&
&
في قرية هوكشي النيبالية الفقيرة، يضطر السكان إلى بيع كلاهم الثمينة بمبالغ زهيدة، بسبب الفقر واليأس، أو لأنهم تعرضوا لمكيدة من أناس استغلوا ظروفهم وقلة معرفتهم وأقنعوهم بأنها "ستنمو من جديد".

&
بيروت: لا أحد يفكر ببيع أحد أعضاء جسمه وتحمّل المضاعفات الناتجة عنها، ما لم تكن لديه أسباب أقوى من الألم والخوف من الموت. هذا السبب هو الخوف من الحياة نفسها، والمستقبل الغامض والمظلم الذي يفرضه الفقر والعوز والبطالة.
&
سكان قرية هوكشي الفقيرة يقعون فريسة للفقر وللذين يستغلون فقرهم بإغرائهم بوظائف ودخل ثابت، أو يكذبون عليهم بالقول إن الكلى تنمو من جديد بعد استئصالها، وهو أمر يصدقونه لأنهم غير متعلمين. &
&
يعمل معظم سكان هذه القرية في الزراعة، حيث أن الأطفال والنساء والشيوخ يقضون معظم نهارهم في العمل الشاق مقابل مبلغ زهيد لا يتعدى 2 دولار في اليوم.
&
هذه القرية تحمل وراء أبوابها سراً مخيفاً وحزيناً في آن واحد: 75 أسرة منها تتضمن على الأقل فرداً واحداً باع إحدى كليتيه. والمؤسف أكثر هو أن البعض منهم وعد بحياة رغيدة ثم اكتشف أن المال الذي سيحصل عليه بالكاد يكفي الأدوية التي سيضطر لأخذها بعد العملية، اما البعض الآخر فقد كليته معتقداً أنها ستنمو من جديد.
&
وبدأت "تجارة الأعضاء" بالإزدهار في هذه القرية في أوائل التسعينات عندما حضر وسطاء وعدوا بعض السكان بأجور مغرية تبلغ أكثر مما يمكنهم الحصول عليه في عام من وظيفتهم.
يشار إلى أن أفراد هذه القرية جميعهم من الأميين، وليس باستطاعتهم معرفة أو فهم الآثار الجانبية لاستئصال الكلى، والتي يمكن أن تشمل ارتفاع ضغط الدم وانخفاض وظيفتها أو حتى فشل الكلية المتبقية. وهذا الواقع يستغله تجار الأعضاء الذين يقنعون السكان ببيع كلاهم بمبالغ زهيدة.&
الأسوأ من هذا كله أنه لا يوجد فرد واحد في هذه القرية فقد كليته وأصبح غنياً بعدها، فالفقر والألم واحد، ويزداد يوماً بعد يوم.
&