لندن: أعلن رئيس البرلمان العراقي المنتهية ولايته أسامة النجيفي سحب ترشحه لرئاسته في دورته الجديدة الحالية، مؤكدًا انه يقدم على هذه التضحية استجابة لدعوات قادة التحالف الشيعي، الذين اوضحوا له أن المالكي ربط عدم ترشحه لولاية ثالثة بتخليه هو ايضا عن الترشح .


إخراج العراق من محنته الحالية يتطلب تضحيات&
وقال النجيفي في رسالة الى الشعب العراقي مساء اليوم انه "إدراكا منا لثلاثِ حقائقَ كبيرةٍ جليةٍ اولاها أن الوطنَ لا يبنيه ولا يحميه الا رجالُه الأباةُ الزاهدون وأن تاريخَه لا يكتبُه الا الثابتون على قيمِه العليا ومُثلِه الاسمى، وثانيتُهما أن المنعطفاتِ التاريخيةَ تختبرُ معادنَ الرجالِ فتستدلُ الشعوبُ على قويِهم وضعيفِهم وثابتِ جنانِهم، فلا تلبثْ الا أن تنزلَ القويَ الثابتَ الجنانِ منزلةَ الذكرِ الطيبِ وترمي الضعيفَ المتهالكَ الى وِهادِ النسيان، وثالثتُهما أن اخراجَ العراقِ من محنتِه القاسيةِ الحاليةِ يتطلبُ قدرا كبيرا من التضحيةِ من اجلِه، وتقديرا منا لما ابداه الشركاءُ الشرفاءُ من مواقفَ طيبةٍ على صعيدِ انقاذِ العمليةِ السياسيةِ مما يحيقُ بها من مخاطرَ قد تودي بها الى نهايةٍ مؤسفة، وتخليصِ الوطنِ من علةِ عُللِ الازماتِ التي مر ويمرُ بها الوطنُ ومن اجلِ محقِ اعذارِ وحججِ اللاهثين وراءَ الكراسي والمناصب، اعلنُ عن سحبِ ترشحي لرئاسةِ مجلسِ النوابِ في دورتِه الجديدة، متمنيا لمن سيتبوأ هذا المنصبَ التوفيقَ والسدادَ لخدمةِ الشعب، ومجددا العهدَ لشعبي العظيم باني سأكونُ جنديا لخدمتِه في أيِ مضمارٍ يشرفني به ومحاربا لاجلِ كرامتِه وعزتِه وشرفِه وعرضِه ومالِه حيثُما يلزمُ الامر."
وأضاف انها لحظةٌ تاريخيةٌ هذه التي أخاطبُكم فيها وأنا أستحضرُ أعمقَ مافي تاريخِنا العربيِ الاسلامي من قيمِ الصدقِ والشجاعةِ والإيثار، ممتزجةً بالمعاني النبيلةِ المستمدةِ من بركةِ هذا الشهرِ الفضيلِ حيثُ تتطهرُ الأنفسُ وتسمو لتعانقَ المعنى المقدسَ الذي تمنحُه الرسالةُ الاسلاميةُ السمحاء". وقال "انها لحظةُ تطابقِ القولِ مع الفعل، حينَ تعزُ التضحيةُ وتتطلبُ رجالا من نمطٍ خاص، رجالا يضعونَ اللهَ جلَ في علاه نصبَ أعينِهم وهم يَقدِمون على امرٍ أولُه التضحيةُ من اجلِ الشعبِ وآخرُه الالتحامُ الصادقُ الذي يحققُه المعنى النبيلُ لترجمةِ الموقفِ الى قرار".
واشار الى انه خاض وائتلافه متحدون للاصلاح الانتخاباتِ الاخيرةَ التي جرت في 30 نيسان (ابريل) الماضي "تحت لافتةِ التغييرِ الذي طالبتُم به ، وحققنا تأييدَكم ومؤازرتَكم بنسبةِ أصواتٍ أثلجت قلوبَ الأصدقاءِ واغاظت من في قلوبِهم مرض، وجاءت لحظةُ الاستحقاقاتِ الانتخابيةِ التي أقرها الدستورُ ، في الترشيحِ للرئاساتِ الثلاث، ومن حقِنا كمكونٍ (سني) واستحقاقٍ انتخابي أن نتسنمَ رئاسةَ مجلسِ النوابِ في دورتِه الجديدة، ولكن الوفاءَ للشعبِ والوفاءَ لمطالبِ وحقوقِ المحافظاتِ المنتفضةِ جعلنا نصرُ على عدمِ المشاركةِ في حكومةٍ يرأسُها السيدُ المالكي، وطالبنا بالتغييرِ وعَمِلنا مع أطرافٍ في التحالفِ الوطني والتحالفِ الكوردستاني من اجلِ تغييرِ رئيسِ الوزراءِ كبدايةٍ لتغييرِ سياساتٍ قادت بلدَنا العزيزَ الى أزمةٍ تلو اخرى حتى اصبحَ العراقُ مهددا بالتقسيمِ والضياع".
واشار الى انه "في كلِ هذا كان الهدفُ المعلنُ هو خدمةُ أهلِنا الذين عانوا من الإقصاءِ والتهميشِ وعدمِ التوازنِ بل أنهم أصبحوا نازحينَ ومهجرينَ وملاحقينَ دونَ قدرةٍ حقيقيةٍ على التمييزِ بينَ المواطنين الأبرياء وبين المجاميعِ الإرهابيةِ المجرمة" .
&
التغيير أصبح مطلبا&
وقال النجيفي في رسالته الى العراقيين "اليوم حانَ وقتُ قطافِ نتائجِ جهدِنا، فقد اصبحَ التغييرُ مطلبا لأطرافٍ مهمةٍ وفاعلةٍ في التحالفِ الوطني وأصبحَ مطلبا رئيساً للتحالفِ الكوردستاني، حتى بات السيدُ المالكي مدركا أن لا مناصَ من ترشيحِ رئيسٍ جديدٍ لمجلسِ الوزراءِ فما كان منه الا الإصرارُ على ربطِ خروجِه من رئاسةِ مجلسِ الوزراءِ وعدمِ ترشيحِه لولايةٍ ثالثةٍ بموافقتي على عدمِ الترشيحِ لرئاسةِ مجلسِ النوابِ الجديد، وبرغمِ ما في الطلبِ من غرابةٍ وخروجٍ عن المنطقِ، فإنني أعلنُ امامَ شعبي العراقي الكريم، فأقول: إنني اقدرُ عاليا طلباتِ الأخوةِ في التحالفِ الوطني (الشيعي) الذين يرون أن المالكي مصٌر على التمسكِ برئاسةِ مجلسِ الوزراءِ في حالةِ ترشيحي لرئاسةِ مجلسِ النواب... أقول ، تقديرا لهم وحرصا على تحقيقِ مصلحةِ الشعبِ والوطنِ والدفاعِ عن المظلومين وأصحابِ الحقوق، جاءَ قراري بأنني لن ارشحَ لرئاسةِ المجلس، فهدفُ التغييرِ يتطلبُ التضحيةَ &وأنا موافقٌ عليها إخلاصا لشعبي وأهلي ومستقبلِ وطني".
وشدد في الختام قائلا "الآن اشعرُ بأن تغييرَ المنهجِ الذي عانى منه العراقيون اصبحَ قريبا، وقد كنت دائماً وأبدا مشروعا للتضحيةِ من اجلِ المبادئِ والقيمِ ومصالح ِالشعبِ والوطن،&اللهمَّ هل بلغتْ .. اللهمَّ فاشهدْ".&
&
وكان النجيفي قد تولى رئاسة مجلس النواب العراقي منذ اواخر عام 2010 ويجيز الدستور العراقي لرئيسي الجمهورية والبرلمان تولي منصبيهما لفترتين متتاليتين فيما اطلقها بالنسبة لرئيس الحكومة من دون تحديد فترات ولايته.
ومن اقوى المرشحين لخلافة النجيفي القيادي في ائتلاف متحدون النائب سليم الجبوري رئيس لجنة حقوق الانسان في البرلمان المنتهية ولايته.
ووفقا للتقسيم المعتمد للمناصب منذ عام 2003 فإن منصب رئاسة الوزراء في العراق من نصيب المكون الشيعي ورئاسة البرلمان للمكون السني ورئاسة الجمهورية للمكون الكردي.
وقد فشل مجلس النواب الجديد في جلسته الأولى الثلاثاء الماضي في انتخابات الرئاسات الثلاث مما استدعى تأجيل الجلسة الى الثلاثاء المقبل. &
وأظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة تصدر القوائم الشيعية الثلاث الرئيسة في العراق: دولة القانون بزعامة المالكي وكتلة الأحراربزعامة الصدر وكتلة المواطن &بزعامة الحكيم بواقع 96 و34 و29 مقعدا على الترتيب بمجموع 159 مقعداً من أصل عدد مقاعد البرلمان البالغة 328 مقعدا.
كما حصل ائتلاف متحدون (سني) بقيادة النجيفي على 23 مقعدا وائتلاف الوطنية (علماني) بزعامة اياد علاوي على 21 مقعدا والعربية (سني) بزعامة صالح المطلك على 9 مقاعد.
&&
&