بدأت محافظات العراق تشكيل قوات رديفة للجيش تضم الالاف من المتطوعين المدنيين لمواجهة تمدد مسلحي تنظيم داعش وسيطرتهم على عشرات المدن والبلدات العراقية فيما امر المالكي بتولي مكاتب الأمن الوطني ترتيب عمليات التطوع هذه كما تم تخصيص معسكر في بغداد لتجميع القوات المنسحبة من مواقعها فيما تم الاعلان عن وصول القادة الثلاثة المتهمين بسقوط الموصل إلى بغداد وسط تكهنات بإحالتهم على محاكم عسكرية.


لندن: بدأت محافظات العراق الوسطى والجنوبية اليوم عمليات تشكيل جيش رديف للقوات الأمنية دعا اليها رئيس الوزراء نوري المالكي لتساعدها في التصدي لمسلحي تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية "داعش" الذين نجحوا في اختراق محافظات نينوى وصلاح الدين وديإلى والرمادي وبسطوا سيطرتهم على العشرات من المدن والبلدات فيها اثر الانهيار المفاجئ والغريب للقوات المسلحة.

واليوم طالب رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي مديرية الحشد الشعبي بتثبيت التطوع من خلال مراجعة مكاتب الأمن الوطني في جميع المحافظات. وأشار في بيان اليوم إلى أنّه "استجابة لمطالب أعداد غفيرة من ابناء العراق الغيارى في اعقاب التطورات الأمنية الاخيرة بالوقوف إلى جانب القوات المسلحة ومساندتها في التصدي للارهاب ودحر قوى الظلام والدفاع عن حدة العراق وحماية المراقد المقدسة ولتنظيم شؤون المتطوعين نوجه مديرية الحشد الشعبي بتثبيت التطوع من خلال مراجعة مكاتب الأمن الوطني في جميع المحافظات".

وكان المالكي أعلن أمس أنه سيشكل جيشًا رديفًا صاحب ارادة، للجيش النظامي من المتطوعين للدفاع عن ارض البلاد واعادة هيكلة الجيش. كما طالب المالكي اليوم الضباط والجنود الذين لم يستطيعوا الالتحاق بوحداتهم بالالتحاق باقرب وحدة عسكرية في محافظتهم لتثبيت موقفهم.

واوضح انه استنادا إلى مقتضيات الظرف الراهن ومواجهة التحديات الأمنية القائمة "نهيب بالضباط والمراتب الذين لم يستطيعوا الالتحاق بوحداتهم إلى الالتحقاق باقرب وحدة عسكرية لتثبيت موقفهم اما الواصلون إلى بغداد وهم المنسحبون من وحداتهم العسكرية فقد تم تخصيص معسكر التاجي في ضواحي بغداد الشمالية لاستقبالهم. وأشار إلى أنّه صدرت الاوامر إلى وحدات القوات المسلحة لاتخاذ الاجراءات اللازمة لتسهيل عملية الالتحاق.

ومن جهة اخرى أعلن مكتب القائد العام للقوات المسلحة عن تنفيذ طلعات جوية على تجمعات مسلحي دولة العراق والشام الاسلامية "داعش" في نينوى وأطرافها مؤكدًا أنه حقق إصابات مباشرة على أوكار داعش في معسكر الغزلاني جنوبي الموصل.

وأضاف أن "القوات الجوية وطيران الجيش نفذتا ظهر اليوم طلعات جوية على تجمعات إرهابيي داعش لوقف التحركات العدوانية في نينوى وأطرافها موضحا انها "قصفت تجمعا لداعش في معسكر الغزلاني في الموصل وحققت إصابات مباشرة بأوكار الإرهاب".

وعلى الصعيد العسكري نفسه فقد أعلنت وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان بأن قواتها سيطرت بصورة كاملة على مدينة كركوك (225 كم شمال شرق بغداد) والجيش العراقي غادر المدينة خوفاً من هجمات داعش.
وقال أمين عام الوزارة الفريق جبار ياور إن "قوات الجيش العراقي غادرت كافة المناطق الكردية في محافظة كركوك، وقوات البيشمركة تمركزت في أماكنهم".

وأشار إلى أنّ "الجنود التابعين لقوات الجيش العراقي قاموا بترك جزء كبير من معداتهم ومستلزماتهم العسكرية بعد إنسحابهم". وتعد كركوك من المناطق المتنازع عليها بين المركز واقليم كردستان والتي تعتبر من المحافظات الغنية بالنفط.

نقل القادة الثلاثة المتهمين بتسليم الموصل لداعش إلى بغداد

تم اليوم نقل الفريق أول عبود قنبر واللواء مهدي صبيح الغراوي والفريق أول علي غيدان والفريق محسن وهم القادة الثلاثة المتهمون بتسليم مدينة الموصل إلى تنظيم داعش من خلال الانسحاب منها والفرار إلى مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي.

وقال مصدر عراقي إن "قائد العمليات المشتركة الفريق أول عبود قنبر وقائد الشرطة الاتحادية في الموصل اللواء مهدي صبيح الغراوي وقائد القوات البرية الفريق أول علي غيدان الفريق محسن قد جرى نقلهم من أربيل على متن طائرة إلى طار بغداد الدولي" دون الإفصاح عن المزيد من التفاصيل. ونقلت وكالة "السومرية نيوز عن المصدر قوله إن "هؤلاء القادة المعروفين هبطوا في بغداد وتسلمتهم السلطات العراقية".

يذكر أن الفريقين علي غيدان وعبود قنبر كانا في الموصل قبل 72 ساعة من انتشار مسلحين تابعين لتنظيم "داعش" في عموم مناطقها وانسحاب الجيش بشكل مفاجئ منها في حين اختفى قائد الشرطة الاتحادية في الموصل اللواء مهدي صبيح الغراوي هو الأخر ما أثار عدة تساؤلات حول سبب سرعة انسحاب الجيش بالطريقة التي تم بها.

وطالب محافظ نينوى اثيل النجيفي بعرض هؤلاء القادة على محاكمة عسكرية بسبب اختفائهما من المدينة وتوجههما إلى اقليم كردستان قبل ساعة من سيطرة مسلحي "داعش" على المدينة. وتوعد المالكي بمعاقبة المتخاذلين والمتآمرين من قادة وضباط وآمرين في أحداث الموصل من دون الإشارة إلى أسماء محددة لكنه كشف عن أن هناك متآمرين فسحوا المجال أمام جماعات إرهابية لدخول الموصل هربت من ضغط العمليات العسكرية الجارية في سوريا.

وتأتي إشارات المالكي إلى احتمال معاقبة قادة متخاذلين في وقت لم يعلن أي من القادة الثلاثة المختفين عن الظهور أمام وسائل الإعلام منذ الإعلان عن توجههم إلى قطعات قوات البيشمركة في منطقة تلكيف وتسليمهم أنفسهم إلى تلك القوات التي نقلتهم إلى أربيل ومن ثم وصلوا إلى بغداد بالطائرة، طبقا لما أشارت إليه مصادر لم يجر التأكد من صحتها.

غير أن قياديا كرديا أشار إلى أنّ المعلومات التي توافرت لديه تشير إلى صحة ما تردد بشأن انسحاب القادة الثلاثة عبود كنبر وعلي غيدان ومهدي الغراوي إلى قوات البيشمركة وتسليمهم أنفسهم إثر الانهيار الذي حصل في الجهد العسكري. وأضاف انه شاهد جنودا أكرادا ينتمون إلى الجيش الاتحادي ظهروا على بعض القنوات الكردية وهم يؤكدون أنهم وأعدادا أخرى من الجنود العراقيين من مختلف المحافظات ما زالوا يحملون أسلحتهم ومستعدين للقتال ولكنهم فوجئوا بعدم وجود قادة وآمرين يعطونهم أوامر لمواصلة القتال.

من جهتها أعلنت وزارة الدفاع العراقية إحالة "الضباط والمراتب المتسربين والمتخاذلين" على المحاكم العسكرية. وقالت الوزارة في بيان إن لديها "الثقة العالية لتصحيح المسار وتجاوز الأخطاء التي حدثت وستقوم قواتنا بتنفيذ عمليات مدبرة على المواقع كافة التي دنستها التنظيمات الإرهابية".

وأضافت ان "ما حدث من تداع في أداء الوحدات العسكرية في الموصل ليس نهاية المطاف وقد احتلت الكثير من المواقع والمدن سابقا في العراق أو في بلدان أخرى ووقعت بيد العصابات الإرهابية وقد جرى تحريرها واستعادتها من قبل القوات الأمنية والمواطنين الشرفاء المدافعين عن العراق وأهله وأن العبرة بالخواتيم".