بعد سيطرتهم على كامل مدينة الموصل العراقية الشمالية ومناطق من محافظة صلاح الدين، فإن مسلحي داعش دخلوا عددًا من القرى والبلدات في محافظة كركوك وسيطروا على منشآت للطاقة.. بينما دعا الجعفري واشنطن إلى دعم بلاده عسكريًا، في حين أكد مراجع الشيعة يتقدمهم السيستاني دعمهم للجيش العراقي داعين الساسة والحكومة إلى تنسيق الجهود للوقوف بوجه الإرهابيين.


لندن: سيطر مسلحو دولة العراق والشام الاسلامية "داعش" الليلة الماضية على قرى بمحافظة كركوك (225 كم شمال شرق بغداد) وعلى منشآت ومحطات الطاقة الكهربائية في بيجي شمال تكريت عاصمة صلاح الدين (175 كم شمال غرب بغداد) التي تغذي محافظات بغداد وصلاح الدين وكركوك.

كما سيطر المسلحون على ناحية سليمان بيك التابعة لقضاء طوز خورماتو جنوب كركوك وقال طالب محمد البياتي مدير الناحية إن العشرات من عناصر داعش دخلوا إلى الناحية من جوانبها، وأن قوات الشرطة انسحبت من مواقعها دون قتال باستثناء احدى وحدات الشرطة الاتحادية المتواجدة على طريق بغداد كركوك، مما ادى إلى استشهاد واصابة عدد منهم وما لبث الباقون أن انسحبوا.

كما سقطت ناحية الصينية الواقعة على بعد نحو عشرة كيلومترات غرب بيجي بيد المسلحين بعد انسحاب الفوج الخامس من شرطة الطوارئ. وازاء هذه التطورات، فقد اعلن محافظ كركوك نجم الدين كريم عن وضع خطة أمنية محكمة لحماية اهالي كركوك من تهديدات الجماعات المسلحة.

وقال كريم في بيان: "اننا في الوقت الذي نشجب فيه الاعمال الارهابية التي شهدتها الموصل وصلاح الدين اليوم، فإننا نتوجه بالدعوة إلى التكاتف والتعاون بالتنسيق مع بغداد والعمل معاً، وليس هنالك أي اعتراض على تعزيز القوات الأمنية، فالبيشمركة هي قوة خاصة وأمنية وجزء من منظمة الامن العراقي".

واضاف "أن هناك تنسيقاً جيداً مع القوات الأمنية في اقليم كردستان وسيتم تعزيز المناطق بقطعات عسكرية ومن خلال تكثيف القطعات من المؤكد سننتصر على الارهاب". ودعا&منتسبي الجيش العراقي لرفع معنوياتهم ومجابهة الارهاب في كل المناطق لطرد الارهابيين.

ومن جهته، اعلن مدير عام تربية كركوك عن تأجيل الامتحانات الوزارية اليوم للصفوف المنتهية في عموم المدارس بعموم المراكز الامتحانية في مناطق جنوب وغربي كركوك. وقال فرحان حسين مدير عام تربية كركوك لقد تقرر تأجيل الامتحانات الوزارية للمرحلة الاعدادية لمادتي الاحياء والتاريخ.

واضاف: "لدينا ألفا طالب موزعون على 50 مركزاً امتحانيًا في قضاء الحويجة ونواحي الزاب والرياض والرشاد والعباسي والملتقى جنوب وغرب كركوك، إلى جانب السماح بتأجيل الامتحانات للطلبة الساكنين في القرى والارياف وهم يؤدون امتحاناتهم في مركز مدينة كركوك.

الجعفري يدعو واشنطن لدعم بلاده عسكرياً

بحث رئيس التحالف الوطني العراقي "الشيعي" الحاكم إبراهيم الجعفريّ مع نائب السفير الأميركيّ في العراق جون فروشر التطوُّرات الأمنيّة في البلاد عامة وفي محافظة الموصل خاصة.

وأكد الجعفريّ على ضرورة تفعيل الاتفاقيّة الأمنيّة بين البلدين وأهمية تعاون الجانب الأميركيّ في تجهيز القوات الأمنيّة بمختلف صنوفها بالأسلحة والمعدّات والأجهزة المُتطوِّرة لمُواجَهة الإرهاب خصوصاً أنَّ العراق يقود معارك ضدَّ المجاميع الإرهابيّة نيابة عن دول العالم الأخرى.

وأشار إلى ضرورة الردِّ العسكريِّ الميدانيِّ السريع لحفظ سيادة وأمن البلاد، ومن جانبنا ندرك أهمية رصّ الصفِّ الوطني وتجاوز الخلافات والتفكير بحجم العراق كلّه؛ لمُواجَهة الخطر المُشترَك الذي يُهدِّد أرواح المواطنين.

وكان رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي اعلن خلال مؤتمر صحافي في بغداد امس عن طلب العراق لمساعدات اميركية عسكرية عاجلة لمواجهة تمدد مسلحي داعش في عدد من محافظات البلاد.

انباء عن اوامر بالقبض على قائد القوات البرية ومعاون رئيس الاركان ونسبت مصادر عراقية إلى مكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي اعلانه أن الهيئة القضائية العسكرية اصدرت اليوم اوامر بالقبض على كل من قائد القوات البرية الفريق الركن علي غيدان ومعاون رئيس اركان الجيش الفريق الركن عبود كنبر، بناء على اوامر المالكي الذي اتهمهما بالتخاذل والتقاعس.

وأشارت إلى أنّ الاتصالات انقطعت بالمسؤولين الامنيين منذ مساء الاثنين قبل أن يظهرا في اقليم كردستان صباح اليوم. وأوضحت ان التبريرات التي ساقها كنبر وغيدان للمالكي عن اسباب الانهيارات الأمنية في محافظة نينوى لم تقنعه فأصدر اوامر باعتقالهما لكن هذا لم يتأكد بعد رسميًا.

وكان المالكي قال أمس إن مجلس الوزراء قرر اعادة هيكلة الاجهزة الأمنية،& كما اعلن مسشاره الاعلامي علي الموسوي صدور توجيهات من القيادة العامة للقوات المسلحة تنص على محاسبة من يثبت بحقهم التخاذل أو التقصير، وفقاً لقانوني العقوبات العسكري وقوى الامن الداخلي، مؤكداً أن العقوبات قد تصل في حالات معينة إلى الإعدام.

ومن جهتها، أكدت النائبة عن ائتلاف متحدون للإصلاح انتصار الجبوري انهيار الدولة في الموصل وسيطرة التنظيمات "الارهابية" على المحافظة، وأبدت استغرابها من اختفاء 52 ألف منتسب من الاجهزة الأمنية بعد رمي أسلحتهم في الطرق والساحات وتبديل ملابسهم العسكرية بأخرى مدنية.

السيستاني يدعو القوات الأمنية للثبات والسياسيين للوحدة

أكد المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني دعمه لأبناء القوات المسلحة حاثاً إياهم على الثبات والصبر، فيما دعا القيادات السياسية والحكومة العراقية لتنسيق الجهود في سبيل الوقوف بوجه الإرهابيين.
وقال مكتب السيستاني في بيان إن "مرجعية السيستاني تتابع بقلق بالغ التطورات الأمنية الأخيرة في مدينة نينوى والمناطق المجاورة لها". وأكد على "ضرورة توحيد كلمة القيادات السياسية والحكومة العراقية لتنسيق الجهود في سبيل الوقوف بوجه الإرهابيين وتوفير الحماية للمواطنين من شرور الإرهابيين".

وشدد المكتب على& "دعم المرجعية الدينية العليا ممثلة بالمرجع السيستاني لأبنائه في القوات المسلحة حاثًا إياهم على الثبات والصبر في مواجهة المعتدين". ومن المنتظر أن يجتمع السيستاني في النجف اليوم الاربعاء مع وفد من الامم المتحدة لبحث آخر التطورات السياسية والأمنية والانسانية في العراق.

ومن جهته، دعا المرجع الديني الشيخ محمد اسحاق الفياض الساسة العراقيين إلى الوحدة والتكاتف وتوحيد الكلمة وتنسيق الادوار من اجل النهوص بالبلاد من ازمتها مشيدًا بدور القوات المسلحة في مهمتها لدرء الخطر عن البلاد.

ودعا المرجع الفياض في بيان رسمي "ساسة البلاد والحكومة للتكاتف وتوحيد الكلمة وتنسيق الادوار من اجل النهوض بالبلاد من ازمتها ".. وحث القوات المسلحة والاجهزة الأمنية على توفير الامن للمواطنين وحمايتهم والوقوف بشجاعة ضد خطر الارهاب".

ومن جانبه، دعا المرجع الديني الشيخ قاسم الطائي الشعب العراقي بكافة شرائحه ومذاهبه وقومياته إلى مساندة القوات الأمنية العراقية والدفاع عن البلاد ضد تنظيم داعش الارهابي.

وقال الطائي في بيان له اليوم إنه "نظرًا للظروف الحرجة الحالية التي يمر بها بلدنا والهجمة الشرسة التي تقوم بها الجماعات الارهابية المدعومة عالميًا في عملياتها واستهدافاتها للمدن العراقية من اجل خلق اوضاع مربكة وحالة من الفوضى واشغال القوات الأمنية في اكثر من جهة، فإننا نوجه نظر المواطنين إلى ضرورة اليقظة والحذر والاخذ على يد قواتنا المسلحة ومؤازرتها في مواجهة الارهاب الظالم في مناطق متعددة من العراق، اذ ان المناطق الدينية ليست ببعيدة عن استهداف هذه الجماعات كالنجف وكربلاء والتي لا تريد لهذا البلد من استقرار ".

وجاء تمدد تنظيم داعش نحو كركوك إثر سيطرته على مناطق في محافظة صلاح الدين وفرض سيطرة التنظيم بالكامل على مدينة الموصل ومطارها ومبنى المحافظة وجميع المقار الأمنية فيها. وتعد هذه المحافظات من المناطق الساخنة التي تشهد أعمال عنف مستمرة، فضلاً عن كونها من المناطق التي تشهد حراكاً جماهيرياً مناوئاً للحكومة منذ اواخر عام 2012.