&

&
اصبح اكمل الدين احسان اوغلو، وهو في السبعين من العمر، يجسد وبشكل غير متوقع الامل الاخير للمعارضة التركية. فقد اسندت لهذا المفكر الاسلامي مهمة غير سهلة، وهي قطع طريق الرئاسة على رجل البلاد القوي رجب طيب اردوغان.

&
أنقرة: عندما اعلن حزبا المعارضة الرئيسيان في تركيا اسم مرشحهما الذي سينافس رئيس الوزراء في الانتخابات المقررة في 10 و24 اب/اغسطس سادت حالة من التشكك والاستغراب.
&
اذ كيف يمكن اختيار اكمل الدين احسان اوغلو المفكر الاسلامي المعروف بالتزامه الديني للدفاع عن العلمانية في مواجهة "النزوع الاسلامي" لاردوغان الكاريزماتي الواسع الشعبية ؟.&
&
لكن في ظل الاجواء السياسية المتوترة والمسمومة التي تعيشها تركيا منذ اشهر، بات زعيما حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديموقراطي) وحزب الحركة القومية على قناعة بأن احسان اوغلو هو الرجل المناسب لهذا الموقف.
احسان اوغلو نفسه قال "لا نريد تركيا منقسمة يسودها التوتر لكن تركيا تنعم بالسلام". واكد زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار اوغلو "انه رجل حكيم قادر على جمع كل اطياف مجتمعنا".
&
الصحف المعارضة للنظام الاسلامي المحافظ الذي يحكم البلاد بلا منازع منذ 2002 رحبت ايضًا باستراتيجية "البرمجة المضادة" هذه. وقال مراد يتكين رئيس تحرير صحيفة حرييت ديلي نيوز الصادرة بالانكليزية إنه "قرار تكتيكي ذكي".
الا أن ترشيح اكمل الدين احسان اوغلو ابعد كثيرًا من أن يكون موضع اجماع. الشريحة الاكثر علمانية في المعارضة استنكرت ان يمثلها هذا الرجل اللطيف الوجه ذو الشارب الابيض والنظارة الرقيقة.
&
هذه الانتقادات طالت خصوصًا مسيرة والده احسان افندي الابن لأسرة شديدة الورع من يوزغات بوسط الاناضول، الذي غادر تركيا عام 1924 في اوج علمانية كمال اتاتورك لتعلم اصول الفقه ثم تدريسه في الازهر الشريف في القاهرة، حيث ولد ابنه اكمل الدين عام 1943.
لتهدئة الجدل، كرس احسان اوغلو مداخلاته الاولى للتشديد على ضرورة "فصل الدين عن السياسة".
&
وقال هذا الاسبوع "السبب الرئيس لمشاكل العالم الاسلامي اليوم هو اقحام الدين في شؤون الدولة" مؤكدًا على مسيرته المعتدلة خلافًا لمسيرة اردوغان.
&فبعد حصوله على دكتوراه في العلوم عام 1974 في انقرة اسس البروفيسور احسان اوغلو اول كلية لتاريخ العلوم في جامعة اسطنبول. مارس احسان اوغلو، الذي وضع العديد من المؤلفات، التعليم لسنوات طويلة وحتى في جامعات اوروبية مثل ميونيخ (المانيا) واكستير (بريطانيا).
&
لكنه لم يصبح معروفًا للعامة الا عام 2004 عندما تولى الامانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي بدعم من حكومة اردوغان. وطوال تسع سنوات فرض اسلوبه الدبلوماسي وخاصة من اجل الدعوة الى الحوار بين الاسلام والعالم المسيحي.
&
اكتسب احسان اوغلو ايضًا خبرة من مواجهته الاولى مع اردوغان. ففي عام 2013 ندد رئيس الوزراء التركي بـ"سلبية" المنظمة بعد أن عزل الجيش المصري حليفه الاقليمي محمد مرسي.
وان كان الجدل لم يتجاوز هذا المستوى الا أن العديد من المحللين لا يثقون كثيرًا في مرشح للمعارضة اعترف بنفسه العام الماضي في الصحف بأنه سيكون "متواضعاً كسياسي".
رئيس معهد كوندا الخاص للابحاث ترهان ارديم اعتبر أن "اختيار مرشح يقول انه يشارك اردوغان الهوية سيكون من شأنه انتخاب رئيس الوزراء من الجولة الاولى".