الرئيس يخشون أن يتحول حذر الرئيس إلى مبرر لعدم التحرك". وقالت إن المنتقدين لسياسة أوباما الخارجية يخلصون في موقفهم الى أمرين، أولهما التردد والاحتشام وثانيهما شروع أميركا في الانسحاب من مكانتها في العالم.

الخصوم الجمهوريون

وتضيف (فايننشال تايمز) أن الأصوات الأكثر انتقادا ترتفع في صفوف خصومه الجمهوريين، ولكنها وجدت صدى أيضا في الدول الحليفة لأميركا مثل السعودية واليابان، والتي يتساءل المسؤولون فيها عما إذا كانت الولايات المتحدة ستأتي للدفاع عنهم.

ففي عام 2008 كان أوباما يقنع الناس بأن العالم أصبح يضيق ذرعا بالوجود الأميركي في كل مكان، ولكنه يواجه اليوم تهما بغياب أميركا في كثير من الأماكن والقضايا الدولية.

ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية جون كيري اعترافه بأن واشنطن لا ينبغي أن تنتقل من سياسة "التدخل المفرط" التي انتهجت في العقد الماضي إلى "الإفراط في العزلة". بينما نقلت بالمقابل أوباما دفاعه عن منهجه في السياسة الخارجية بأنه لا يستهدف الإعجاب أو الإثارة وإنما تجنب الأخطاء.
&