أُصيب توني بلير بالجنون في محاولته إعادة كتابة التاريخ لتبرير غزو العراق، كما يقول بوريس جونسون، عمدة لندن والشخصية القيادية في حزب المحافظين، في هجوم شخصي غير معهود على رئيس وزراء بريطاني سابق.

إعداد عبد الاله مجيد: أصر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ،الأحد، على أن احتلال العراق في العام 2003 لا يمت بصلة إلى تصاعد نشاط المتطرفين الاسلاميين واجتياح تنظيم داعش مدينتين عراقيتين، وصولًا إلى 100 كلم بعيدًا عن بغداد.

مزاعم مجافية للواقع

كتب عمدة لندن في صحيفة ديلي تلغراف قائلًا إنه توصل إلى استنتاج مؤداه أن توني بلير أُصيب اخيرًا بالجنون، "وهو في مناقشته كارثة العراق الحديث أطلق مزاعم عجيبة ومجافية للواقع، وهو قطعًا يحتاج إلى مساعدة طبيب نفسي مختص".

واتهم جونسون زعيم حزب العمال السابق بأنه ارسل قوات بريطانية للمشاركة في غزو العراق، بحثًا عن أمجاد شخصية.

وتابع عمدة لندن قائلاً: "بلير والرئيس الاميركي جورج بوش، الذي قرر احتلال العراق وامتثل رئيس الوزراء البريطاني وقتذاك لقراره، ابديا جهلًا منقطع النظير، حين ظنا أن اسقاط صدام حسين لن يسفر عن زعزعة استقرار المنطقة، وكنتيجة مباشرة لذلك مقتل 100 ألف عراقي".

دمرنا السلطة في العراق

وأشار عمدة لندن إلى أن هناك اجراءات محددة ذات هدف واضح، يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة وحلفاؤها لمواجهة خطر داعش، فيما يتدارس الرئيس باراك اوباما جملة خيارات عسكرية باستثناء ارسال قوات اميركية على الأرض. لكنه اضاف أن بلير، برفضه الاعتراف بأن احتلال العراق في العام 2003 كان خطأ مأساويًا، يضعف القضية ذاتها التي يدافع عنها، وهي امكانية القيام بتدخل جاد وفاعل.

وكتب جونسون: "أن احدًا يجب أن يذهب إلى توني بلير ويقول له أن يصمت أو على الأقل أن يقر بحقيقة الكارثة التي ساعد في إنزالها وحينذاك قد يكون جديرًا بالاستماع اليه".

وأضاف: "الواقع يقول إنه قبل الغزو الاميركي للعراق في العام 2003، لم يكن لتنظيم القاعدة وجود في هذا البلد، والواقع يقول إننا دمرنا مؤسسات السلطة في العراق من دون أن تكون لدينا أدنى فكرة عمّا سيحدث لاحقًا".

كان مخطئًا

اختتم عمدة لندن هجومه على بلير بالقول: "هناك أكثر من 100 الف عراقي سيكونون احياء اليوم، لو لم نذهب ونخلق الظروف لمثل هذا النزاع"، في اشارة إلى ما يجري اليوم في العراق.

وكان بلير دعا الأحد إلى تنحية خلافات الماضي والتحرك الآن لانقاذ المستقبل، "فحيث يقاتل المتطرفون يجب التصدي لهم بالقوة". لكن وزير الدولة البريطاني السابق للشؤون الخارجية اللورد مالوك براون نصح بلير بالسكوت، لأن حضوره في السجال الدائر حاليًا يدفع الآخرين إلى معارضة ما قد يكون ردًا لازمًا.

وقالت وزيرة التنمية الدولية السابقة كلير شورت، التي استقالت من حكومة بلير احتجاجًا على حرب العراق: "كان بلير مخطئًا على طول الخط".