تبين أن قوى الأمن تمكنت من اكتشاف خلايا نائمة في لبنان، قبل تنفيذ أعمال إرهابية كبيرة، خاصة في الانفجارات الثلاثة الأخيرة، ولكن هذا التقدم أمنيا، لم يكن ليتحقق لولا تعاون الأجهزة الأمنية الغربية والدولية مع اللبنانية.


بيروت: تمكنت القوى الأمنية اللبنانية في الفترة الأخيرة من الامساك بأطراف الخيوط، في ما يخص التخطيطات الارهابية التي تهدد البلاد، فنجحت بإحباط تفجيرات، كانت ستتسبب بكوارث إنسانية لو نفذت كما هو مخطط لها.&
يقول النائب طوني أبو خاطر (القوات اللبنانية) &لـ"إيلاف" إن المحاولات الإرهابية السابقة كانت تؤدي إلى جرائم وفظائع أكبر، وتودي بحياة العشرات، أما اليوم فمن خلال الأمن الوقائي، واكتشاف الخلايا النائمة قبل أن تفجر نفسها يتم استدراك هذا الموضوع.
ويعتبر هذا الأمر بالنسبة لأبو خاطر إشارة جيدة، من ناحية تقدم القوى الأمنية، التي برهنت أنها تنسّق في ما بينها، "فعندما يواجه البلد مخاطر كالتي يواجهها اليوم، يجب أن تكون القيادة واحدة".

نشاط الداخلية
ويوافق أبو خاطر الرأي، النائب أمين وهبي (المستقبل) الذي اعتبر في حديثه لـ"إيلاف" أن هناك تنسيقا بين الأجهزة الأمنية في لبنان، ووزير الداخلية نشيط ويتابع وقد خلق جوًا من التواصل بين الأجهزة الأمنية وعزز التعاون في ما بينها، ما ساعد في ملاحقة خيوط الشبكات الإرهابية، وتنفيذ عمليات استباقية ضدها قبل أن تقوم بعمل تدميري، وقد خسرت الأجهزة الأمنية عددا من الشهداء في هذه العمليات.&
وقد برهنت الأجهزة الأمنية بحسب وهبي أن الأجهزة هي الأفعل والأضمن، من كل أشكال الأمن الداخلي، والكلام موجه إلى حزب الله تحديدًا.
&
الأجهزة الغربية
يعتبر أبو خاطر أن الإرهاب ليس محلياً، ما يستدعي اهتمام جميع الأطراف، الغربية والشرقية والمحلية والإقليمية، والتنسيق موجود في ما بينها جميعا.
ويرى في هذا الصدد أن هناك تعاونًا وتبادل معلومات دائما، كما يحصل على الصعيد الداخلي تقاطع معلومات بين الأجهزة الأمنية ما يؤكد فرضية وجود خلية أو ينفيه.
وهذا يساهم في تعقب حركة العناصر الخطيرة والمطلوبة من دولها، من خلال محاصرتها.
&
الحماية الدولية
ولدى سؤاله هل لايزال لبنان تحت غطاء الحماية الدولية؟ قال أبو خاطر إن "لبنان يتميز عن سائر المناطق بتعدديته، وهذا يعطيه مناعة من جهة، ولكن يجعله مستهدفًا من جهة أخرى، فالغطاء الدولي موجود، لكن الغطاء الأكبر تبقى إرادتنا في معرفة كيف نتصرف خلال هذه المرحلة مع وجود قناعة راسخة بضرورة حماية لبنان".
أما النائب وهبي فيرى أن على لبنان أن يكون في الأساس تحت مظلة حماية اللبنانيين، وهؤلاء إذا ما حزموا أمرهم يمكن أن يؤمنوا حمايته بشكل استثنائي.
وأضاف "إذا كنا نريد أن نحمي لبنان من مخاطر الإرهاب وما تمثله داعش وغيرها، يجب أن يذهب اللبنانيون مباشرة إلى انتخاب رئيس للجمهورية، ولملمة شأنهم، وعدم السماح بالتدخل الخارجي، وتحديدًا يجب على حزب الله الخروج من سوريا، وضبط الحدود بالاتجاهين".
&
تنسيق الأجهزة
وعن اكتشاف الخلايا الارهابية باكراً، والتنسيق بين الأجهزة الأمنية، قال الكاتب والإعلامي نبيل بو منصف لـ"إيلاف"، إن النتائج كانت واضحة من خلال اكتشاف الانتحاريين، وهذا أمر مهم يدل على بداية مختلفة في عمل الأجهزة الأمنية، الذي كان يطبعها في السابق موضوع التنافس والتسابق بشكل غير احترافي أو مهني. وهو الأمر الذي أشار إليه الجميع، كسياسيين وإعلاميين ومجتمع مدني ولبنانيين، في الأسبوع الأخير.
ولكن، يضيف بو منصف، علينا أن نكون حذرين في مقاربة هذه البداية، وأن لا ننام على حرير، طالما تستمر التحديات ومعركة الأجهزة الأمنية مع الخلايا والشبكات الإرهابية.
وإن لم يستمر التنسيق انطلاقا من عقيدة أمنية واحدة أي حماية البلد، ليس مستبعدًا كبلد مثل لبنان أن نشهد ملامح تنافس وتوظيف سياسي.
ويلفت بو منصف إلى أنه لا يجب التقليل من أهمية الأجهزة الأمنية اللبنانية، ولكن لا شك أن هناك تعاونا بين الأجهزة الغربية والمحلية، من خلال تزويدها بمعلومات مخابراتية.
&