داعش يتوسّع في العراق، أي خطر على المنطقة بما فيها لبنان جرّاء ذلك؟ وهل هناك إمكانية بعودة التفجيرات والاهتزاز الأمني إلى ربوع لبنان مع توسّع داعش في الداخل العراقي؟.

بيروت: أي خطر يداهم المنطقة مع توسع تنظيم داعش في العراق؟ أي أثر لهذا التوسّع على لبنان خصوصًا؟ وهل يهدّد بعودة التفجيرات إلى لبنان؟ وماذا سيكون موقف حزب الله في لبنان من توسّع داعش في العراق؟

يقول النائب سليم سلهب لـ"إيلاف" إن ما يواجه المنطقة هو الخطر التقسيمي، فنتيجة أعمال داعش يمكن أن نصل إلى تقسيم العراق من خلال دويلات، من خلال دولة إسلامية وأخرى شيعية وكردية، وهذا قد يرتّد على لبنان وسوريا وكلّ المنطقة، ويجب تناول الموضوع بجدّية من خلال معالجته جذريًا والتعاطي معه بمسؤولية.

ويلفت سلهب إلى أنه بالمرحلة الأولية لن يكون هناك أثر مباشر على لبنان، فالأثر المباشر سيكون على سوريا وستكون ارتداداته في فترة لاحقة على لبنان، من هنا يجب التنبّه إلى الارتدادات التي يمكن أن يواجهها لبنان، إذا ما حصلت اشتباكات بين داعش والنظام السوري.

ويؤكد سلهب أن داعش همه العراق أكثر من لبنان في الوقت الحاضر، والاستقرار الأمني في لبنان لا يزال ممسوكًا ونأمل أن يبقى الوضع الأمني مستقرًا في لبنان.

ويرى سلهب أن حزب الله لن يأخذ موقفًا في لبنان من توسع داعش في العراق لأن لا خطر مباشر على البلد، يجب معرفة موقف حزب الله إذا ما استمر داعش بتوسعه نحو سوريا.

تحليل سياسي

يرى الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك في حديثه لـ"إيلاف" أن العالم العربي اكتشف فجأة من محيطه إلى خليجه أنه يواجه خطرًا كبيرًا عنوانه الإرهاب، ويطمح هذا الأخير ليس إلى التدمير فحسب، بل إلى تغيير الأوضاع القائمة، تحت شعار الإسلام المتطرّف ضد الإعتدال، وبحسب مالك ما يحدث في العراق كارثة كبيرة، ليس من مصلحة المنطقة بكاملها، ولا يكفي اليوم أن يقول رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، أنه فوجىء بهجمات أنصار داعش، وان يتهم بعض الجيش والقوات المسلحة بالتواطؤ، ولكن ما يجري حاليًا، تحت عناوين مختلفة، يشكّل خطرًا يهدّد كافة الدول العربية وعلى الجميع التنبّه له.

خطر كبير يهدد لبنان

ويؤكد مالك أن هناك خطرًا كبيرًا على لبنان جرّاء توسع داعش في العراق، فلبنان لن يعرف كيف يتعامل مع هذا الخطر، وحدّة الإنقسام القائمة حالت دون تركيز الجهود على مقاومة هذا النوع من الإرهاب.

وإذا كانت دولة مثل العراق مجهّزة بجيش عراقي مختلف، وقد تمكّن داعش من السيطرة على مدن رئيسية كالموصل ونينوى وغيرهما، فهذا يطرح سؤالاً كبيرًا إلى أين تتجه المنطقة؟

ويتابع مالك:" داعش محسوب على الخط السني المتطرّف مقابل تنظيمات أخرى مسلّحة، لذلك الصراع يتّسع اليوم ما بين مذاهب كثيرة، وطوائف أيضًا، والخطورة أن داعش في أياديه الكثير من الإمكانيات سواء مالية أو معدات، لينفّذ ما يحلو له أن ينفّذه من حيث إعلان إمارة الإسلام في سوريا والعراق.

التهديد بالتفجيرات

ويلفت مالك إلى أن عودة التفجيرات إلى لبنان باتت إحتمالاً مفتوحًا كون لبنان مرتبطًا بها، ولديه قدرة أمنية محدودة لحماية نفسه، ولاحظنا أخيرًا، أن السيارات المفخخة إنخفض عديدها كثيرًا، مع تغيير المعطيات على الأرض.

ويؤكد مالك أن المنطقة مقبلة على المزيد من التدهور، من خلال جماعات لا تؤمن بالنقاش بل تؤمن بإملاء الأمور وقلب الأوضاع رأسًا على عقب، وهذه سمة تجر المنطقة إلى الكثير من المخاطر وعلى الجميع توحيد الجهود في العالم العربي والخارجي في سبيل صدّ التيار المتطرّف الذي يمثّله داعش أو غيره من التنظيمات المسلّحة.