تفتح إيلاف هذا الملف لتفي فؤاد عجمي حقه، فهو لم يكن أكاديميًا عاديًا، بل كان الشيعي الذي أربك الممانعة العربية بمواقفه المتناقضة.


إيلاف من بيروت: مات فؤاد عجمي، الأكاديمي الأميركي من أصل لبناني، تاركًا وراءه إرثًا من الشتائم، التي وجهها إليه محور الممانعة العربية، على خلفية آرائه السياسية، التي شكلت لسنوات طويلة مادة حقيقية للخطاب الأميركي المحافظ، خصوصًا في الشأن الشرق اوسطي. فمن يعرف خفايا الشرق الأوسط اكثر من هذا اللبناني البروفيسور في السياسة، والخبير في العرب والعروبة ومآرب حكامها.

من يستطيع؟

يحمل عجمي في سيرته العلمية والأكاديمية تاريخًا من البحث العلمي في تاريخ الشرق الأوسط. وحين أراد شارلز هيل، العضو البارز في معهد هوفر والرئيس المشارك في مجموعة هوبرت وجين داويت عن الإسلام والنظام الدولي، التقديم لكتاب "التمرد السوري"، الذي ألفه عجمي، تساءل: "من يستطيع سوى فؤاد عجمي أن يصور هذه الحالة السورية الفريدة عبر العصور والطبقات ذات التعقيد السياسي الثقافي؟ فهذا الانتماء وتلك السيرة ربما يجعلان فؤاد عجمي بمنأى عن الاتهامات الجاهزة التي يمكن أن تجرها عليه هذه القراءة الشفافة، الشديدة الجرأة والوضوح التي يقدمها للواقع السوري الذي أنجب الثورة، والتي قد تصطدم تصادمًا عنيفًا، مع رومانسية وطنية ينظر فيها الكثير من المثقفين أو غير المثقفين المنضوين تحت لواء الثورة السورية الحالية، حين يرون أن حكم بشار الأسد لم يكن حكمًا علويًا طائفيًا خالصًا، وأن الشبيحة ينتمون لكل الطوائف، وأن الطائفة الكريمة بريئة من آثام هذا النظام، ماضيًا وحاضرًا".

الشيعي المربك

وعجمي شيعي من جنوب لبنان، يرى فيه شيعة المقاومة الاسلامية، أي حزب الله، نموذجًا للشيعي "العميل للمخططات الأميركية الاسرائيلية"، بالرغم من ان عجمي كان اكثر المروجين لحرب أميركية على نظام صدام حسين، ولرئاسة نوري المالكي لحكومات العراق ما بعد الحرب الأميركية في العام 2003.

وهذا الشيعي يربك الممانعين. فكيف يكون في صف المالكي ويقول في الثورة السورية ما لم يقله مالك في الخمرة: "هناك قوة لا تقاوم اصطدمت بشيء لا يمكنها تحريكه، لم يستطع النظام أن يخيف السكان، والناس لم يستطيعوا التخلص من هذا النظام المتغلغل الذي بناه الأسد الأب، كأكثر دولة أمنية مخيفة في الشرق العربي، فأراد شعب ذو كرامة شيئًا أكثر من هذا النظام الكئيب القائم على الديكتاتورية والنهب".
&

ولأن عجمي أكبر من أن تضمه مقالة واحدة، هذا ملف من "إيلاف" يفيه حقه.

وفاة المفكر الليبرالي المحافظ فؤاد عجمي
فؤاد عجمي مندداً بالنافخين في نار التطرّف: من نصبكم سفراء للإسلام؟

فؤاد عجمي الذي استهدفه الممانعون وما اكترث

فؤاد عجمي مندداً بالنافخين في نار التطرّف: من نصبكم سفراء للإسلام؟
عجمي يقيّم أوضاع العالم العربيّ من المحيط إلى الخليج(1-2)
الليبراليون الأميركيون:العرب يفتقرون إلى جينة الحريّة


&