تبادل الرئيس التونسي وملك المغرب الأوسمة الفخرية، مساء السبت، كما التقى العاهل محمد السادس رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة واتفقا على تطوير العلاقات ومزيد دفعها في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية.


إسماعيل دبارة من تونس: قام الرئيس التونسي المنصف المرزوقي مساء السبت بقصر قرطاج، بتوسيم العاهل المغربي الملك محمد السادس بالقلادة المخصصة من وسام الجمهورية "تقديرا لجهوده في دعم العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين".

وقالت رئاسة الجمهورية في بلاغ تلقت "إيلاف" نسخة منه: "وشح رئيس الجمهورية السيد محمد منصف المرزوقي العاهل المغربي الملك محمد السادس بالقلادة المخصصة من وسام الجمهورية وذلك تقديرا لجهوده في دعم العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين".

من جانبه وشح جلالة الملك محمد السادس الرئيس التونسي بقلادة "الوسام المحمدي".

كما وشح المرزوقي بالصنف الأكبر من وسام الجمهورية ولي العهد في المغرب الأمير مولاي الحسن والأمير مولاي رشيد.

لقاء جمعة والملك

وفي وقت سابق، التقى العاهل المغربي محمد السادس برئيس الحكومة المؤقتة مهدي جمعة، السبت، بمقر إقامته بالضاحية الشمالية للعاصمة، وبحثا علاقات التعاون بين تونس والمملكة المغربية وسبل تطويرها، وفق بلاغ& صادر عن رئاسة الحكومة.

وأكد العاهل المغربي حرصه على تطوير العلاقات التونسية المغربية ومزيد دفعها في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية.

واعتبر أن زيارة رئيس الحكومة إلى المملكة المغربية، بعد تسلمه لمهامه "مؤشرا لتوطيد علاقات الأخوة بين البلدين".

من جهته، أكد رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة الأهمية البالغة التي تكتسيها زيارة العاهل المغربي إلى تونس والتي قال إنها "تمثل فرصة هامة لمزيد دعم علاقات التعاون الثنائية خدمة لمصلحة الشعبين الشقيقين".

وبين أن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها تكتسي أهمية بالغة نحو مزيد فتح وتطوير مجالات تعاون جديدة وإرساء مبادئ التنمية المتضامنة بين البلدين.

يذكر أن الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي وملك المغرب محمد السادس، أشرفا مساء الجمعة بقصر الرئاسة بقرطاج، على موكب توقيع 23 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرامج تنفيذية للتعاون بين البلدين، شملت عديد المجالات منها بالخصوص الأمن والصحة والاقتصاد والسياحة والطاقة.

خطاب البرلمان

وفي وقت سابق السبت، ألقى العاهل المغربي خطابا أمام المجلس التأسيسي (البرلمان)، ودعا الى اقامة مغرب عربي "كبير قوي وقادر".

وقال العاهل المغربي في كلمته: "ان تحقيق طموحنا في بناء مغرب كبير قوي وقادر على القيام بالدور المنوط به سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وامنيا يجب ان يرتكز على علاقات ثنائية وطيدة بين دوله الخمس من جهة وعلى مشاريع اندماجية تعزز مكانة ومسار الاتحاد المغربي من جهة اخرى".

وتابع الملك محمد السادس "ان الاتحاد المغربي لم يعد امرا اختياريا او ترفا سياسيا بل اصبح مطلبا شعبيا ملحا وحتمية اقليمية استراتيجية".

وانتقد "التمادي في اغلاق الحدود الذي لا يتماشى مع الميثاق المؤسس للاتحاد ولا مع منطق التاريخ ومستلزمات الترابط والتكامل الجغرافي، بل انه يسير ضد مصالح الشعوب المغاربية التي تتطلع الى الوحدة والاندماج".

وتابع الملك المغربي "مخطىء من يتوهم ان دولة بمفردها قادرة على حل مشاكل الامن والاستقرار، فقد اكدت التجارب فشل المقاربات الاقصائية في مواجهة المخاطر الامنية التي تهدد المنطقة خاصة في ظل ما شهده فضاء الساحل والصحراء من تحديات امنية وتنموية".

واعلن العاهل المغربي دعمه للمسيرة الديموقراطية في تونس، في اول زيارة له الى هذا البلد منذ الاطاحة بنظام زين العابدين بن علي.