استعرض عناصر من جيش المهدي التابع لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر سرايا السلام في العاصمة العراقية بغداد تلبية لدعوة من الصدر لحماية المساجد والمراقد الدينية والكنائس.


عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: استعرض أتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مدينة الصدر في العاصمة العراقية بغداد "سرايا السلام" التي كان الصدر دعا إليها على خلفية احتلال تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) لمحافظة نينوى في التاسع من شهر حزيران الجاري.

ويأتي هذا الاستعراض العسكري لجيش المهدي بعد سنوات على تجميد الصدر جيش المهدي الذي هو ميليشيا عقائدية تأسست نهاية عام 2003 عقب سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين ودخول القوات الأميركية للعراق.

وخاض معارك دامية ضد القوات الأميركية والعراقية جنوب العراق وفي مدينة الصدر شرق بغداد بلغت ذورتها في معركة "صولة الفرسان" التي قادها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضد عناصر جيش المهدي في محافظة البصرة (600 كم جنوب بغداد) في آذار عام 2008.

وكان الصدر اعتزل العملية السياسية منتصف شهر شباط الماضي وحل تياره وغلق جميع مكاتبه والتبرؤ من وزرائه في الحكومة ونوابه في البرلمان متفرغاً لدراسة العلوم الدينية. الا أنه بقي متواصلاً مع عدد من المقربين منه من رجال دين وبعض الكتاب والباحثين الذين قربهم منه منذ أكثر من عام.

ومنذ أن أعلن الصدر في الرابع عشر من شهر حزيران الحالي تأسيس سرايا السلام لحماية العتبات المقدسة والمساجد والكنائس شهدت محافظات عراقية ذات غالبية شيعية استعراضات عسكرية لعناصر من أتباع الصدر بملابس موحدة تحمل شارة سرايا السلام، بموازاة الاستعدادات للاستعراض الكبير اليوم في بغداد الذي استعرض فيه آلاف الشبان بالزي العسكري وآخر يحمل صورة العلم العراقي قوتهم في مسيرات راجلة وعلى سيارات اكتست باللون الرمادي العسكري.

كما حملت السيارات انواعا من الصواريخ والقاذفات، وحمل المستعرضون صوراً للسيد محمد صادق الصدر والد السيد مقتدى الصدر، ورسمت على الشوارع التي جرى فيها الاستعراض صور للعلم الاميركي، والعلم والنجمة الاسرائيلية، وردد المستعرضون أهازيج تتغنى بحب السيد مقتدى الصدر، وهي تعبر عن تلبيتهم لدعوته في تشكيل "سرايا السلام" والاستعراض.

وكان المرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني أفتى بالجهاد الكفائي ضد الارهاب في الثالث عشر من شهر حزيران الجاري لصد هجمات تنظيم داعش الذي هدد بالوصول الى بغداد وكربلاء والنجف ونحر الشيعة وهدم المزارات الشيعية فيهما.

وقد بلغ عدد الملبين لفتوى السيستاني نحو مليوني شخص متدربين على حمل السلاح، وقابلتها من جانب آخر فتاوى من متشددي فقهاء السنة بالجهاد ضد الحكومة العراقية ودعم داعش.

من جانب آخر تتزايد حالة الترقب تجاه الاستعدادات السياسية والعسكرية العراقية والدولية ضد تنظيم داعش الارهابي تسود في أحياء من العاصمة العراقية بغداد خاصة الشمالية منها وفي مناطق خارجها حالة من الخوف خاصة لدى النساء من وصول تنظيم داعش الى مناطقهم واغتصابهن.

فقد روى سكان من تلك المناطق لإيلاف عن تفخيخ بعض الاحياء في حزام العاصمة وحتى في مناطق وسطها ليلاً بالالغام وتفخيخ النساء لاجسادهن كي تنفجر بمن يقترب منهن من عناصر داعش، فيما اشترت بعض النسوة سم الزرنيخ لنفس الغرض.

وطلبت اخريات من أزواجهن اطلاق النار عليهن في حال سقوط مدينة بغداد بيد داعش.

ويحاصر الجيش العراقي والمتطوعون محافظتي نينوى وصلاح الدين منعا لتسلل عناصر داعش منها لمناطق اخرى فيما يقوم طيران الجيش باستطلاع وقصف مناطق تواجد داعش فيهما.

وفي بيجي الواقعة بين صلاح الدين ونينوى أكد مسؤول حماية مصفى بيجي العقيد علي القريشي أن “المصفى مؤمن مئة بالمئة وﻻ يمكن السماح للعصابات اﻻرهابية بتخريبه”.

وقال القريشي في تصريح صحافي إن” العناصر الأمنية المتواجدة في المصفى صدت جميع اﻻعتداءات اﻻرهابية على المصفى وبمساندة سلاح الطيران“.

وضمن التطورات السياسية واستعداداً لعقد اولى جلسات البرلمان العراقي الجديد أكد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي على ضرورة تقويم العملية السياسية في العراق عبر الدستور، مشددين على احترام رغبات جميع المكونات والتعاون لقلع "الارهاب" من جذوره.

وفق ما جاء في بيان للحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد لقاء بارزاني مساء (أمس) الجمعة في مصيف صلاح الدين في أربيل، رئيس المؤتمر الوطني أحمد الجلبي، مشيراً الى أنه جرى خلال اللقاء بحث الأوضاع السياسية والأمنية والأزمة التي يمر بها العراق بسبب "فشل" الجيش وسيطرة المجاميع المسلحة على مدينة الموصل.

وأضاف البيان أن وجهات نظر الجانبين كانت متطابقة حول ضرورة تقويم العملية السياسية في العراق عبر الدستور، وأن يتم احترام رغبات جميع المكونات وأن يتعاون الجميع لقلع الإرهاب من جذوره.

ويسعى خصوم رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي لمنع ترشحه لولاية ثالثة محملينه أسباب ماحصل في نينوى وصلاح الدين فيما يتهم المالكي خصومه بتسهيل دخول داعش للعراق لتحميله مسؤولية تردي الوضع الامني في البلاد.

وازدادت طلبات عدم ترشح المالكي حتى من ساسة شيعة وأميركيين وأوروبيين وتسرب من لقاء الرئيس الأميركي أوباما بكبار مستشاريه خلال اليومين الماضيين باشتراط توافق سياسي حقيقي في العراق وتشكيل حكومة وحدة وطنية لا تهمش أحداً من المكونات العراقية ليس بقيادة المالكي كشرط لتدخل عسكري أميركي محدود ضد عناصر داعش.