في مشهد شديدة القسوة، تعرضت فتاة مصرية للإغتصاب في ميدان التحرير أثناء احتفال ملايين المصريين بتنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسًا للجهورية، ليل الأحد.


القاهرة: بينما كان الرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي يحتفل بتنصيبه رئيسًا، ويشاركه الملايين في مصر ومختلف أنحاء العالم الإحتفال، تعرضت فتاة مصرية للتحرش& الأحد 8 حزيران (يونيو)، إذ جردها الجناة من ملابسها كاملة واعتدوا عليها بآلات حادة، أدت إلى إصابتها بالنزف من جسدها. وقالت مبادرة "شفت تحرش" إنها رصدت خمس حالات أخرى في ميداني التحرير وأمام قصر الإتحادية.

القبض على 7 اشخاص

وقالت السلطات المصرية انها القت القبض على سبعة اشخاص بعد واقعة اعتداء جنسي جماعي صادمة بفتاة في ميدان التحرير انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي اثناء احتفالات باداء الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية.

وأكدت وزارة الداخلية& انه جرى القاء القبض على "سبعة اشخاص تتراوح اعمارهم بين 16 و49 سنة متهمين "بالتحرش بعدد من الفتيات خلال الإحتفالات في منطقة ميدان التحرير" يوم الاحد.

ولم توضح الداخلية ما&اذا كان هؤلاء المعتقلون متورطين في واقعة الاعتداء التي تضمنها مقطع الفيديو ام كذلك في وقائع اخرى اشار اليها البيان الصادر عنها.

وامر النائب العام المصري بالتحقيق في الواقعة التي اثارت غضبا واسعا بسبب المشاهد الصادمة للفتاة التي ظهرت عارية تماما في مقطع الفيديو.

معتدون ومنقذون

تداول نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي مقطع فيديو يظهر مجموعة من الشباب يلتفون حول فتاة، ثم يظهر الفيديو الجزء الأسفل من الفتاة وقد جردوها من ملابسها تمامًا.

وحسبما ورد في مقطع الفيديو، تحاول مجموعة أخرى من الشباب انقاذها، ويظهر فيه رجل شرطة، بلباسه الرسمي الأبيض، يتدلى سلاحه الناري من جانبه. وتظهر الفتاة من الخلف وقد تم تجريدها من ملابسها، والدماء تسيل من مؤخرتها بغزارة.

وبينما يحاول الشباب والشرطي إنقاذ الفتاة، يحاول آخرون انتزاعها من المنقذين، ليستكملوا افتراسها جنسيًا. ورغم أن الشرطي يحمل سلاحه، إلا أنه لم يطلق أي رصاصة في الهواء لتفريق المتحرشين بالفتاة، بل كان يحاول مساعدتها بالطرق التقليدية.

وفي نهاية الفيديو، يظهر المنقذون وهم يحاولون أن يصعدوا الفتاة إلى حافلة بيضاء صغيرة، إلا أنها في ما يبدو سطقت منهم على الأرض مغشيًا عليها، والدماء تسيل من أنحاء جسدها.

سخط عام

أثار الحادث سخط وغضب المصريين ونشطاء حقوق المرأة. قالت مها سعيد، من مجموعة أوقفوا التحرش، لـ"إيلاف" إن المجموعة رصدت العديد من حالات التحرش الجنسي في ميدان التحرير، أثناء حفل تنصيب السيسي رئيسًا لمصر، مشيرًا إلى أن أخطر تلك الأعمال هي ما وقع مع الفتاة الواردة صورها بمقطع الفيديو.

ولفت إلى أن ما تعرضت له يعتبر "اغتصابًا جماعيًا" وليس تحرشًا جماعيًا. وحملت وزارة الداخلية المسؤولية&عن الانتهاك الجنسي بحق الفتاة، وشددت على ضرورة القبض على الجناة وتقديمهم إلى محاكمة عاجلة.

ورصدت مبادرة "شُفت تحرش"، مساء يوم 8 حزيران (يونيو) 2014، وقوع حالات تحرش جنسي جماعي في محيط ميدان التحرير، وكذلك بعض الوقائع فى محيط قصر الاتحادية، على الرغم من قيام وزارة الداخلية بوضع بوابات اليكترونية على المداخل الرئيسية لميدان التحرير، تلك البوابات التى تمت إزالتها مع غروب الشمس.

وأضافت المبادرة في تقرير لها عن أحداث يوم التنصيب: تم تداول فيديو لإحدى الفتيات مجردة من ملابسها وعارية تمامًا جراء ما تعرضت له من إنتهاك جنسي في محيط ميدان التحرير، وبلغ عدد الوقائع التي تم رصدها في محيط ميدان التحرير خمس حالات تحرش جنسي جماعي، كحد أدني، منهن أربعة إحتجن الى&دعم طبي فى المستشفيات القريبة من محيط التحرير، فضلًا عن حالة واحدة احتاجت دعمًا نفسيًا".

الشعب بيهزر

وأضافت المبادرة أنه من المخجل أن القيادات الأمنية فى وازرة الداخلية لم تضع بعين الإعتبار أي تدابير أو خطط أمنية تمنع وقوع تلك الاعتداءات رغم تكرارها في مشاهد مختلفة، "وتركت صغار الضباط والأفراد يواجهون جماعات التحرش الجنسي بدون أي أدوات أو خطط واضحة للمواجهة مما أدى إلى إصابة العديد من ضباط وأفراد قسم شرطة قصر النيل، والذين تدخلوا وفقًا لضميرهم الإنساني وليس وفقًا لسياسات أمنية منضبطة في برنامج وزارة الداخلية".

وانتقدت المبادرة ما وصفته باستخفاف الإعلام بحالات التحرش، وقالت: "إن العديد من وسائل الإعلام الخاصة، رغم رصدها حالات تحرش جنسي فى محيط التحرير والإتحادية، إلا أن البعض تعامل مع تلك الانتهاكات باستخفاف وسخرية غير مقبولة وغير مهنية - حيث ذكرت إحدى المراسلات الميدانيات لقناة التحرير فى تعليقها على التغطية من الميدان عن وقوع حالات تحرش فردية مما دفع المذيعة مها بهنسي إلى مقاطعتها قائلة (مبسوطين هي هي هي هي الشعب بيهزر)".

وطالبت مبادرة "شُفت تحرش" بالتحقيق مع القيادات الأمنية الموكل لها تأمين محيط ميدان التحرير ومحيط قصر الإتحادية، خلال إحتفالات تنصيب السيسي.

أطردوا مها بهنسي

ودعت المبادرة عموم النساء والفتيات والرجال الذين شاركوا في إحتفالات الأيام الماضية وشاهدوا وقائع تحرش جنسي أو اعتداءات جنسية جماعية أن يدلوا بشهادتهم فورًا. وأطلق الناشطون هاشتاغ بعنوان "التحرش عقوبته الإعداااام"، وآخر بعنوان "اطردوا مها بهنسي من قناة التحرير".

وصبت التعليقات جام غضبها على المجتمع والحكومة ومذيعة قناة التحرير، ومنها: "المذيعة مصابة بأمراض المجتمع نفسها، المجتمع الذي يمجد فحولة الرجل ويعتبر لهوه بالنساء حقـًا مشروعـًا له".

وانتقد ناشط الحكومة، وقال: "التحرش الجماعي من قبل الثورة وكان بيحصل قدامي في الحسين بالـ50 او 60 واحد يهجموا على بنت او اتنين، ومرة هجموا على واحده لبنانية وضربوا الداخلية اللي هناك واغتصبوها والكلام ده في 2006.. ومرة في 2008 مجموعه كبيره خدو واحده من جوزها قدام جنينه مول، وامن المول متدخلش، بس اتدخلنا ولحقناها.. والعيب في حكومة بلدك اللي مش مقتنعه بأن الموضوع بقا ثقافه مجتمع ولازم يكون في أحكام حقيقية على التحرش".

وختم: "المشكله أن الحكومة اقتنعت إنها ظاهره وهتروح لحالها مش أكتر".