بينما تشارك وفود عربية وأجنبية في الاحتفالات المصرية بتنصيب عبد الفتاح السيسي، رئيساً للجمهورية، تنوعت أنشطة أعضاء الوفود المشاركة ما بين العمل والسياحة. فيما انتهزت مصر هذا الحدث، للترويج للسياحة، والتأكيد على أن البلاد تنعم بالأمن والإستقرار.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: انتهز أعضاء الوفود العربية والأجنبية فرصة وجودهم في مصر لزيارة معالمها الأثرية، أو متابعة المشاريع الخاصة بدولهم.

بن زايد يتفقد مشاريع الامارات

ومن بين من شغلهم العمل، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الاماراتية، الذي أجرى جولة تفقدية لمعرض المشروعات التنموية التي تسهم في تمويلها دولة الامارات العربية المتحدة في مصر، وشاركه في الجولة المهندس ابراهيم محلب رئيس الحكومة المصرية، ووزراء التجارة والصناعة والاستثمار، والصحة، والإسكان، والتخطيط والتعاون الدولي، والشباب، والمالية، والتموين.

وتفقد بن زايد معدلات التنفيذ في عدد من مشروعات البنية التحتية في مجال النقل ومد خطوط الصرف الصحي وتزويد الكهرباء إلى عدد من القرى في محافظات مصر، وإنشاء الوحدات السكنية والكباري ومزلقانات السكك الحديدية والمنشآت الطبية والدوائية وتوليد الطاقة الكهربائية والمتجددة، وصوامع لتخزين الغلال ومنشآت تعليمية ودور إقامة للطالبات والأيتام.

ووصفت الحكومة المشروعات الإماراتية بأنها تسهم في ايجاد فرص عمل للشباب، ورفع مستوى الخدمات المعيشية بعدد من القرى والمدن المصرية، بالإضافة إلى توفير الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية.

في نهاية الجولة، عقد محلب مؤتمرًا صحافيًا أشاد فيه بعمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين مصر والإمارات على مستوى القياداتين والشعبين، مؤكدًا على وحدة المصير المشترك بين البلدين، وشدد على أن أمن الخليج العربي جزء لا يتجزأ من أمن مصر، معربًا عن تقدير الحكومة المصرية للمشاركة الاماراتية في ذلك الحدث المهم.

الملك حمد في شرم الشيخ

وبينما اختار محمد بن زايد متابعة العمل والوقوف على حجم الإنجازات في المشروعات الممولة من الإمارات، اختار العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، السياحة في مدينة شرم الشيخ الساحلية في محافظة جنوب سيناء.

وتجول بن عيسى في العديد من المناطق بشرم الشيخ، لاسيما الشارع الذي يحمل اسمه، وكانت جولاته مشياً على الأقدام، وتصافح مع المواطنين المصريين والسيّاح الأجانب.

وأجرى أعضاء وفود أفريقية وغربية زيارات سياحية في عدة مناطق منها: الأهرامات وأبو الهول، المتحف المصري بميدان التحرير، إضافة إلى المتحف الإسلامي.

وفضل آخرون السفر إلى مدينة الأقصر التي تضم نحو ثلث آثار العالم.

دعاية لسياحة مصر

وتحسبت الحكومة المصرية لهذا الحدث سياحياً، فزادت من عمليات تأمين المناطق السياحية، وإزالة الأشغال، لاسيما الباعة الجائلين الذين يتعرضون بالمضايقات للسائحين، معتبرة أن زيارة هذه الوفود تعتبر خير دعاية لتنشيط السياحة المصرية.

وقال الدكتور شريف جمال، الخبير في مجال السياحة لـ"إيلاف" إن الإحتفالات بتنصيب عبد الفتاح السيسي رئيساً لمصر تمثل فرصة عظيمة للترويج للسياحة المصرية.

وأوضح أن استضافة كل هؤلاء الزعماء والملوك والأمراء والقادة والسياسيين تبعث برسالة طمأنينة للعالم الخارجي، تفيد بأن مصر تنعم بالإستقرار والأمن، وتساهم في محو الصورة السلبية عن انتشار الأرهاب والعنف فيها.

فوائد حفل التنصيب

ولفت إلى أن وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الآثار، وضعت خطة طموحة للإستفادة من حفل التنصيب، ووضعت برنامجًا سياحياً لهم، يتضمن زيارة بعض المعالم الأثرية، والاستفادة من جولاتهم في الترويج للسياحة المصرية بالخارج.

وانتقد من يهاجمون الإفراط في الاحتفالات بالتنصيب، وقال إن هناك من يقولون إن إنفاق مبلغ 20 مليون جنيه على الإحتفالات نوع من البذخ، مشيراً إلى أن مصر يجب أن تنفق مبلغاً أكبر من ذلك، لاسيما أنها لن تستطيع تنظيم حدث يضم كل هذه الشخصيات كل عام. ولفت إلى أنه يعتبره فرصة جيدة للترويج للسياحة، ويجب انتهازها.

الاستفادة من الحدث

وقال علي عبد الحمن، محافظ الجيزة لـ"إيلاف" إن المحافظة تضم مجموعة من المعالم الأثرية، منها الأهرامات، مشيراً إلى أنها وضعت خطة لتأمين تلك المناطق أثناء زيارة الوفود العربية والأجنبية لها.

وأضاف أن الخطة تقوم على الاستفادة القصوى من ذلك الحدث، من أجل الترويج للسياحة المصرية، لاسيما أن مشاركة هؤلاء القادة في مراسم التنصيب تعتبر رسالة جيدة للخارج وللسيّاح، تفيد بأن مصر بلد آمن ومستقر.

مأدبة

وتقيم رئاسة الجمهورية المصرية مأدبة غداء تكريماً للضيوف المشاركين في حفل التنصيب.

وقالت الرئاسة في بيان لها: يشارك في الحفل ملك البحرين وملك الأردن وأمير الكويت ورئيس دولة فلسطين ورئيس جمهورية الصومال وولي عهد المملكة العربية السعودية وولي عهد إمارة أبو ظبي ومبعوث سلطان عُمان.

ونواب رؤساء جمهوريات العراق و جزر القمر والسودان وجنوب السودان ورئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس المجلس الوطني الشعبي بالجزائر ونائب أول رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي.

ومن ضمن المشاركين رؤساء جمهوريات ووزراء خارجية دول أفريقية، منهم وزير الخارجية الأثيوبي.

وقالت الرئاسة المصرية: كما يشارك رؤساء جمهوريات غينيا الاِستوائية، وتشاد وإريتريا ومالي ورئيسا وزراء سوازيلاند وليبيريا، ورئيس مجلس النواب في الجابون، ووزراء خارجية السنغال وإثيوبيا ونيجيريا ومدغشقر وغينيا بيساو وأنجولا وبوروندي وجامبيا وتنزانيا وأوغندا والكونجو الديمقراطية وبنين، ووزير شؤون رئاسة الجمهورية الجنوب أفريقي، ووزير الزراعة التوجولي ممثلاً عن رئيس الجمهورية، فضلاً عن رئيس برلمان عموم أفريقيا ومفوضة الشؤون السياسية بالاتحاد الأفريقي&ممثلةً عن رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي والسكرتير العام لتجمع الكوميسا.

وحسب بيان الرئاسة المصرية، فإنه من ضمن المشاركين أيضاً: رئيس جمهورية قبرص ورئيس البرلمان الروسي&ونائب رئيس الوزراء ووزير خارجية اليونان (الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي) ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي ووكيل سكرتير عام الأمم المتحدة& ووزير الصناعة والتكنولوجيا المعلوماتية الصيني، ونائب وزير خارجية إيران لشؤون الشرق الأوسط ومستشار وزير الخارجية الأميركي ممثلاً عن رئيس الولايات المتحدة الأميركية.

وأضافت: كما يشارك وزراء خارجية دولة الامارات العربية المتحدة، وسلطنة عُمان، وموريتانيا، وتونس، والمملكة المغربية، ووزير الشؤون الإسلامية والأوقاف بجمهورية جيبوتي، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، ومدير الشؤون السياسية والإعلام والديوان باتحاد المغرب العربي.