قال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إن سياسات المالكي الخاطئة مكنت داعش من السيطرة على ثلث الأراضي العراقية والاستيلاء على معدات وتجهيزات ست فرق عسكرية بكاملها، كما أضعفت الأطراف والشخصيات المعتدلة من السنة والشيعة.


أسامة مهدي: أكد بارزاني لقناصل وممثلي الدول الأجنبية في أربيل خلال اجتماعه بهم الخميس لبحث وتوضيح آخر تطورات الأزمة السياسية والأمنية في العراق وموقف إقليم كردستان منها.. أكد أن خرق الدستور والسياسات الديكتاتورية والاستبداد وإقصاء المكونات هو من قسّم العراق، وليس كردستان.

وأشار إلى أن أربيل كانت دومًا ملاذًا آمنًا للمواطنين والنازحين الذين يفرّون من بطش الديكتاتورية. وقال إن المالكي وبدلًا من أن يقوم بواجبه بمسؤولية كرئيس الوزراء ويشكر الإقليم ويتحدث عن كيفية مساعدة اللاجئين والنازحين يكيل التهم ضد الإقليم.

تحتاج جهودًا دولية
ووصف بارزاني تقدم مسلحي تنظيم "داعش" وتمددهم إلى محافظات عراقية عدة بالخطر الكبير، مؤكدًا أن مواجهة الإرهاب تتطلب جهودًا دولية مشتركة، خاصة وأن التنظيم يسيطر الآن على أراض شاسعة تمتد من مدينة الرقة السورية وحتى مشارف بغداد.

وأوضح أنه قبل أحداث الموصل وسيطرة داعش عليها في 10 من الشهر الماضي بستة أشهر قد حذّر المسؤولين العراقيين وشخّص المالكي تحديدًا حول خطورة الأوضاع في الموصل، ولكنّهم لم يأخذوا الموضوع على محمل الجد. وأضاف أنه بعد الهزيمة التي لحقت بالجيش العراقي يحاول المالكي وبهدف التغطية على فشله كيل الاتهامات الباطلة ضد إقليم كردستان في الوقت الذي هو شخصيًا كرئيس الوزراء العراقي يتحمل المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع في العراق.
&
وأشار إلى أنه قد حذّر مرات عدة خلال السنوات الأخيرة من تدهور الأوضاع وعودة الدكتاتورية إلى العراق. وشدد على أن مشكلة العراق ليست مشكلة شخص، بل تكمن المشكلة في النهج والإدارة الخاطئة للأمور.

وحول التهديدات والتهم التي أطلقها المالكي ضد أربيل، أشار بارزاني إلى أن أربيل كانت دومًا ملاذًا آمنًا للمواطنين والنازحين الذين يفرّون من بطش الدكتاتورية، والآن هناك حوالى مليون ومئتي ألف شخص قد نزحوا إلى إقليم كردستان، وبدلًا من أن يقوم المالكي بواجبه بمسؤولية كرئيس الوزراء ويشكر الإقليم ويتحدث عن كيفية مساعدة اللاجئين والنازحين، يأتي ويكيل التهم هكذا ضد الإقليم.

أخطاء قاتلة
وأوضح قائلًا إنه "بسبب السياسات الخاطئة للمالكي فإن تنظيم داعش يسيطر الآن على ثلث الأراضي العراقية، بعدما سلّمت له معدات وتجهيزات عسكرية لست فرق عسكرية بكاملها بعد انسحاب القوات العراقية أمام تقدم التنظيم. واتهم المالكي بالعمل على إضعاف الأطراف والشخصيات المعتدلة من السنة والشيعة".
&
وحول تهمة محاولة حكومة الاقليم تقسيم العراق، قال بارزاني إن خرق الدستور والسياسات الديكتاتورية والاستبداد وإقصاء المكونات هو من قسّم العراق وليس كردستان.. موضحًا أن الدستور العراقي ينص وبكل وضوح على أن الالتزام به هو الذي يحفظ وحدة الأراضي العراقية، ولكن هناك الآن عشرات الأمثلة على خرق الدستور من قبل السلطة في بغداد.

وحول موقف إقليم كردستان حيال الأوضاع الجديدة في العراق، أوضح بارزاني أنه "خلال السنوات العشر الماضية قمنا بتجربة جميع الطرق من أجل أن نستطيع العيش مع العراق، ولكن السياسات والإدارة الخاطئة حالت دون نجاحنا".

وأضاف أنه بعد أحداث الموصل والأزمة الجديدة، فإن كردستان ستعمل على مسارين: الأول أن تساعد الأخوة السنة والشيعة على معالجة مشاكلهم ونجاح العملية السياسية.. والثاني الاستمرار في العمل من أجل تطبيق حق تقرير المصير للشعب الكردستاني، وفي هذا السياق يستمر برلمان الإقليم في الإعداد لمستلزمات ذلك، مؤكدًا بالقول "إننا لن نتراجع عن هذا القرار، وإن الشعب الكردستاني ليس بحاجة إلى طلب الإذن من أحد ليقرر مصيره".

وفي ما يخص المناطق المتنازع عليها المشمولة بالمادة 140 من الدستور، وبينها كركوك، أشار رئيس إقليم كردستان إلى أن قوات البيشمركة قد تمركزت في تلك المناطق من أجل حمايتها من تهديدات الإرهابيين، ولن تنسحب منها. وأوضح أنه بقيت مرحلة واحدة بالنسبة إلى مصير هذه المناطق، وهي مرحلة الاستفتاء.&

وقال "نحن نحترم إرادة ورغبة سكان تلك المناطق، ونحاول أن نجعل من كركوك نموذجًا للتعايش القومي والديني" بحسب ما نقل عنه بيان صحافي لرئاسة الإقليم عقب الاجتماع.
&
تقدير لجهود الإقليم
وقد أعرب القناصل وممثلو الدول الحاضرين في الاجتماع عن تقديرهم لإقليم كردستان لما يبذله من جهود في مساعدة وإيواء عدد كبير من اللاجئين والنازحين وعن شكرهم لقوات البيشمركة لحمايتها المواطنين وتصديها للإرهابيين، ثم قاموا بطرح ملاحظات وأسئلة على رئيس إقليم كردستان حول الأوضاع السياسية في العراق أجاب عنها بالتفصيل.

وفي وقت سابق اليوم أعلن الوزراء الأكراد في الحكومة الاتحادية العراقية عن مقاطعتهم جلساتها كي لايشاركوا رئيسها المالكي أخطاءه، ووصفوا تصريحاته ضدهم بالاستفزازية، وبأنها وسيلة لإخفاء الفشل الأمني الكبير. وأكدوا أن المواقف الفردية لرئيس الوزراء معادية لوحدة الشعب العراقي والإخوة النضالية العربية الكردية والتحالف الذي شيّد على أساسه بنيان العملية السياسية في العراق.