&
كان قرار شركة فودافون العملاقة بالكشف عن آليات تجسس الحكومات على مواطنيها مشجعا لشركات أخرى، فقررت دويتشة تليكوم كشف بيانات حول طلبات التجسس في الدول التي تعمل بها، الأمر الذي يشكل إحراجا لحكومات تلك الدول.
قررت أكبر شركة اتصالات المانية ان تقتدي بمثال شركة فودافون البريطانية العملاقة وتكشف لأول مرة عدد الطلبات التي تتلقاها من حكومات في انحاء العالم للتجسس على الاتصالات التي تجري عبر شبكتها. &
وكانت شركة دويتشة تليكوم نشرت بيانات عن مراقبة الاتصالات في المانيا فقط ولكن الشركة التي تعمل في 14 بلدا بينها الولايات المتحدة واسبانيا وبولندا اعلنت انها قررت توسيع ما تكشفه من بيانات لتشمل كل بلد تعمل فيه ولا يجرِّم مثل هذه الخطوة. &وجاء اعلان دويتشة تليكوم بعد يوم على تقرير فودافون في صحيفة الغارديان كاشفة عن وجود اسلاك سرية تتيح للحكومات التصنت على الاتصالات التي تجري عبر شبكتها وتسجيلها وحتى تعقب اماكن اصحابها. &
&
وقال متحدث باسم الشركة الالمانية التي لديها 140 مليون زبون في انحاء العالم ان دويتشة تليكوم ركزت في البداية على المانيا بشأن الطلبات التي تتلقاها من الحكومة ولكنها تعتزم الآن ان تنشر تقريرا مماثلا لما نشرته شركة فودافون. &
ومن المتوقع ان تتركز نقاشات أكبر شركات الهاتف الخلوي في العالم حين يلتقي ممثلوها في مؤتمر شنغهاي للاتصالات يوم الأحد على الانضمام الى دويتشة تليكوم وفودافون في استخدام الشفافية لمقاومة استخدام الأجهزة الحكومية تكنولوجيتها لمراقبة الاتصالات. &
&
وبخلاف شبكات التواصل الاجتماعي فان شركات الهاتف لا تستطيع العمل من دون ترخيص رسمي وكانت في السابق تمتنع عن كشف سعة تعاونها مع الأجهزة الأمنية لحكومات الدول التي تعمل فيها هذه الشركات. &
ولكن شركة فودافون خرقت هذا التستر يوم الجمعة بتأكيدها ان حكومات في اوروبا وخارجها ربطت معدات تنصت تقنية بشبكتها وشبكات شركات اتصالات أخرى للتنصت على مكالمات مواطنيها. &
&
وترصد هذه المعدات حركة الاتصالات في مفاصل اساسية من الشركة بحيث تتمكن من الاطلاع على مضمون المكالمات الهاتفية والرسائل النصية وفي بعض الحالات جمع معلومات كافية لمعرفة اماكن وجود الزبائن الذين يجرون الاتصالات. &
وتعمل الأجهزة التي تمارس التنصت بدون موافقات قضائية وبالتالي فان شركة الهاتف لا تستطيع ان تعرف عدد الأشخاص المستهدفين ومبرر التنصت على اتصالاتهم. &
&
وستعلن شركة فودافون في مؤتمر شنغهاي اسماء الدول التي تلزمها قوانينها بمساعدة حكوماتها للتجسس على مواطنيها. &
&
ويمكن ان يسبب مثل هذا الكشف احراجا لشركات مثل اورنج التي كانت تُسمى فرانس تليكوم في السابق. &فهي مثلها مثل دويتشة تليكوم ، ما زالت شركة مختلطة للدولة حصة فيها. &وذكرت صحيفة &لوموند في وقت سابق ان للشركة علاقات متينة مع المخابرات الفرنسية. &
وقال متحدث باسم شركة اورنج ان الشركة "تحترم قوانين وانظمة كل بلد تعمل فيه. &وهذا بالطبع يعني ان الشركة تلتزم التزاما ثابتا بالاطار القانوني فيما يتعلق بكل الطلبات التي تقدمها سلطات الدولة لمراقبة الاتصالات عبر شبكتها". &
&
وأكدت صحيفة لوموند ان شركة اورنج تعاونت مع المديرية العامة للأمن الخارجي في فرنسا لفك شفرات والسماح لها بالاطلاع على كل حركة الاتصالات عبر شبكتها بحرية تامة. &
وطالب ناشطون شركة اورنج خلال مؤتمرها السنوي بنشر بيانات عن عدد الطلبات الحكومية ودعوا سائر شركات الهاتف الأخرى بنشرها ايضا. &
&
وتعمل أكبر شركات الاتصالات الاوروبية ـ بما فيها تليفونيكا الاسبانية وبرتغال تليكوم وتليكوم ايطاليا في العديد من الأسواق التي كشفت فودافون بيانات عن طلبات الحكومة فيها للتجسس على اتصالات مواطنيها. &&
وقال بيتر مايسك مستشار منظمة اكسيس Access للشفافية ان شركات الهاتف إذا تضافرت فيما بينها تستطيع ان تتخذ موقفا واضحا ضد التجسس على الاتصالات بلا حدود. &واضاف ان التنافس على الشفافية سيكون موضع ترحيب. &واعترف مايسك بأن هذا لن يتحقق بين ليلة وضحاها ولكنه اعتبر ان مبادرة فودافون قدمت مثالا يجب ان تقتدي به شركات الاتصالات الأخرى.&
&
&

















التعليقات