طرح رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون مبادرته الانتخابية للرئاسة ومشى، وبقيت آثارها وتداعياتها مدوّية لدى الكثيرين الذين يرون أنها ضد الطائف وشعبويّة، ولا يمكن تطبيقها قانونيًا.


بيروت: المبادرة التي أطلقها رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون أخيرًا من أجل الانتخابات الرئاسية تقتضي بالقيام بانتخابات مباشرة للرئيس من قبل الشعب، وهي تنطلق كمرحلة أولى من أصوات المسيحيين قبل الانتقال الى مرحلة ثانية على المستوى الوطني، وهي في صيغتها لا تختلف كثيرًا عن مضمون القانون الارثوذكسي ولكن بصورة منقّحة تتلاءم مع الاستحقاق الرئاسي.

رسالة لتيار المستقبل

وفي حين يتريّث حزب الله في اتخاذ موقف من مبادرة عون لدراستها أولاً، يقول وزير الشؤون الإدارية نبيل دو فريج لـ"إيلاف" إن مبادرة عون ضد الطائف شعبوية، وهي رسالة لتيار المستقبل&تخيّره بين&انتخاب عون أو الخراب في البلد، وبحسب دو فريج هي مبادرة من شخص ينازع.

ويلفت دو فريج إلى أن عون يسعى في كل مرة إلى شعار يدّعي فيه أنه يحمي حقوق المسيحيين، ويتساءل "كيف سيحمي حقوقهم إذا ما انتخب رئيسًا للجمهورية مع تطبيق اتفاق الطائف، ولماذا أراد الترشح لرئاسة الجمهورية التي لا تعطي صلاحيات، عليه بدل ذلك أن يسعى حقيقة إلى تأمين صلاحيات المسيحيين، وهو بمبادرته قام بإضعاف الصلاحيات، من خلال قانون شبيه بالارثوذكسي، وهذا يمكن أن يوصل إلى المثالثة وهي تعني إضعاف المسيحيين".

ويؤكد دوفريج أن مبادرة عون غير قابلة للتطبيق، لأن عون يعتقد أن الغاية من التقارب مع تيار المستقبل الوصول إلى سدة الرئاسة، وقد نسي عون كيف كان يخوِّن تيار المستقبل ويدّعي أنه فاسد، ويقول إنه كان يموّل المتطرفين، ويهدف إلى تخريب البلد إقتصاديًا، وفي لحظة رئاسية أصبح تيار المستقبل بالنسبة لعون المخلّص، والمنقذ.

مصير عون والمستقبل

عن التقارب بين عون والمستقبل ومصيره يقول دو فريج: "بعد تصريح أمس لم يعد معروفًا أين أصبح هذا التقارب لكن الأكيد أن تيار المستقبل على أيام رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، كان يجتمع مع خصومه أكثر من حلفائه، ولا مشكلة لنا بالاجتماع اليوم مع عون، لكن غايتنا استقرار البلد، بينما غاية عون الرئاسة فقط.

بحاجة لدراسة

أما النائب باسم الشاب ( المستقبل ) فيؤكد لـ"إيلاف" أن المبادرة بحاجة إلى دراسة، ولكن يبدو أنها غير قابلة للتطبيق، ويتساءل الشاب لماذا الحديث عن هذا الأمر اليوم وليس منذ&ثلاث سنوات مثلاً، ما يطرح علامات استفهام بحسب الشاب حول هذه المبادرة والغاية الأساسية منها.

ويضيف أن توقيتها يدعو إلى الشكوك والشبهة، ويعتقد الشاب أن المبادرة مدخل لتقسيم البلد، فالارثوذكسي سوف يختار طائفته، والماروني أيضًا، وكذلك المسلم، وهو أمر غير قابل مبدئيًا للتطبيق.

المبادرة في القانون

قانونيًا يقول الخبير القانوني الدكتور صلاح حنين لـ"إيلاف" إنه من غير الجائز أن يطرح انتخاب رئيس للجمهورية من قبل الشعب مباشرة اليوم، لسبب بسيط وهو أن المجلس النيابي يعتبر هيئة انتخابية لا تشريعية، وتكمن مهمته الأساسية&في الذهاب لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.

كما قال حنين: "دستوريًا هذا الطرح يفرض تطبيق المادة 95 من الدستور من جهة المضي في إلغاء الطائفية والطائفية السياسية، مشيرًا إلى أن هذه الآلية إذا ما تم اعتمادها تحتاج إلى فترة طويلة بهدف المضي في إقرار القوانين الضرورية لإلغاء الطائفية السياسيّة في لبنان".