أكدت مصادر أمنية عراقية هروب المرجع الشيعي محمود الحسني الصرخي من منزله في مدينة كربلاء إثر قصف طائرات لمقراته ومداهمة مكتبه ومنزله وقتل عدد من الحراس ووقوع مواجهات بين انصاره وقوات الامن ادت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى وذلك إثر رفضه فتوى السيستاني بالتطوع لقتال مناهضي الحكومة.


لندن: أشارت مصادر عراقية إلى أنّ قوة أمنية دهمت منزل المرجع الشيعي السيد محمود الحسني الصرخي في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) بعد قصف مقراته بالطائرات وقتلت العشرات من انصاره لكنه استطاع الهرب والتوجه إلى جهة مجهولة. واكدت العثور على حواسيب وأسلحة وذخائر في منزله بالاضافة إلى أسماء وبيانات عن أتباعه وتمت مصادرتها.

وفي وقت سابق اليوم، اندلعت مواجهات مسلحة بين مسلحين من انصار المرجع الحسني الصرخي في كربلاء والقوات الامنية في المحافظة ما ادى إلى سقوط العشرات بين قتلى وجرحى في الاشتباكات التي استخدمت فيها المروحيات.

كما دهمت قوات خاصة تابعة لمكتب رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مكاتب الصرخي في محافظتي كربلاء (110 كم جنوب بغداد) والديوانية (180 كم جنوب بغداد) بعد رفضه فتوى المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني بالتطوع لقتال ثوار العشائر والمجموعات المسلحة الأخرى التي تقاتل قوات الحكومة. وتؤكد مصادر عراقية سقوط 41 شخصا بين قتيل وجريح واعتقال اكثر من 55 فردا من انصار المرجع.

وقد اندلعت المواجهات المسلحة بين عناصر الأمن وبين أتباع المرجع الصرخي اثر محاولة قوة أمنية اقتحام مقرة في مدينة كربلاء فتصدى لها انصاره ليلة امس.

وكانت صدامات مشابهة بين أنصار الصرخي والقوات العراقية قد وقعت في عام 2006 اثر مهاجمتهم القنصلية الإيرانية في مدينة البصرة جنوب البلاد وذلك بعد برنامج للتلفزيون الإيراني وجه انتقادات للصرخي وقام المهاجمون آنذاك برمي الحجارة على القنصلية وإضرام النار في مقرها.

وكان الصرخي قد أعلن مؤخرًا رفضه فتوى المرجع السيستاني حول وجوب قتال المسلحين الذين يواجهون الحكومة في مناطق مختلفة من العراق وخاصة منهم ثوار العشائر.

من جانبه قال الموقع الإعلامي الخاص بالصرخي أن مداهمة مقره في كربلاء جاءت نتيجة لمواقفه الوطنية موضحا أن قوات الجيش قامت باستفزاز الموجودين في المقر كما دهموا مسجدا وحسينية تابعة له واصفا هذه الاعمال بأنها تصرفات مليشياوية نتيجة لمواقف الصرخي الرافضة للتقسيم والطائفية التي قتلت أبناء الشعب العراقي وموقفهم هذا دليل فشلهم وعدم صمودهم تجاه المواقف الوطنية التي تكشف عمالتهم للدول الاخرى التي لا تريد غير الشر والدمار للعراق والعراقيين.

وأكد أن جموعا غفيرة من أنصار الصرخي تدفقت من جميع مناطق كربلاء للذود عن حرمة ومقام المرجعية. وكان طيران الجيش قد نفذ طلعات مكثفة فجر اليوم في اجواء كربلاء وفوق منطقة حي الامام علي الذي يقع فيه مقر المرجع الحسني.

وقد فرضت السلطات الامنية في كربلاء صباح اليوم حظرا للتجوال في المدينة في اعقاب المواجهات المسلحة بين اتباع الصرخي وقوات الامن التي شنت صباح اليوم حملة مداهمات واعتقالات بين صفوف اتباع الصرخي حيث رفض مسلحوه تسليم جرحاهم إلى سيارات الاسعاف خشية اعتقالهم.

وتشهد مدينة كربلاء منذ عدة ايام مشاحنات بين اتباع المرجع الصرخي والقوات الامنية بسبب توجهات الصرخي المناهضة للحكومة. والمرجع الصرخي هو محمود بن عبد الرضا بن محمد الحسني الصرخي المعروف بعلاقاته المتوترة مع المراجع الشيعية في محافظة النجف منذ ظهوره عقب العام 2003 وإعلان نفسه مرجعاً دينياً بمرتبة آية الله العظمى.

واختفى الصرخي منذ عام 2004 عقب محاولة القوات الأميركية إلقاء القبض عليه في محافظة كربلاء لاتهامه بقتل عدد من جنودها كما وقعت خلال السنوات الماضية اشتباكات محدودة بين أنصاره والأجهزة الأمنية في عدد من المحافظات الجنوبية بسبب الخلافات بين المرجعيات والصرخي بشأن الدعوة المهدوية التي يطلقها.

ومحمود الحسني الصرخي (1964) هو أحد مراجع الشيعة ولد في مدينة الكاظمية في بغداد ونشأ فیھا وقد أكمل دراسته الأكاديمية وتخرج&في كلية الهندسة (القسم المدني) جامعة بغداد في عام 1987.

ودخل السید محمود الحسني الصرخي الحوزة العلمية في النجف عام 1994 وهو من طلبة المرجع محمد محمد صادق الصدر والد مقتدى الصدر وهو من الذين قرروا بحث الصدر الثاني الأصولي وكان اسم التقرير مبحث الضد وحالات خاصة للأمر.