انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي العدد الأول من مجلة Dabiq باللغة الانكليزية، تصدرها دولة الخلافة التي أسسها داعش في الرقة ودير والزور السوريتين ونينوى العراقية.


عبد الرحمن الماجدي: أصدر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، أو ما بات يعرف بدولة الخلافة، العدد الأول من مجلته "دابق" (Dabiq) بالانكليزية. وانتشرت صور ومقاطع من صفحات المجلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لوحظ الاهتمام التقني والاخراج الفني بصور ذات جودة عالية، والاختيار اللافت لعناوينها منذ عنوان الغلاف الرئيس "عودة الخلافة".

دابق

اختيار اسم دابق يحيل إلى دلالات دينية في المرويات الاسلامية واليهودية والمسيحية، تتحدث عن معركة موعودة يتقاتل فيها الأخيار والأشرار محورها منطقة دابق شمال شرق حلب.

وقد خصصت المجلة فصلًا يفسر سبب اختيارها اسم "دابق"، المأخوذ من اسم منطقة في الريف الشمالي من مدينة حلب. وتروي المجلة واقعة دابق، مستندة إلى حديث منسوب لابي هريرة، ونصه: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق او دابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلو بيننا وبين الذين سُبُوا منا نقاتلهم. فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا، ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله عز وجل، ويصبح ثلث لا يفتنون أبدًا، فيبلغون القسطنطينية فيفتحون، فبينما هم يقسمون غنائمهم وقد علقوا سلاحهم بالزيتون إذ صاح الشيطان أن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون‏.‏ وذلك باطل‏.‏ فإذا جاؤوا الشام خرج‏. فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، فأمهم‏، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء‏.‏ فلو تركه لانذاب حتى يهلك‏.‏ ولكن يقتله الله بيده‏.‏ فيريهم دمه في حربته‏"‏‏.‏

ملاحم أو أرمجدون

المجلة أوضحت أن كلمة "ملاحم" تنسب إلى مصطلح "هرمجدون" أو "أرمجدون" باللغة الإنكَليزية، وهو مصطلح يطلقه المتدينون اليهود على معركة مقبلة تدور رحاها على أرض مجدو في فلسطين.

ويرى متابعون أنه يعبّر عن عقيدة يهودية - مسيحية مشتركة، تؤمن بمجيء يوم يحدث فيه صدام بين قوى الخير والشر، وسوف تقوم تلك المعركة في أرض فلسطين في منطقة مجدو أو وادي مجدو، متكونة من مائتي مليون جندي يأتون لوادي مجدو لخوض حرب نهائية، كما تشير بعض الروايات التاريخية.

ويستند اليهود إلى نص عبري وارد في سفر الرؤيا:16، بأن معركة أرمجدون ستقع في الوادي الفسيح المحيط بجبل مجدون في أرض فلسطين، وأن المسيح سوف ينزل من السماء ويقود جيوشهم فيحققون النصر على الكفار. وكانت منطقة مرج دابق شهدت معركة في 24 آب (أغسطس) 1516، انتصر فيها العثمانيون على المماليك.

ويرى متابعون عراقيون أن الصعود السريع لداعش في سوريا والعراق لا يمكن أن يكون من دون دعم غربي، ويربطه بعضهم بأجندة إسرائيلية اعتمدت على الروايات المشتركة لدى المسلمين، شيعة وسنة، ولدى اليهود أيضًا كي يفسر ظهور مقاتلي داعش أنهم المشار اليهم في تلك الروايات، مثل السفياني لدى الشيعة ودابق لدى السنة وارمجدون لدى اليهود.

أخبار الزعيم

وضمت صفحات المجلة أخبار الدولة الإسلامية في ولايتي الشام والعراق، و أحاديث مروية عن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، كما جاء في تقديمها، بالاضافة إلى مواضيع تتعلق بالتوحيد والمنهج والهجرة والجهاد والجماعة.

وأفردت المجلة في صفحتها الاولى مقولة لأبي مصعب الزرقاوي، القيادي السابق في تنظيم القاعدة - فرع العراق: "لقد أشعلت الشرارة هنا في العراق، وحرّها سوف يتصاعد بإذن الله حتى تحرق الجيوش الصليبية في دابق".

وتناقش المجلة فكرة اعلان الخلافة، مشيرة إلى فرح المؤمنين الذين ملأوا الشوارع احتفالات بقيام الدولة الإسلامية، التي أعلن عنها في الاول من رمضان المتحدث الرسمي للدولة الاسلامية ابو محمد المقدسي العدناني الشامي.

أحاديث البغدادي تنشر في معظم صفحات المجلة التي تصفه بأنه أمير المؤمنين، ومنها قوله: "أيها المسلمون في كل مكان، ابشروا خيرًا، وارفعوا رؤوسكم عالية، بعون الله اصبح لكم دولة خلافة تعيد لكم الحقوق والكرامة والقيادة. انها دولة حيث العرب وغير العرب، الابيض والاسود، الشرقي والغربي جميعا اخوة. دولة تجمع القوقازي والهندي والصيني والافريقي والاميركي والفرنسي والالماني والاسترالي، جمع الله قلوبهم معا فاصبحوا اخوة بنعمته، يحبون بعضهم في الله ومن اجل الله، اختلطت دماؤهم واصبحوا موحدين تحت راية واحدة، وليعلم العالم اننا نعيش اليوم في عصر جديد".

ويقول في حديث آخر: "يا أمة الإسلام، العالم اليوم ينقسم إلى معسكرين وخندقين لا ثالث لهما: معسكر الاسلام والايمان، ومعسكر الكفر والنفاق. مخيم المسلمين والمجاهدين في كل مكان، ومخيم اليهود والصليبيين وحلفائهم ومعهم بقية الأُمم والاديان من الكفر، تقوده اميركا وروسيا وتجرى تعبئته من قبل اليهود".

انتصارات التنظيم

وتنشر المجلة أخبار التنظيم في سوريا، وأخبار معارك التنظيم. وتعدد المجلة انتصارات الدولة الاسلامية منذ دخولها العراق، وفي مقدمها تحرير عدة محافظات، أو ولايات بحسب ما يسميها التنظيم، من قوات الجيش العراقي، الذي اطلقت عليه صفة "الصفوي"، كـ "ولاية الانبار وديالى وكركوك وصلاح الدين".

وحول مخالفيها من رجال الصحوة والجيش والشرطة من اهل السنة الذين يسميهم التنظيم "المرتدين"، تنشر المجلة عن توبة آلاف المرتدين خلال تحرير مدن العراق على التوالي يبين لاصدقاء واعداء دولة الاسلام على حد سواء، فمعارك التنظيم ليست عشوائية بل هي منظمة ومدروسة، وقد ساعدت عمليات التحرير في مساعدة الكثير من المرتدين على التوبة والخلاص من حكم الجيش الصفوي الذي فر من المعركة مخلفا الاسلحة والذخائر التي جهزته بها الدول الصليبية، مشيرة إلى أن أعدادًا كبيرة من مقاتلي الصحوات في الولايات المحررة أعلنوا توبتهم.