&قال عبد الحليم خدام لـ"إيلاف" إنه حذر من وصول سوريا إلى ما وصلت إليه اليوم، لكنّ أحدًا لم يستمع إلى تحذيره، واكد أن المعارضة قادرة على إسقاط النظام في شهرين، إن حصلت على سلاح نوعي.


ليال بشارة من باريس: لم يفاجأ عبد الحليم خدام، النائب السابق للرئيس السوري بشار الأسد، والذي انشق عن النظام السوري، بالتطورات الميدانية التي حدثت في سوريا ولبنان والعراق. وقال في لقاء خاص مع "إيلاف" إنه منذ أن أعلن إنشقاقَه عن النظام وجّه رسائلَ لعدد من المسؤولين العرب، شرح فيها خطورةَ الوضع في سوريا. وقال: "سوريا ستنفجر، والنار لن تقف عند الحدود السورية، وسوريا ستصبح ملاذًا للمتطرفين من كل العالم العربي والإسلامي، لكنّ أحدًا لم يأخذ بهذا التنبيه".&
يرى خدام أن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام يخدم النظام في سوريا، "لأنه لا يقاتل النظام، بل يقاتل الجيش الحر والشعب السوري"، وأكّد أن الأسد ونظامه يسقطان في شهرين إذا أُعطيَت المعارضة السورية سلاحًا نوعيًا ولو بكميات ليست كبيرة، وإذا ساهمت الدول العربية والغربية في توحيد المجموعات السورية المعارضة.&
&
وفي ما يأتي متن الحوار مع خدام:&
&
&مرت أكثر من ثلاث سنوات على بدء النزاع السوري، فكيف تقيّمون ما يحدث في سوريا؟
&لم أفاجأ بالتطورات التي حدثت في سوريا ولبنان والعراق، لأنني منذ أن أعلنت إنشقاقي وجهت رسائل لعدد من المسؤولين العرب، شرحت فيها خطورة الوضع في سوريا وقُلتُ سوريا ستنفجر، والنار لن تقف عند الحدود السورية، وسوريا ستصبح ملاذًا للمتطرفين من كل العالم العربي والإسلامي، لكنّ أحدًا لم يأخذ بهذا التنبيه. &
&
سلّموا العراق لإيران!&
&ماذا حصل؟
&بعد مرور عامين على الثورة السورية، لم يكن هناك متطرفون، لكن في السنة الثالثة بدأت تظهر تنظيمات متطرفة مثل تنظيم الدولة الاسلامية. كنا طالبنا المجتمع العربي والغربي بإتخاذ إجراءات تدعم المعارضة السورية، لتمكينها من إسقاط النظام والتطرف، لكن في مقابل ذلك، دعت الجامعة العربية للتوصل إلى حل سياسي، في وقت كان فيه بشار الأسد يذبح ويُدمر ويُهجر الناس. الموقف العربي يُنادي بالعمل لتحقيق حل سياسي، فمن يستطيع أن يتصور أن السوريين يستطيعون أن يتعايشوا مع هذا النظام الذي ارتكب هذه الجرائم. وبالتالي، الوضع في سوريا انتقل إلى العراق.&
منذ الحرب الأميركية على العراق، بدأت حالة تؤشر إلى مستقبل أسود، ذلك أن الأميركيين بعد احتلال العراق اتخذوا قرارًا بحل الدولة العراقية وحل الجيش العراقي وحل حزب البعث العراقي، وسلموا العراق للتنظيمات الإسلامية الشيعية الموالية لإيران. سلّموا العراق لإيران. وعندما استلمت إيران العراق وضعت يدها على سوريا والعراق ولبنان.&
&
&في سوريا، قامت ثورة ضد النظام السوري وإيران والموقف الروسي. فماذا حصل في العراق؟
ثمة فصيل متطرف دخل على الخط، وهناك عشائر تعرضوا للاضطهاد، وحُرموا من حقوقهم، فقاموا بالثورة دفاعًا عن أنفسهم وحقوقهم ومستقبلهم، فتمت تغطية ثورتهم بالتذرع بداعش. ولن ينتهيَ هذا الوضع إلا إذا سقطت إيران، لكنها لن تسقط في العراق. بالمقابل، تعمل على تقسيم العراق، دولة للأكراد ودولة للشيعة ودولة للسنة، وهذا أخطر ما يهدد العراق والعالمين العربي والإسلامي.
&
داعش تخدم الأسد
يقال إن داعش صنيعة النظام السوري. ماذا تقول؟&
داعش تخدم النظام في سوريا، لأنها لا تُقاتله بل تقاتل الجيش الحر والشعب السوري. نستطيع القول إنها بالفعل تخدم مصالح النظام وتلتقي معه. وهذا ما يجب الانتباهُ له والتعاملُ معه، لذلك طالبنا بتقديم مساعدات عسكرية، طالبنا فقط بمساعدات عسكرية، أي إعطاء المعارضة السورية أسلحة نوعية، وهي تستطيع أن تتحمل مسؤولية تحرير سوريا من النظام والتطرف. لكن للأسف، هذا لم يحدث بل استُبدل بتقديم مساعدات لتنظيمات فردية. الشعب السوري لن يستطيع أن ينتهي من هذه الأزمة إلا عبر وحدة السوريين والمعارضة بكل أطيافها، ليس عبر الائتلاف والمجلس الوطني. بشار يحارب الشعب السوري موحدًا بجيشه وبمؤيديه من طائفته، وبالمقابل هناك معارضة منقسمة. في هذا الإطار، ناشدنا الدول العربية على العمل لعقد مؤتمر وطني شامل لكل أطراف المعارضة التي تنادي بتغيير النظام، من أجل دراسة الأزمة السورية ووضع إستراتيجية جديدة، وبالتالي تنمية وتقوية قوى المعارضة ودفعها لتحمل مسؤولية تحرير سوريا من التطرف ومن النظام السوري القاتل، لكن من دون نتيجة.&
&
وما هو الحل؟
المسار الذي تسير فيه الجامعة العربية والمجتمع الغربي لن يؤديَ إلى نتيجة. الحلّ يكمنُ في إنقاذ الشعب السوري من النظام السوري، وجعل سوريا قاعدة لإسقاط النظام في إيران. اليوم، هناك تحالفٌ قويٌ بين إيران وروسيا والنظام السوري، وإيران تسيطر على لبنان والعراق وسوريا. في العراق، انفجرت الأزمة، وهنا أؤكد على أنه لا يجب التخلي عن عشائر العراق بل يجب التعامل معها بشكل مختلف عن تطرف داعش. العالم العربي على مفترق طرق. إما أن يُكْسَرَ التحالف الإيراني الروسي مع النظام السوري، وإما أن تُتْرَكَ الأمورُ تسيرُ بشكل عشوائي، وهذا سيشكل كارثة لجميع الدول العربية في المشرق والمغرب. &&
&
المسؤولية الأميركية
& لكن لا حل يُرضي إيران في سوريا!
مصلحةُ إيران الأولى هي في أن ينتصر النظامُ السوري نظرًا لتداعيات الأزمة السورية على لبنان والعراق. هذه قناعتي اليوم، فإذا خسرت إيران سوريا وتحولت بالمقابل سوريا إلى ملاذ للتطرف، فسيطال ذلك لبنان والعراق واليمن. وهذا ما بدأ فعليًا.&
الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية. فحتى الآن، الولايات المتحدة تدعم نوري المالكي. لماذا؟ هل بسبب داعش؟ المؤكد اليوم أن المالكي لا يستطيع أن يُحَاربَ داعش، التي &جاءت من الخارج، وكانت إيران والعراق معبريها إلى سوريا، لذلك تجدون أن داعش لا تُهاجم إيران.&
&
&هل التقيت موفدين إيرانيين لبحث الأزمة السورية؟
ليست لديَّ أية صلة بإيران، لا من قريب ولا من بعيد. كنت أنصح بعضَ السوريين الذين تربطهم علاقات بإيران أن الطريق الذي تسلُكه طهران مدمرٌ لسوريا ولبنان والعراق. &

متمسكة ببشار&
هل إيران متمسكة بالنظام السوري أو ببشار الأسد؟
&إيران متمسكةٌ ببشار الأسد كتمسكها بمرشدها الأعلى علي خامنئي. والسبب هو أن بشار وحده الآن الذي يستطيع أن يُمْسكَ بالوضع في سوريا لأن غالبيةَ الجيش والطائفة العلوية معه، ولأن الموقف العربي والدولي ليّن. الموقف الأميركي من الشعب السوري مختلفٌ تمامًا عن الموقف الروسي من بشار الأسد. فروسيا تُقدّمُ كلَّ شيء لبشار، من عتاد وسلاح، بالمقابل تنادي الولايات المتحدة بالحل السياسي، وهنا تكمن المعضلة. كيف يُمكنُ تصورُ حل سياسي بين فريق يملك القوة وفريق لا يملك إلا القناعة و الإيمان بحقه؟&

هل النظامُ السوريُ متماسكٌ كما يبدو في العلن؟
&النظام السوري هو الأقوى، أما عناصر الضعف فهي من نصيب الشعب السوري. لكن إذا أُعْطيَت المعارضة السورية سلاحًا نوعيًا ولو بكميات ليست كبيرة، وساهمت الدول العربية في توحيد المجموعات السورية المعارضة، وأوقفت تعامُلَها مع مجموعات منفردة، أقولُ إن بشار ونظامه في سوريا يسقطان في غضون شهرين.
&